لا استغرب ابداً اذا ما امسك التشيكي ميلان ماتشالا، المدرب الجديد لمنتخب السعودية، بشعره وراح "يلطم"، اللهم الا اذا لم يشاهد مباراة الشباب والهلال في نهائي كأس ولي العهد... وهذا غير معقول طبعاً، لانه مدعو لاختيار عناصر المنتخب الذي سيشارك في معسكر الاعداد لكأس القارات في المكسيك. واغلب الظن ان لعاب ماتشالا كان يسيل قبل المباراة اعتقاداً منه انه سينتقي من الهلال تحديداً ما لذ وطاب... واغلب الظن أيضاً ان اللعاب تجمد في حلقه. ذلك ان من كان يفترضهم ماتشالا نجوماً لم يعودوا كذلك، اذا ما حكمنا عليهم من خلال تلك المباراة التي نزلت برداً وسلاماً على الشبابيين وزفتاً وقطراناً على الهلاليين. واذا ما اردنا منح الجابر والثنيان والتيماوي والتمياط وخميس العويران درجة فهي بالتأكيد تحت الصفر سواء كان المعيار من 10 او من 100... والدوخي كان افضل السيئين، حتى لا نظلمه. اما الدوليان غير السعوديين وهما الكويتي بشاردو والزامبي ليتانا فدرجتهما توحي بالمحيط المتجمد الشمالي فوراً. هذه المجموعة الدولية - سابقاً - لم نشهدها من قبل بهذه الحال... كانت تجر اقدامها جراً، في حين كان معظم الشبابيين يفلحون الارض وعلى رأسهم الشيحان الذي يعتبر اخطر لاعب سعودي حالياً، وقد حصدوا هدفاً وكانوا يستحقون اكثر. كرة "زرقاء" فيها، ربما، مهارات جيدة لكن مع سرعة سلحفائية وروح متدنية ودلع غريب واداء فردي مقيت لا يعكس مدى سمعة الهلال المدوية وشعبيته الجارفة وشهيته للالقاب التي يغص بها سجله. وكرة "بيضاء" فيها، ربما، مهارات افرادية لم تنضج بعد بسبب الصغر في السن، لكنها مغلفة بروح قتالية مثالية، ولياقة بدنية عالية عنوانها السرعة في الهجوم والدفاع، واداء جماعي فيه الكثير من التناغم باعتبار ان النجومية مفقودة وان الفرد يلعب للمجموعة ولا يلعب لنفسه. ونغوص في التشكيلة الشبابية، فنجد ان الشيحان وحده كان دولياً في آخر استحقاق للمنتخب اي في كأس الخليج قبل 4 أشهر في البحرين... اما الباقون فهم شباب مغمورون لكن لا ينقصهم طموح مع 3 دوليين مخضرمين سابقين، احدهم كان ضيف شرف على المباراة هو سعيد العويران الذي لا يمكن ان يضمه ماتشالا الى تشكيلته باعتبار انه صار شبحاً مخيفاً لما كان عليه في الماضي... في المقابل، فإن الشبابيين الآخرين لم يكونا اقل روعة من الشيحان وهما صالح الداود وسالم سرور. وكم سيكون ماتشالا "...." اذا لم يفكر بضم الشيحان والداود وسرور قبل ان يفكر بضم أي لاعب من الهلال... واذا ما ضم اكثر من 3 شبابيين فلن ينزعج احد، بما فيهم رئيس نادي الهلال الأمير بندر بن محمد، الذي قال لي قبل ثلاثة ايام من المباراة "كم انا خائف من انتفاضة شبابية". وهنيئاً للأمير بندر على حاسته السادسة! كيف سيتصرف ماتشالا؟ لا شك في انه سيمنح الجميع فرصة اخرى، ومنافسات المربع الذهبي بين الهلال والشباب والاتحاد والاهلي على الابواب.