روما - "الحياة"، رويترز - أعلنت منظمة الأغذية والزراعة فاو التابعة للأمم المتحدة في تقرير لها امس الجمعة ان التوقعات المبكرة تظهر ان انتاج الحبوب العالمي سيعجز عن تلبية الطلب المتوقع في 1999، ما سيقلص احتياطات الحبوب الى مستويات لا تحقق الأمن الغذائي العالمي. في الوقت نفسه حذرت "فاو" في تقرير آخر خاص بالأزمة في كوسوفو الاربعاء الماضي ان هذه الأزمة الانسانية "قد دمرت الصناعات الغذائية والزراعية فضلاً عن عواقبها على الانسان، ما أدى الى انخفاض حاد في حجم الانتاج الغذائي والامدادات الغذائية". وأشار تقرير امس نصف الشهري للمنظمة الى ان اشتداد الطلب على الامدادات الغذائية تفاقم نتيجة حال الطوارئ الانسانية في اوروبا عقب الطرد الجماعي للاجئين من كوسوفو، ما يستلزم مواصلة تقديم معونات انسانية دولية على نطاق واسع. وذكرت تقديرات اولية ل"فاو" عن عام 1999 ان اجمالي انتاج الحبوب سيصل الى 1.850 بليون طن تقريباً، بانخفاض عن 1.877 بليون طن العام الماضي. وقال تقرير المنظمة انه "اذا تحققت التوقعات الحالية فان انتاج الحبوب لن يكون كافياً لمواجهة الحاجات المتوقعة للاستهلاك في 1999 - 2000، وسيتعين السحب من مخزونات الحبوب التي تراكمت خلال الموسمين الماضيين لتنخفض عن المستويات الآمنة". وأشارت "فاو" مقرها روما في تقريرها الى ان توقعات الانتاج غير مؤكدة لأن كميات كبيرة من الحبوب لا تزال في مرحلة البذور والبعض الآخر في مراحل النمو الاولى. وقدر التقرير انتاج القمح بنحو 580 مليون طن بانخفاض 3 في المئة عن انتاج عام 1998، فيما يقدر انتاج الحبوب الخشنة ب890 مليون طن بانخفاض نحو 2 في المئة. غير ان التوقعات تشير الى ارتفاع طفيف في انتاج الرز الى 380 مليون طن من 375 مليون طن في 1998. وتوقع التقرير ارتفاع الاستهلاك الغذائي العالمي بنسبة 1.7 في المئة ليحافظ على معدل استهلاك العام الماضي البالغ 162 كيلوغراما للفرد. كما زادت "فاو" تقديراتها لتجارة الحبوب العالمية 1.6 مليون طن في 1998 - 1999 الى 205.6 مليون طن، بانخفاض سبعة ملايين طن عن العام الماضي. وقالت المنظمة ان مشاكل الغذاء الخطيرة تركزت في افريقيا وآسيا واميركا اللاتينية و"أسرة الدول المستقلة" في الاتحاد السوفياتي السابق. وفي التقرير الخاص بكوسوفو قالت "فاو": "ان آلاف المزارع قد دمرت او اهملت في الوقت الذي تعثرت عملية توزيع الأغذية جراء العقبات القائمة في حركة النقل. ومعروف عن كوسوفو في الأزمنة الاعتيادية انها اصلاً منطقة تعاني من العجز الغذائي، حيث ينخفض حجم الانتاج الغذائي منذ اعوام عدة بسبب الصراع في المناطق المجاورة، فضلاً عن وعورة الأراضي وعدم خصوبة التربة التي تحد من امكانات تطويرها". ويشار الى انه في مطلع نيسان ابريل الجاري وافق المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة جاك ضيوف والمديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي على مشروع مشترك يقضي بتمديد العمل باجراءات الطوارئ "لغرض تعبئة عناصر اغاثة اضافية للسكان المتضررين بما يؤمن المعونات للاجئين والمشردين محلياً منذ شهر سبتمبر 1998". وذكر التقرير "ان اندلاع الحرب في المنطقة منذ مطلع 98 ادى الى آثار مدمرة على نتائج موسم الحصاد، وانه يستحيل الآن التحقق مما تبقى من حجم الانتاج للسنة المذكورة". وفي ما يتعلق بموسم 1998 - 1999، حذر التقرير من ان "آفاق الانتاج ستكون قاتمة، سيما وان جزءاً كبيراً من مزارع القمح في الخريف الماضي قد فقد وذلك لانعدام الأمن وعدم توافر المعدات والبذور". وقال التقرير انه "من غير المحتمل ان يجري كما هو معتاد في شهري آذار مارس ونيسان ابريل من كل عام زرع نحو 100 الف هكتار من الذرة كان يستخدم معظمها علفاً للحيوانات و10 آلاف هكتار من الحبوب الثانوية و25 الف هكتار من الخضار و20 الف هكتار من المحاصيل العلفية". وذكر ان الانتاج الاجمالي من القمح الذي يعتبر الغذاء الاساسي في الاقليم بلغ قبل بدء الاحداث الخطيرة نحو 300 الف طن، وان الاقليم "بحاجة الى استيراد 200 الف طن اخرى من القمح كي يتمكن من تلبية المتطلبات الغذائية". ونظراً لتدفق اللاجئين السريع الى البانيا ومقدونيا، أوفدت منظمة الأغذية والزراعة بعثة الى المنطقة لتقويم المعونات الزراعية الطارئة في المستقبل القريب.