عبّر وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر امس عن ضرورة انسحاب كافة القوات اليوغوسلافية من الاقليم لأنه "لا يمكن القبول بالعودة الى ماضي أوروبا الدامي". وقال ان "اللاجئين لن يعودوا أبداً الى كوسوفو في حال عدم انسحاب القوات اليوغوسلافية من هناك". وجاء كلامه في بروكسيل أمس حيث عقد الاجتماع الأول لوزراء خارجية الاطلسي منذ اندلاع الحرب في الأقليم. وشكلت خطة قدمها الى نظرائه الاطلسيين محور مناقشات في اطار البحث عن حل سياسي في البلقان. وقال فيشر: "إننا نمر في مرحلة صعبة للغاية. فبالإضافة الى متابعة الاعمال العسكرية ينبغي تكثيف البحث عن حل ديبلوماسي يرضي مختلف الأطراف ويحفظ حقوقهم". وفي اطار الإشارة الى لقاء اليوم المرتقب بين وزيرة الخارجية الاميركية مادلين أولبرايت ونظيرها الروسي ايفانوف، قال فيشر: "ان الاسبوع الحالي سيكون حاسماً للمبادرة السياسية ولإسكات الأسلحة في كوسوفو". وتقضي الخطة الالمانية بإيجاد حل يقوم على ارسال قوات لحفظ السلام في كوسوفو تحت راية مجلس الأمن. وتؤكد على ضرورة اعطاء دور أكبر لروسيا على صعيد خطط سلام مقبلة. وقال ناطق باسم الخارجية الالمانية ل"الحياة" ان تفاصيل الخطة لم تنشر بعد. وعما يميزها عن سابقاتها، قال: "إن المعلومات الأولية تشير الى أنها تعكس ليونة أكبر في الموقف الأوروبي على الصعيد العسكري المتعلق بخطة السلام في كوسوفو. فهي وبخلاف الاقتراحات السابقة لا تتمسك بضرورة تولي حلف الاطلسي أو منظمة مجلس الأمن والتعاون في أوروبا قيادة مثل هذه القوات". وبالإضافة الى ذلك فإنها تقوم على اساس الحفاظ على وحدة الأراضي اليوغوسلافية بحدودها الدولية المعترف بها. ويتفق ذلك مع موقف الاتحاد الأوروبي الرافض حتى الآن لأي حلول ترمي الى تقسيم كوسوفو أو فصله عن يوغوسلافيا. ولكن هذا الموقف يصر في المقابل على ضرورة اعطاء حكم ذاتي واسع للاقليم. ويبدو ان خطة فشر تحظى بتأييد نظرائه في سائر دول الاتحاد الأوروبي وفي مقدمهم روبن كوك وزير الخارجية البريطاني الذي قال ان "دول الاتحاد تنتظر مشاركة روسية بقوات حفظ السلام المقترحة". ومن جهة اخرى، اكد المستشار الالماني غيرهارد شرودر في خطابه امس أمام المؤتمر الاستثنائي لحزبه الديموقراطي الاجتماعي ان بلاده تؤيد الخطط الرامية الى اعطاء دور أكبر للامم المتحدة على صعيد ايجاد حل لمشكلة كوسوفو.