مركز مشاريع البنية التحتية بمنطقة الرياض يعلن تفعيل أعماله في 19 محافظة و47 بلدية    نائب أمير مكة يطلع على أبرز المشاريع المنجزة بمحافظات المنطقة    مُحافظ جدة يُكرّم عدداً من ضباط وأفراد مكافحة المخدرات    2024.. إنجازات سعودية    قوافل مساعدات سعودية جديدة تصل إلى غزة    «العالم الإسلامي»: ندين بأشد العبارات اقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى    سورية تتطلع لعلاقات "استراتيجية" مع أوكرانيا    الأخضر.. خطوة نحو «الكأس»    «الصفراء» حرمتهم.. والمدرج مكانهم    «الشورى»: الموافقة على مشروع تعديل نظام إنتاج المواد التعليمية وتسويقها    لغير أغراض التحميل والتنزيل.. منع مركبات توصيل الأسطوانات من التوقف في المناطق السكنية    نائب أمير تبوك يقلد مساعد مدير السجون بالمنطقة رتبته الجديدة    الجوال يتصدّر مسببات حوادث المرور في الباحة    القهوة والشوكولاتة.. كماليات الشتاء والمزاج    5 فوائد للشاي الأخضر مع الليمون    الأخضر يختتم استعداداته لمواجهة عُمان في نصف نهائي خليجي 26    الهلال يكسب ودّية الفيحاء بثنائية "نيمار ومالكوم"    جابر: ثقتنا كبيرة في تجاوز المنتخب السعودي    ولي العهد يعزي تشوي سانج في ضحايا حادث الطائرة    «مجلس التخصصات الصحية» يعتمد استراتيجية العام المقبل    القيادة تعزي في وفاة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر    وفاة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر    "الشورى" يوافق على تعديل نظام إنتاج المواد التعليمية وتسويقها    مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون يعقد اجتماعه الرابع لعام 2024    تركي آل الشيخ يعلن عن القائمة القصيرة للأعمال المنافسة في جائزة القلم الذهبي    استعراض مؤشرات أداء الإعلام أمام الوزير    11 ألف مستفيد من برامج التواصل الحضاري بالشرقية    أمير الشرقية يشدد على رفع الوعي المروري    مغادرة ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    أمير القصيم ينوّه بدعم القيادة لبرامج التوطين    إضافة 122 منتجاً وطنياً في القائمة الإلزامية للمحتوى المحلي    علاج شاب بزراعة بنكرياس باستخدام الروبوت    التغيير العنيف لأنظمة الحكم غير المستقرة    بينهم عدوية والحلفاوي والسعدني.. رموز فنية مصرية رحلت في 2024    هل تفجّر أوابك ثورة إصلاح وتحديث المنظمات العربية    كلام البليهي !    النصر يتوج بكأس الاتحاد السعودي لكرة قدم الصالات على حساب القادسية    مبادرة «عدادي»    حتى لا نخسر الإعلاميين الموهوبين!    الوديعة السعودية أنقذت اليمن    خبراء أمميون يطالبون بمعاقبة إسرائيل على الجرائم التي ترتكبها في الأراضي الفلسطينية المحتلة    توزيع 132 حقيبة إيوائية في ولاية بغلان بأفغانستان    إغلاق عقبة الهدا بالطائف شهرين    وزير خارجية سوريا: نتطلع لبناء علاقات إستراتيجية مع السعودية    الجوازات: صلاحية جواز السفر للمواطنين الراغبين في السفر إلى الخارج 3 أشهر للدول العربية و6 أشهر لبقية الدول    نائب وزير الخارجية يستقبل سفير جمهورية باكستان الإسلامية لدى المملكة    القبض على شبكتين إجراميتين تمتهنان تهريب المخدرات والاتجار بها في الرياض وجازان    ابتكارات عصرية بأيدي سعودية تعزز رفاهية الحجاج في معرض الحج    الإحصاء تُعلن نتائج المسح الاقتصادي الشامل في المملكة لعام 2023م    عزة النفس وعلو الإنسان    الصقور تجذب السياح    معركة اللقاحات    وزيرا «الإسلامية» و«التعليم» يدشّنان برنامج زمالة الوسطية والاعتدال لطلاب المنح الدراسية    بين الأماني والرجاء.. رحمٌ منبثٌ    التعصب في الشللية: أعلى هرم التعصب    ما الفرق بين الدخان والهباء الجوي؟    نائب أمير منطقة مكة يترأس اجتماعًا لمتابعة مشاريع التنمية للمنطقة    السعودية تعزّي كوريا في ضحايا حادث تحطم طائرة ركاب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الحياة" تحاور محمد اليازغي القيادي الاشتراكي ووزير الإسكان المغربي . مؤتمر الحزب سيعقد نهاية الشهر المقبل انتخاب رئيس جزائري فرصة لتحسين العلاقات ... واهتمام اميركا واضح بمنطقة المغرب
نشر في الحياة يوم 13 - 04 - 1999

اهمية الحديث الى محمد اليازغي وزير الاسكان المغربي تكمن في انه الرجل الثاني في حزب الاتحاد الاشتراكي الذي يتزعمه السيد عبدالرحمن اليوسفي رئيس الوزراء، وسبق له خلال فترة غياب اليوسفي ان قاد المفاوضات مع المراجع الرسمية العليا حول امكان تشكيل حكومة المعارضة عامي 1993 و1994، لكنها انتكست، وظل في غضون ذلك مسؤولاً عن الجانب التنظيمي في الحزب، ما يبرر دعوته لتسريع عقد المؤتمر الوطني، وعلى رغم ان المسؤولين في الاتحاد الاشتراكي يتجنبون الاعلان عن وجود خلافات داخل الحزب، ويعزون تباين وجهات النظر الى وجود تيارات في سياق التعددية داخل الحزب الواحد، يسود الاعتقاد ان اليازغي يمثل تياراً داخل الحزب، وظهر ذلك جلياً خلال تعاطي صحافة الاتحاد الاشتراكي مع عودة المعارض الفقيه محمد البصري الى المغرب عام 1994، ما حذا اليوسفي الى تولي مسؤولية ادارة الجريدة الصادرة بالعربية، في حين احتفظ اليازغي بادارة صحيفة "ليبراسيون" بالفرنسية، وخلفت تصريحات صدرت عن الفقيه البصري حول تجربة الحزب في الستينات والسبعينات ردود فعل ازاء المسؤولية عن التورط في احداث عنف ضمن ماكان يعرف ب"الخيار الثوري" الذي طرحه المعارض البصري، وكذا آفاق الخيارات المفتوحة، ما حدا بشخصيات في الاتحاد الاشتراكي الى انتقاد الفقيه البصري وتحميله مسؤولية هفوات في تاريخ الحزب، كادت تقود الى تبادل الاتهامات حول تورط جهات خارجية في مقدمها الجزائر وليبيا في توجيه المعارضة المغربية في وقت سابق، ويعرف عن اليازغي انه كان يحظى بدعم الراحل عبدالرحيم بوعبيد زعيم الاتحاد الاشتراكي السابق، لكن علاقاته بتنظيمات شباب الحزب والمركزية النقابية التي يقودها السيد نوبير الاموي لم تكن على وفاق تام.
وقد اجرت "الحياة" في الرباط مقابلة مع اليازغي، هنا نصها:
كيف تقبلتم تعيين السفيرمحمد بنعيسى على رأس وزارة الخارجية المغربية خلفا للدكتور عبداللطيف الفيلالي؟
- الدكتور عبداللطيف الفيلالي طلب بطبيعة الحال من العاهل المغربي جلالة الملك الحسن الثاني اعفاءه من منصبه لأسباب صحية، فكان تعيين الاستاذ محمد بنعيسى في هذا المنصب، واعتقد ان هذا التعيين في محله، ولا يمكن إلا أن يعطي وسائل جديدة وامكانات جديدة للعمل الديبلوماسي المغربي.
هل يعني تعيين بنعيسى إضافة مقعد جديد لحزب الاحرار في الحكومة؟
- لا اعتقد ان السيد محمد بنعيسى ينتسب الآن إلى حزب الاحرار، واعرف انه لم يعد ينتسب الى هذا الحزب، انه مستقيل إلا في حال العودة الى انتسابه من جديد، لكن يظل من السفراء المغاربة الناجحين في عملهم في الولايات المتحدة.
هل تعتبرون ان لهذا التعيين دلالات سياسية على مستوى العلاقات الامريكية المغربية، خصوصاً بعد زيارات الوفود الاميركية المتعاقبة للبلاد أخيراً؟
- العلاقات الاميركية - المغربية اخذت طريقها على الاقل على مستوى المغرب العربي، وهناك اهتمام اميركي بمنطقة المغرب العربي، أما نحن فلدينا قضية الدين وفتح ابواب التعاون لايصال منتوجاتنا الى السوق الامريكي، وهذه كلها اوراش مفتوحة، لكن تبقى رسالة اعضاء مجلس الشيوخ الى جلالة الملك، ومن بينهم رئيس المجلس، فهذه ترتدي أهمية كبيرة خصوصاً، أن المجموعة تتكون من ديموقراطيين وجمهوريين، وهذا يعود الى موقف للتعبير عن صداقتهم للمغرب ولدعمهم للمغرب، وهذا شيء ايجابي بالنسبة لنا في علاقاتنا مع الشعب الاميركي.
أليس هناك اعتقاد ان تعيين بنعيسى على رأس وزارة الخارجية بمثابة بداية لتعديلات حكومية أخرى مرتقبة؟
- اعتقد ان هذا هو التعديل الوحيد، وليس هناك تعديل مرتقب كما ان التعديل الحكومي غير مطروح في الوقت الحالي.
هل تم طي ملف حقوق الانسان نهائياً في المغرب في ضوء التطورات الاخيرة التي عرفها هذا المجال؟
- في الواقع هناك ارادة لطي هذه الصفحة، لكن وقع تراكم للمشاكل في هذا الميدان في فترة سابقة من تاريخنا، وما حصل بالنسبة لتوصيات المجلس الاستشاري لحقوق الانسان وموافقة العاهل المغربي عليها خطوة مهمة، والآن شكلت لجنة للتعويضات وهذه خطوة اساسية بعد خطوة توضيح مصير المختفين. لكن ملف حقوق الانسان لا يمكن ان يطوى، لأن قضية حقوق الانسان ليست قضية آنية نحن مثلاً سنحتضن مركز الأمم المتحدة للاعلام والتوثيق والتكوين في ميدان حقوق الانسان، وهذا سيفتح باباً جديداً في ملف حقوق الانسان.
كيف تنظرون الى تسوية وضع المعارض ابراهام السرفاتي؟
- لم يكن هذا الموضوع مطروحا خلال الدورة الاخيرة للمجلس الاستشاري لحقوق الانسان، لكن أنا شخصياً اعتبر ان ابراهام السرفاتي مغربي ولا يمكن ان يزيل عنه احد مغربيته.
لكن هناك من يقول ان السرفاتي لا يريد في حقيقة الأمر أن يدخل الى المغرب، بدليل تصريحاته المتكررة حول موضوع الصحراء؟
- بالفعل السرفاتي لديه مشكل يكمن في تصريحاته الكثيرة، وأحياناً تكون هذه التصريحات في غير صالح البلاد ولا تطورها، وهذا فعلاً مؤسف، لكن يبقى انه مغربي والقرار الذي اتخد بترحيله أرى أنه لا بد من معاودة النظر فيه.
وما الجديد في وضع الشيخ عبدالسلام ياسين زعيم جماعة العدل و الاحسان المحظورة؟
- الحكومات السابقة اتخذت قراراً إدارياً يجب ان يراجع، وان يتمتع ياسين بجميع حقوقه، لكن سبق للحكومات السابقة ان رفعت عنه الاقامة الجبرية لكنه سمح لنفسه بتنظيم تجمع لا يدخل في اطار قانون الحريات العامة.
هل يعني هذا ان ياسين في حال عاود النشاط نفسه ستضعونه مجدداً رهن الاقامة الجبرية؟
- اعتقد ان ياسين يمكن ان يقوم بنشاطه لكن في اطار القانون، ويجب ان يتخلى عما وقع معه في الحكومات السابقة.
بعض المصادر الحكومية تقول إن الشيخ ياسين مرتاح في الوضع الذي يوجد عليه، هل توافقون هذا الرأي؟
- بالفعل، الشيخ ياسين يرفض فقط استقبال الصحافيين، أما باقي الناس الآخرين فيستقبلهم، ومجلس الارشاد يجتمع أسبوعياً عنده.
لكن ربما يعيب الشيخ ياسين على حكومة التناوب عدم الوفاء بما كانت تطالب به من رفع الاقامة الجبرية عنه قبل تسلمها إدارة الأمور في البلاد؟
- الشيخ ياسين لا يقول أي شيء، ولم يكاتبنا ولم يبعث للوزير الاول ولو برسالة، كل ما نسمعه يتم عن طريق غير مباشر، أما هو شخصياً فلم يطرح علينا مشكلة.
ونحن عندما كنا في المعارضة طرحنا المشكل وكلفنا محام بوضع ملفه لدى المجلس الاعلى،زيادة على ذلك الشيخ ياسين لم يبعث للوزير الاول برسالة يشرح فيها وضعه لا الآن ولا في الحكومة السابقة. ومن حق أي أحد أن يعتبر أن هذا الوضع مريح له، وهذا قاله رفيقه البشيري في احدى اللقاءات الصحفية، بعد ان طرده ياسين من التنظيم، وانتم ترون ان اتباعه لا يطرحون المشكل خصوصاً أننا في مرحلة، كل من يريد فيها الاحتجاج يحتج ويضرب عن الطعام الا في قضية ياسين.
هل يعني هذا انهم غير راغبين في التسوية الآن؟
- أنا الاحظ فقط.
كنتم من أبرز قيادي حزب الاتحاد الاشتراكي المدافعين عن الشباب، كيف ترون وضع الجامعة في ظل اكتساح الشبيبة الاسلامية لها؟
- أولاً ليس هناك اكتساح، ولا بد من اعتبار ان أغلبية 250 ألف من طلاب الجامعة لا انتماء لهم، لا لهذا الفصيل او ذاك، وكل ما هناك ان فصيل العدل والاحسان أسس تعاضديات لكن بطريقة مخالفة لقانون الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ولا يسمح لأحد باستخدام العنف للقيام بنشاط داخل الجامعة إلا إذا كان بأمر منه وبقرار قانوني، والفصائل الأخرى مضطرة الآن للقيام بأي نشاط ان تعمل خارج فضاء الجامعة، فهم أصحاب دورية قبل دورية وزير الداخلية لمنع النشاط على كل الاحزاب والتنظيمات داخل الجامعة، وشبابنا الاتحادي منع من تنظيم الجامعة الربيعية في جامعة ابن مسيك في الدار البيضاء، ومنع محاضرون استدعتهم الكلية من القيام بنشاطهم في وقت عمد الفصيل الى استدعاء نفس المحاضرين عنده، ويبقى مشكل الجامعة في كيفية ضمان ان تكون فضاء للحرية و التعايش.
يعني انكم لا تتخوفون من المد الاسلامي داخل الجامعات المغربية؟
- المشكلة ليست مشكلة مد، وليس هناك اي مد اسلامي، هناك تيار ليس له اتجاه واحد، هناك جمعيات ومنظمات عدة ترتكز على التراث الاسلامي.
تأتي إشارات متكررة من بعض أحزاب الكتلة المشاركة في الحكومة حول إمكان الانسحاب في حال تعارض بعض الافكار، ألا يطرح هذا مشكلة الانسجام الحكومي؟
- لم اسمع بهذا، كان لنا اجتماع الأحد الماضي للكتلة وبحضور الأمناء العامين للأحزاب ولم يتم تداول مثل هذا الامر، وفي أي بلد يمكن لحزب ان ينسحب من الحكومة إذا شعر بتناقض بين التزاماته وبين القرار المتخذ، وبالنسبة لحكومة ديموقراطية هذا شيء ممكن، لكن هذا غير حاصل الآن، وعملياً الكتلة الديموقراطية هي العمود الفقري للحكومة الحالية.
هل يعني هذا ان هناك انسجاماً كاملاً في الحكومة؟
- لحد الآن نعم، والانسجام معناه ان القرارات التي تتخد يكون حولها وفاق، أما قبل اتخاذ القرار فيبقى باب الاجتهاد مفتوحاً، وكل القرارات الصادرة عن الحكومة هي قرارات متفق عليها أو فصل فيها الوزير الاول باعتباره هو الذي يقود الحكومة.
متى سينعقد مؤتمر حزب الاتحاد الاشتراكي،هل هناك موعد محدد؟
- الموعد الذي حددته اللجنة المركزية هو آخر أيار مايو المقبل، لكن التحضير يجري حالياً باشتغال اللجنة السياسية والتنظيمية التي تعقد اجتماعاتها وتعد الوثائق التي ستكون أرضية للنقاش، وعندما تجتمع اللجنة المركزية ستقرر هل في الامكان الاحتفاظ بالموعد او اللجوء إلى التمديد لافساح المجال امام نتائج اكثر ايجابية.
لكن هناك من يستبعد امكان عقد المؤتمر، بسبب بعض الخلافات داخل الحزب؟
- الاتحاد الاشتراكي سيعقد مؤتمره هذا العام.
اثير جدل أخيراً بين الفقيه البصري وآيت قدور حول فترة تاريخية معينة، كيف ترون هذا الجدل؟
- أنا أرى أن الفقيه محمد البصري أساء لنفسه كثيراً بما نشره خلال شهر رمضان، وبالتالي لا يجب ان يلوم إلا نفسه إذا كانت هناك ردود فعل.
يعني تعطون الحق لآيت قدور في رده على الفقيه البصري؟
- لا، أنا لا أطرح المسألة هكذا، انا قلت ان الفقيه نشر مذكرات، فلا يستغرب انها ستثير ردود فعل، اليوم لآيت قدور وغداً لآخرين.
لكن ألم يكن بالامكان وقف نشر هذه المذكرات التي قلتم انها أساءت للفقيه البصري ما دامت نشرت في صحيفة الاتحاد الاشتراكي؟
- مع الأسف الصحافي الذي اجرى الحديث سجل ذلك، ولم نقرأ مسبقاً تلك المذكرات، ومع ان السيد عبدالرحمن اليوسفي هو مدير الصحيفة لكنه لم ير تلك المذكرات قبل نشرها بل قرأها في الصحافة. ونحن لم نوقف النشر الذي استغرق أزيد من أربعين يوماً خلافاً لنشرها في شهر رمضان كما كان مقرراً، لكنها تجاوزت المدة وكل ما سجل مع الفقيه نشر وتعدى شهر رمضان.
قال البصري إنه يتمنى ان يجد مكاناً آخر لينشر مذكرات أخرى.
- له ذلك، جريدة "الاتحاد الاشتراكي" هي التي نشرت له المذكرات، والمذكرات المقبلة ينشرها أين يريد، وإذا اراد ان ينشر مذكراته خارج صحيفة "الاتحاد الاشتراكي" فله ذلك، لكن ما نشره لحد الآن أساء له.
لكن هل انتم معنيون الآن بفتح ملف مراحل معينة من تاريخ المغرب؟
- تاريخ المغرب هو تاريخ المغرب وتحمل الشهادات فيه جانباً ذاتياً. هناك ربما شهادات أخرى ومذكرات أخرى، والمؤرخون هم الذين سيأخذون كل هذه المعطيات ويوضحون التاريخ، وهناك وقائع وقعت ولم نتحدث عنها وهناك تأويل شخصي للفقيه البصري لبعض الوقائع، وربما هناك تأويلات أخرى وشروحات أخرى لمقاومين مغاربة.
إذن تؤيدون نشر الوقائع شرط ان تكون مضبوطة؟
- نحن مع نشرالمذكرات لأن في ذلك اعطاء مادة للمؤرخين والمواطنين للاطلاع على التاريخ الحديث، خصوصاً أنه لم يكتب الكثير، بالنسبة لفترات أساسية من حياة شعبنا.
إلى أي مدى تؤثر العلاقات داخل حزب الاتحاد الاشتراكي على مسار الحكومة؟
- لا يمكن ان تؤثر هذه الخلافات على الحكومة، هناك قرار بالغالبية بالمشاركة في الحكومة وهناك أقلية عندنا تعارض، فيها من لم يبق في موقف المعارضة وفيها من يؤكد موقفه باستمرار، لكن القرار اتخذ والاتحاد الاشتراكي في الحكومة مسؤول عن قيادتها.
ما هو تقويمكم للعمل الحكومي حتى الآن؟
- تقييم ايجابي، واعتقد ان المغرب دخل هذا العام في مرحلة اصلاح، والقرارات التي اتخذت سواء على المستوى القانوني أو التنظيمي كلها ايجابية، فإذا سرنا على هذا المسار، من المحقق ان المغرب سيكون قد خرج من مرحلة أخرى متقدمة بالنسبة لدمقرطة المؤسسات وبالنسبة لبداية خلق شروط تطور اقتصادي واجتماعي.
ما رأيكم في الضجة المثارة حالياً حول الفضاء السمعي البصري الإعلام، وكيف ترون اصلاح هذا القطاع في ظل تدهور أوضاع الصحافة الكتوبة التي يديرها ستة وزراء؟
- اعتقد ان نقابة الصحافيين اقترحت عدداً من الحلول، لا بد للمقاولات الصحافية من السير في هذا الاتجاه لتحسين أوضاع العاملين فيها، ولن تكون الحكمة إلا مع تحسين أوضاع الصحافيين، أما بالنسبة للاعلام السمعي البصري، فأعتقد انه في وضع شاذ بالنسبة لهذه التجربة واعتبر ان الاعلام السمعي البصري لا يخدم سياسة التغيير والاصلاح.
أنتم طالبتم أخيراً باللجوء إلى القنوات الفضائىة مثل الجزيرة أو مركز تلفزيون الشرق الاوسط لتغطية الأنشطة الحكومية، ما شكل سابقة وطرح تساؤلات مثل لماذا لا نستقدم وزراء من الخارج لإدارة أمور البلاد؟
- القضية ليست مشكل وزراء وإنما قضية الجهاز السمعي البصري وانا اقترحت هذه المسألة كفكرة ما دام السمعي البصري اصبح عالمياً، ولا يمكن احتكار هذا المجال من قبل المؤسسات السمعية البصرية المغربية، وهناك حكومة تتوجه الى الرأي العام عن طريق هذه الفضائىات ويتابعها المغاربة، إضافة إلى أنها تضم مغاربة من تقنيين وصحافيين ومبدعين.
لكن أوضاع هؤلاء الصحافيين مغايرة تماماً لأوضاع الصحافيين المغاربة والعطاء يكون مرتبطاً بالوضع المالي إلى حد ما.
- هذا محقق، لكن انا لا اتحدث عن أوضاع الصحافيين، وليس فقط المسائل المادية لكن هناك الجانب المعنوي وظروف العمل وحرية الابداع والمهنية. هناك كذلك تعامل هذه المؤسسات مع الصحافيين دون ان تكون هناك رقابة بيروقراطية.
كيف ترون دعوة بعض الاحزاب المشاركة في الحكومة لتنظيم انتخابات سابقة لأوانها.
- لحد الآن لم يطلب أي حزب هذا الأمر، لا في اطار الكتلة ولا في اطار الحكومة هذا اجتهاد صحافي والاجتهادات موجودة.
ما رأيكم في الدعوة التي وجهتها "نقابة الكونفيديرالية الديموقراطية للعمل" الموالية لحزب الاتحاد الاشتراكي لشن اضراب عام في البلاد؟
- الكونفيديرالية لم تدع الى اضراب عام، هناك قطاعات قررت الاضراب مثل التعليم والصحافيين في المجال السمعي البصري لكن لا أحد دعا الى اضراب عام.
لكن هناك موجة من الاضرابات تشل قطاعات متعددة في البلاد تشنها النقابات بين الفينة والاخرى؟
- هذا حق دستوري ولا اعتقد ان حدة الاضرابات تزايدت، لكن هناك حرية أكثر تجعل الناس يلجأون الى الاحتجاج. منذ أربعين عاماً مثلاً لم يحتج العاملون في الاعلام السمعي البصري ولم نر موقفاً احتجاجياً قبل وصول حكومة التناوب، كذلك في بنك المغرب حيث لم تؤسس النقابة إلا في عام 1998 اتسع فضاء الحرية وبالطبع هناك اضرابات اخرى يمكن للمرء ان يتساءل عنها، مثلا الاضراب عن بيع السكر، هذا شيء لا بد انه اضراب غير طبيعي لمنتوج موجود ومتوفر، بالعكس هذا يدعو لزعزعة الوضع. أما الاضرابات الأخرى فالناس يشعرون بحرية اكثر، لذا يحتجون ويتظاهرون.
لكن في المقابل، هل تتوفر الحكومة على تصور لوقف موجة الاضرابات عبر طرح حلول للمشاكل المطروحة؟
- أظن انه عندما تكون هناك مطالب مشروعة فلا بد من الاستجابة لها، واذا لم تكن الحكومة قادرة على تلبيتها، المهم ان يكون هناك حوار، وأمام المضربين حكومة تستمع لهم وتهتم بالقضايا التي يطرحونها.
لكن ماذا عن حملة الشهادات الجامعية العليا العاطلين عن العمل، حيث كنتم في المعارضة تركزون على المطالبة بتوظيف هؤلاء، أما الآن تقولون ان الادارة العامة لم تعد قادرة على استيعاب اعداد جديدة من خريجي الجامعة؟
- لا نقول هذا، ونقول بالعكس، والحكومات السابقة شغلت أربعة الآف ما بين 1993 و1998، أما نحن فقد شغلنا من آذار مارس 1998 إلى كانون الأول سبتمبر 1999 21 ألف اذن هناك فرق. لكن لا نقول إن القطاع العام هو الاطار الوحيد لتوظيف حملة الشهادات الجامعية العاطلين عن العمل، وندعو دوماً الى تقوية المقاولة المغربية وتأهيلها لخلق فضاء تصبح فيه قادرة على المنافسة والعطاء، وهناك الخطة الخماسية لعدد من المشاريع نبحث لها عن تمويل وبالتالي سيخلق هذا عدداً من فرص العمل. والآن يمكن ان تبحثوا في حجم الاستثمارات، ستجدون انه تم خلق فرص للعمل.
هناك ربما مشروع لطرد بعض العاملين من القطاع العام الذين تقولون إنهم يتقاضون أجوراً من دون أداء مهامهم؟
- بطبيعة الحال هناك توجيه الوزير الأول للبحث عن العناصر التي تأخذ أجراً من دون عمل، وقد وجدنا حالات من هذا النوع وفي وزارتي مثلاً وجدت خمس حالات طردت واحدة منها، لكن ليست عندي أرقام كلية، أما الحالات الأربع فقد عاد أصحابها إلى عملهم.
المعطيات تفيد باحتمال نجاح بوتفليقة في الانتخابات الرئاسية في الجزائر، كيف ترون مستقبل العلاقة بين المغرب والجزائر بعد ذلك؟
- لا بد من انتظار ان يصوت الشعب الجزائري، واعتقد ان الجزائريين بانتخابهم رئىساً، سيسهمون في حل مشاكلهم، ونتمنى ان تأخذ العلاقات المغربية - الجزائرية طابع الاخوة والتعاون.
اعطى بوتفليقة اشارات ايجابية في اتجاه المغرب مخالفة نوعاً ما لمواقف سابقة ميزته؟
- بوتفليقة يعرف المغرب ويعرف المغاربة، ثم اذا كان هناك شعور بالمسؤولية بالنسبة للجزائر ووضعها داخل المغرب العربي فلا يمكن لها إلا أن تسير في اتجاه العمل الوحدوي وتقوية العمل الثنائي والعلاقات في جميع الميادين.
هناك من يقول ان بوتفليقة سيكون المحاور القوي الوحيد لإمكانية حل مشكل الصحراء؟
- من سيكون رئيساً منتخباً للجزائر ستكون له قوة للدفاع عن مصالح الجزائر مع بلدان الجوار، والجزائر عاشت مشاكل، كان هناك رئيس وقع اغتياله، كان هناك رئىس قبله استقال، وهناك رئيس تخلى قبل نهاية فترته، وهذه كلها أشياء تضعف مكانة الرئاسة، وإذا انتخبت الجزائر رئيساً يحظى بثقة الشعب، فمن الأكيد انه ستكون له امكانات للتحرك أقوى من سابقيه.
لماذا لم تكن أول طائرة تحط بليبيا من منطقة المغرب العربي ومن المغرب تحديداً؟
- ربما هذا شيء رمزي، لكن من الأفضل ان يرفع الحظر من طرف من كانوا يحاصرون ليبيا وفي مقدمهم الاميركيون والبريطانيين وغيرهم من الزبناء الرئيسيين لليبيا، ما كنا نتخوف منه هو ان لا ترفع هذه الدول الحظر وان تبقى على موقفها، وبالنسبة للمغرب فقد دعا الى رفع الحظر، والشعب المغربي كان كله مع ليبيا والمساعي التي قام بها باستمرار كانت لفائدة رفع الحظر.
لكن لماذا لم تقوموا بهذا الشيء الرمزي ازاء ليبيا.
- ربما لم نهتد الى هذه المبادرة، لكن المغرب كان حاضراً في ذهاب المعنيين بالأمر المتهمان بحادث لوكربي إلى هولندا.
صدرت اشارات عدة من الحكومة الاسرائيلية في اتجاه المغرب، هل هناك أي خطة في اتجاه تحريك عملية السلام؟
- يستحيل على الحكومة المغربية ان تلعب أي دور في ظل حكومة نتنياهو المتعنتة انها لا تحترم تعهداتها ولا تفي بالتزاماتها وتعرقل كل خطط السلام. ويستحيل على المغرب القيام بأي شيء في ظل هذا الوضع، لكن الرباط نبهت كل الاطراف بما فيها الولايات المتحدة ان هذه الحكومة الاسرائىلية لا تريد السلام ولا تعمل من اجل السلام، وفي النهاية هم انفسهم وصلوا الى النتيجة نفسها، والأميركيون يعتبرون كذلك ان نتانياهو هو سبب تردي الاوضاع في المنطقة.
هل كانت لزيارة الوفود الاميركية الى المغرب أية اشارات في اتجاه حلحلة الوضع في منطقة الشرق الاوسط؟
- هذه الزيارات كانت لشيء آخر، وقد عبر الاميركيون خلالها عن الارادة في تعامل جديداً وشراكة مع بلدان المغرب العربي، لكن اعتقد ان أهم ما فيها العلاقات مع الاقطار المنتجة للنفط اي الجزائر وليبيا، أما بالنسبة الينا فالعلاقات محدودة مع الولايات المتحدة، سواء بالنسبة لحجم الدعم أو بالنسبة لحجم التعاون أو بالنسبة لمنتوجاتنا في السوق الاميركية، لكننا نحن نريد ان يتقوى التعاون ونستفيد من التكنولوجيا الامريكية، ونريد في بلدنا الاستثمارات الاميركية التي تأتي عند جيراننا الأوروبيين. وأرى ان هناك خطاباً سياسياً من المسؤولين الاميركين بالاهتمام بعلاقات جديدة في كل الميادين وهذا شيء ايجابي.
هل للتقارب المغربي - الاميركي أي دور في التسريع بحل قضية الصحراء؟
- مشكل الصحراء من اختصاص الأمم المتحدة، ويبقى السؤال هل ستسهر المنظمة على تنفيذ خطة السلام بانصاف أم لا، وليست هناك مساع اميركية لوساطة بين المغرب والجزائر، فالتسوية السياسية الموجودة هي المقترحة من طرف الأمم المتحدة ولم يطرح أحد لحد الآن أي تسوية سياسية، وما دام هناك مطلب بتقرير المصير واجراء الاستفتاء، فالمغرب قبل بذلك، وتعرفون اننا في الاتحاد الاشتراكي كنا ضد فكرة تنظيم استفتاء حين طرحت للمرة الأولى، وذهب كاتبنا الاول الراحل عبدالرحيم بوعبيد الى السجن عندما صرح بذلك، لكن التزامات المغرب الدولية حتمت وضع خطة السلام التي تشرف عليها الأمم المتحدة، وقد وافق المغرب عليها لكن عند التنفيذ في كل مرة تظهر المزيد من العراقيل، أؤكد انها لم تأت أبداً من المغاربة، وهناك تقصير من جانب المغرب للتعريف اعلامياً بهذه التطورات ونحن ندرك ذلك.
سؤال أخير، ما هو أهم انجاز للسيد اليازغي على رأس وزارة الاسكان وإدارة التراب الوطني؟
- يصعب التقويم، ولا يمكن ان نقول إننا انجزنا الكثير، لكن بدأنا في الانجازات، باصلاح أوضاع مؤسسات تدخل الدولة في ميدان الاسكان وبإعطاء السياسة التعميرية منظوراً جديداً يأخذ في الاعتبار الصالح العام والسرعة وتشجيع المستثمر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.