انعكست أجواء التهدئة التي عاد بها مسؤولون لبنانيون من دمشق قراراتٍ مثيرة. إذ عقد رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، ليل اول من امس، اجتماعاً مع المسؤولين في محطة "تلفزيون المستقبل" واذاعة "الشرق" اللتين يملك معظم أسهمهما، وطلب منهم "قصر أذاعتهما الاخبار المحلية على بعض الرسمي منها، وعدم تضمين نشرات الاخبار تصريحات سياسية مهما تضمنت، وإعطاء الحيز الاكبر للاخبار الدولية". ودعا الى "وقف كل البرامج السياسية والاجتماعية المحلية". وقال مصدر في "تلفزيون المستقبل" ل"الحياة" ان اخبار رئيس الجمهورية أميل لحود "ستكون موضع عناية في النشرات اضافة الى اخبار الجنوب". أما بالنسبة الى جريدة "المستقبل" التي كان من المتوقع ان تصدر هذا الشهر، فستصدر على الارجح أواسط ايار مايو المقبل. وزار الحريري امس لحود ثم البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير. وكان عقد فور عودته من دمشق اجتماعاً مع رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط والنائبين مروان حمادة وباسم السبع وعضو قيادة "التقدمي" غازي العريضي. وخرج جنبلاط بعد الاجتماع قائلاً للصحافيين "الصمت زين". أما الحريري فأكد في دردشة معهم "أجواء التهدئة التامة". وقال مصدر في كتلة قرار بيروت النيابية التي يترأسها الحريري ان أجواء التهدئة قد تشمل عدم إدلاء الكتلة برأي أو موقف في المجلس النيابي اثناء جلسات مناقشة الموازنة". ورأت أوساط مراقبة ان "الصمت المدوّي" للحريري وكتلته النيابية ومؤسساته الإعلامية ينطق بمضمون مختلف عن الغاية التي أعلنها. وكان وزير الاعلام أنور الخليل أشار اول من امس في لقائه نقابة المحررين الى "ان لا تضييق على أي حرية أعلامية، وليس لدينا مشكلة في ان تبث محطة اعتراضات وتهجمات على الحكومة، لكن لدينا تنبيهاً الى كل الكلمات التي تبث فضائياً عبر الأقمار الاصطناعية، ويجب ان تكون الكلمة موضوعية وأن تكون المعارضة قادرة على التوصل الى حلول". وحفلت الايام القليلة الماضية بمواقف لمسؤولين ووزراء ونواب وبينهم رئيس الحكومة سليم الحص والوزير عصام نعمان والنائبان طلال ارسلان ونجاح واكيم، حذروا فيها من "نتائج بث محطة فضائية لبنانية "المستقبل" أخباراً تسيء الى سمعة لبنان وتعيق أجواء الاستثمار فيه".