دعت السلطة الفلسطينية امس الفصائل الفلسطينية المعارضة لاتفاق اوسلو الى ممارسة دورها في العمل بين الجماهير الفلسطينية، وتعبئتها حول القواسم الفلسطينية المشتركة استعداداً للمرحلة المقبلة وانتهاء المرحلة الانتقالية. وحدد الأمين العام للرئاسة في السلطة الوطنية الطيب عبدالرحيم الذي تحدث باسم الرئيس ياسر عرفات، ركائز ثلاثة يمكن للقوى الفلسطينية والسلطة والفئات الاجتماعية ان تجتمع عليها. أولاً، ان الهدف الوطني العام هو استكمال تنفيذ الاتفاقات الموقعة بين السلطة الفلسطينية والجانب الاسرائيلي وصولاً الى الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الأراضي المحتلة عام 67 وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، اضافة الى حل قضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية. وثانياً، ان تخوض المؤسسات الفلسطينية "معا" مهمة صوغ تجربة متميزة لبناء مجتمع مدني متقدم يقوم على التعددية السياسية وحرية التعبير والفصل بين السلطات الثلاث وصون حقوق الانسان، اضافة الى مرتكز ثالث يقوم على الخوض "معا" مهمة البناء الاقتصادي والاجتماعي "لكيان يحقق معدلات تنمية متقدمة توفر لمواطنيه حاجاتهم وتحقق العدالة بينهم". وكان عبدالرحيم يتحدث خلال مؤتمر نظمه المجلس الفلسطيني للعلاقات الخارجية في شأن دور السلطة والمعارضة. وحضر المؤتمر ممثلون عن الفصائل الفلسطينية المؤيدة والمعارضة، ومن ضمنها "حركة المقاومة الاسلامية" حماس. وجدد عبدالرحيم اتهامات السلطة الفلسطينية لحركة "حماس" بمحاولة ايجاد "حالة تعددية السلاح بدلاً من تعددية الآراء تنفيذاً لبرنامج مركزي واضح بضرورة اسقاط السلطة". وأشار الى وثائق سرية تؤكد ان الحركة تمسكت بهدفها "حتى لو ادى الأمر الى اعادة الاحتلال الاسرائيلي الى اراض انسحب منها". وسلم عبدالرحيم هذه الوثائق الى رئاسة المؤتمر. وقال: "والأمر نفسه ينطبق على حركة الجهاد الاسلامي". ويأتي هذا المؤتمر الذي شارك فيه عدد كبير من المعارضين والمؤيدين لعملية السلام في نطاق تحركات مؤسساتية للمساهمة في اعادة تفعيل الحوار الوطني بين السلطة والفصائل الفلسطينية خصوصاً المعارضة منها. وتضع فصائل المعارصة شروطاً لاستكمال الحوار، منها اطلاق المعتقلين السياسيين لدى السلطة الفلسطينية، وتحريم الاعتقال السياسي، اذ يزيد عدد المعتقلين السياسيين عن مئة. ونفى عبدالرحيم ان تكون السلطة الفلسطينية اعتقلت اي انسان بسبب رأيه السياسي، موضحاً ان الاعتقالات تمس اناساً شاركوا في انشطة عسكرية، او كانوا على علم بهذه الانشطة، وأكد في هذا السياق ان 5 من عناصر حركة "حماس" قتلوا نتيجة تخزين السلاح، اضافة الى امتلاك السلطة وثائق سرية تؤكد وجود اختراقات داخل الحركة، ادت الى كثير من عمليات القتل داخلها. وقال: "لدينا ما يؤكد ان محي الدين الشريف الذي قتل قبل نحو عامين نتيجة انفجار سيارة، قتل على ايدي زملاء له في الحركة". وأشار الى ان قيادات الحركة خارج الأراضي الفلسطينية "تفرض على القيادة في الداخل انتهاج الكفاح المسلح"، موضحاً ان قيادة الداخل ترفض ذلك.