موسكو - رويترز - تضرر كثير من الشركات الروسية بالازمات المالية التي عصفت ببلادها ولكن الوضع كان مختلفاً بالنسبة لشركات مستحضرات التجميل المحلية التي استغلت هذا الوضع لتحسين وضعها والعمل على زيادة منتجاتها ورفع حصتها في السوق المحلية. وعلى رغم ان هذه الشركات ربما تفتقد لميزة طرح منتجاتها في عبوات قيمة فإنها نجحت في استغلال الارتفاع الحاد في اسعار مستحضرات التجميل الغربية المستوردة بعد تخفيض العملة المحلية الروبل لرفع حصتها في السوق الروسية. وتأمل هذه الشركات بأن تحافظ على هذا الوضع عندما تتراجع وطأة الازمة من خلال طرح منتجات جديدة وتعزيز صورة مستحضرات التجميل المحلية على انها تحتوي على عناصر "طبيعية" اكثر مقارنة مع الاضافات الكيماوية الغنية في المستحضرات المستوردة. وقال عمر اخشيسيانوف رئيس شركة "نيزار" لانتاج مستحضرات التجميل: "قبل الأزمة كنت اريد ان اكون كريستيان ديور روسيا. ولم يتحقق هذا ولكنني غير اسف". وقبل تضرر روسيا بأزمة مالية طاحنة في آب اغسطس عام 1998 شملت انهيار الروبل وانخفاض الواردات كانت "نيزار" تستهدف الطبقة المتوسطة الصغيرة النامية. وتأسست شركة "نيزار" من مصنع كان يطرح منتجات البلازما لاغراض عسكرية وهي حالياً تنتج مستحضرات تجميل ودهانات تحت اسم "الدم الازرق" والتي وصل سعرها في سوق الجملة حتى عشرة دولارات. وكان يباع الجانب الاكبر منها في موسكو وسان بيترسبرغ وهما اغنى مدينتين في روسيا. وقال اخشيسيانوف انه لا يستطيع سوى اصحاب الدخول المرتفعة ان يشتروا "الدم الازرق" وهو ما جعله يخلو من ارفف المتاجر ليدخل بدلاً منه منتج ارخص اسمه "سيلفر ديو". ويباع هذا المنتج في سوق الجملة بسعر دولار واحد. واضاف ان الانتقال الى منتجات ارخص سيرفع المبيعات الى مليون دولار شهرياً بحلول نهاية سنة 1999 من مستوى 250 ألفاً حالياً. وقبيل ظهور الازمة الاقتصادية كانت شركات مستحضرات التجميل الروسية تهيمن على ثلث السوق المحلية. وارتفعت هذه الحصة حالياً الى ما بين 40 في المئة و45 في المئة تبعاً لارقام رابطة منتجي العطور ومستحضرات التجميل الروسية. وقالت ايكاترينا بافلوفا وهي مسؤولة في ادارة التسويق في مؤسسة "نيفا" لمستحضرات التجميل في سان بيترسبرغ: "تحول الناس من البضائع الاجنبية الغالية الى مستحضرات تجميل محلية ارخص وهو ما يساعدنا في تدشين منتجات جديدة". وطرحت الشركة التي احتفلت هذه السنة بالذكرى السنوية رقم 160 لتأسيسها منتجات جديدة تشمل صابوناً سائلاً وشامبو وكريمات للجسم. وقالت ايكاترينا زادانوفا مسؤولة التسويق في شركة لمستحضرات التجميل: "أصبح الوضع أفضل لأن المنتجين الاجانب اصبحوا أقل نشاطاً ونحن نستغل هذه الميزة"، مشيرة الى انه "سيكون من الخطأ عدم استغلالها". وقالت ان شركتها اشترت العام الماضي مصنعاً ثانياً وهو ادى الى مضاعفة انتاجها تقريباً كما انها تبني مصنعاً جديداً قرب موسكو. وعلى رغم ارتفاع المبيعات فان هذا لم يشمل كل القطاعات، ما يشير الى ان الجودة لا تزال تمثل مشكلة. وتفيد الابحاث بوجود ارتفاع حاد في استهلاك الشامبو المحلي بعد الأزمة بنسبة 20 في المئة من 12 في المئة قبل الازمة. ولكن الاستهلاك لم يتغير بالنسبة لمستحضرات العناية بالبشرة. وقال الباحثون ان نساء روسيا على استعداد لتغيير المنتجات التي لا تغير الشكل العام مثل الشامبوهات. كما يعول المنتجون المحليون على فكرة شائعة بين نساء روسيا ومفادها ان مستحضرات التجميل المحلية أفضل لأن الصناعة الدوائية تخضع لتطوير وان على الشركات ان تستخدم مكونات عشبية. وشركات مستحضرات التجميل المحلية عازمة ايضاً على التأكد من ان مكاسبها لن تختفي مع عودة الاستقرار الى السوق. وقالت زادانوفا: "سيعرفنا المستهلكون بشكل افضل ويتعين ان نطرح عبوات افضل ونطاق واسع من المنتجات. ولتحاول الشركات الاجنبية ان تنافسنا بالطريقة التي فعلوها في ما مضى".