أكدت المفوضية الأوروبية مناهضة غالبية الدول الاعضاء في منظمة التجارة الدولية الاجراءات "احادية الجانب" لأنها تمثل "انتهاكاً" للاتفاقات المتعددة الاطراف ومقتضيات الرجوع الى هيئات التحكيم في جنيف لحل الخلافات التجارية. وكان المجلس العام بحث امس الاثنين في شكوى الاتحاد الأوروبي ضد العقوبات الاميركية ضد الصادرات الأوروبية من دون انتظار نتائج قرار التحكيم الدولي في شأن "مشكلة الموز". وعقد المجلس اجتماعه الاستثنائي بحضور ممثلين عن جميع الدول الاعضاء، وعددها 134 دولة، في محاولة لوضع حد للنزاع التجاري الذي اندلع قبل اسبوع عندما قررت الولاياتالمتحدة فرض رسوم جمركية تصل الى مئة في المئة على بعض الصادرات الأوروبية، بسبب المعاملة التفضيلية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لصادرات الموز من مستعمراته السابقة على حساب دول اميركية جنوبية للولايات المتحدة مصالح كبيرة في قطاع انتاج الموز فيها. وتبادلت شخصيات بارزة من الادارة الاميركية والاتحاد الأوروبي اتهامات في هذا السياق، اذ اعربت ريتا هايس سفيرة الولاياتالمتحدة لدى المنظمة عن اسفها لوصول الامور الى هذا الحد، لكنها قالت في الوقت نفسه "اننا نتصرف في نطاق حقنا"، في حين قال سفير الاتحاد الأوروبي رودريك ابوت ان القرار الاميركي "غير شرعي" وان الولاياتالمتحدة "خالفت قوانين الاجراءات في المنظمة وتجاهلت التزاماتها الأساسية بشكل فاضح". وعلى رغم ان المجلس العام للمنظمة لا يملك صلاحية ارغام الجانب الاميركي على تطبيق قراراته، الا ان الاتحاد الأوروبي يسعى من عقد اجتماعات جنيف الى حشد ادانة واسعة ضد التصرفات الاميركية. وحض المدير العام للمنظمة ريناتو رودجييرو الجانبين الاميركي والأوروبي على التوصل الى حل ثنائي من دون الحاجة الى فرض اي منهما عقوبات على الآخر. وعبر عدد من مندوبي الدول المشاركة في هذا الاجتماع الطارئ عن بعض السخط من الجانبين الاميركي والأوروبي، اذ رأى ان مثل هذه النزاعات يمكن ان تؤثر على نحو جدي على سمعة المنظمة التي لم تنه العام الرابع من عمرها، وقال احد المندوبين "ان أوروبا والولاياتالمتحدة تلعبان بالنار، ويمكن ان نحترق في هذه اللعبة". ومع تصاعد التصريحات والتصريحات المضادة بين الجانبين، قال ديبلوماسيون حضروا الاجتماع "ان الجانبين المتنازعين يمكن ان يتسببا في الحاق ضرر كبير بمنظمة التجارة الدولية اذا استمرا في سلوكهما الحالي، وان الوقت حان للتحرك باتجاه معالجة امور اخرى اكثر اهمية من الخلاف الاخير، مثل الجولة الجديدة من محادثات تحرير التجارة العالمية المقررة السنة المقبلة".