القدس المحتلة - "الحياة"، أ ف ب - دخلت القيادة العسكرية الاسرائيلية بدورها في الجدل الذي يقسم الرأي العام في شأن الانسحاب من الجنوباللبناني بعد تصاعد عمليات "حزب الله". وأقر قائد المنطقة العسكرية الشمالية الجنرال غابي اشكينازي في مقابلة مع صحيفة "معاريف" امس ان الجيش يواجه "صعوبات في تحديد مواقع حزب الله وسط المناطق الآهلة بالسكان ليس فقط قرب الخطوط، لكن ايضا في العمق اللبناني". لكنه ابدى معارضته لانسحاب غير مشروط من لبنان، قائلاً: "في حال عدم التوصل الى طريقة لنزع أسلحة حزب الله، وترتيبات لجيش لبنانالجنوبي، ومرجعية تكون مسؤولة عن المنطقة شمال الحدود، فسيكون الانسحاب مخاطرة كبيرة جداً". ونفى ان يكون "حزب الله" على علم بأن الجنرال الاسرائيلي ايريز غرشتاين كان في الموكب الذي استهدفه "حزب الله" في عمليته الاخيرة، وقال: "لقد كان المفروض ان يتوجه ايريز الى مكان آخر، ولم يعرف أحد بالتغيير سوى انا وهو، ولم يكن هناك مجال لهم ليعرفوا مطلقاً". واضاف ان الموكب استُهدف لانه دخل الى منطقة جيش لبنانالجنوبي في حاصبيا. كذلك قال ان الهجوم على بعلبك "رسالة الى السوريين"، خصوصا بعد سنوات على عدم تنفيذ أي عملية اسرائيلية فيها. الى ذلك، قال أحد الضباط الكبار لصحيفة "هآرتس" امس عن الانسحاب من جنوبلبنان: "آن الاوان لقول الحقيقة وجهاً لوجه، لم يعد لدينا أي شيء نفعله في لبنان". واضاف الضابط ان "حزب الله الذي صعد هجماته ليس منظمة ارهابية وانما حركة تحرير وطنية تشن حرباً مسلحة"، معتبراً انه "في مثل هذه الظروف من المستحيل الانتصار ميدانياً"، مشيراً الى نماذج في الجزائر وفيتنام. ويشاركه في هذا الرأي القائد السابق للمنطقة الشمالية الجنرال عميرام ليفين الذي أصبح المسؤول الثاني في جهاز الاستخبارات الاسرائيلية الخارجية موساد، والقائد السابق للاستخبارات العسكرية جنرال الاحتياط حاييم عفراتي. كذلك اعتبر الخبير العسكري عمير اورين في صحيفة "هآرتس" ان "لدى القيادة العسكرية شعورا بأن الجيش يعوض عن الاضرار" الناتجة عن قرارات السياسيين. وكتب المحلل زئيف شيف في صحيفة "هآرتس" عن اقتراح طرحه وزير السياحة الاسرائيلي، نائب رئيس الوزراء موشيه كاتساف خلال اجتماع للمجلس الوزاري الامني المصغر، ويتناول خفض مساحة الحزام الامني في الجنوباللبناني. وحسب الاقتراح فإن حزاماً أمنياً رفيعاً سيبقى في ايدي اسرائيل لاحباط أي محاولة لاختراق الحدود. واوضح ان احدى المزايا التكتيكية للاقتراح هي ان القوات الاسرائيلية ستدمر مراكز المراقبة في الحزام الامني ولن تحتاج الى قوافل لنقل العتاد، وبذلك تقلل من فرص تعرض جنودها لهجمات خلال توجههم الى الحزام أو في طريق العودة. لكنه اضاف ان احدى سلبيات الاقتراح هي الحاجة الى حل جيش لبنانالجنوب جزئياً أو كلياً. واشار الى ان كاتساف يرى ان الحل في نقل من يريد من اعضاء جيش لبنانالجنوبي للعيش في اسرائيل. وقال ان السلبية الثانية للاقتراح هي انه لن يتم التوقيع على اي معاهدة سلام لأن حزب الله سيستمر في نضاله المسلح لإزالة هذا الحزام الامني الضيق. وأظهر استطلاعان في "معاريف" و"يديعوت احرونوت" ان غالبية الاسرائيليين تعارض انسحاباً من دون اتفاق امني مسبق راجع الجدول المرفق.