القدس المحتلة - أ ف ب - اعلنت الحكومة واتحاد النقابات في اسرائيل امس التوصل الى اتفاق جديد على الرواتب بهدف وقف اضراب بدأ قبل اربعة ايام وشارك فيه نحو 400 الف موظف ومستخدم في القطاع العام. وصرح وزير المال مئير شتريت بان "الاتفاق المبرم يضمن لنا السلم الاجتماعي حتى تشرين الاول اكتوبر عام 1999"، موضحا ان الاتفاق ينص على زيادة الرواتب بنسبة 6،4 في المئة لتعويض غلاء المعيشة عام 1998، وزيادة اخرى بنسبة 2،0 في المئة لغلاء المعيشة عام 1997. لكن لا تزال قضية اجور عام 1999 مفتوحة. واعرب عن ارتياحه لان الاتفاق "حافظ على المستوى الفعلي للرواتب"، مضيفا انه تم الاتفاق مع اتحاد النقابات هستدروت على حسم ايام الاضراب من رواتب الاشهر المقبلة. واكد الامين العام ل "هستدروت" عمير بيريتز ان "العمال والمتقاعدين خرجوا رابحين من هذه المواجهة"، علما ان معدل التضخم بلغ 6،8 في المئة عام 1998. استئناف العمل وفور الاعلان عن الاتفاق، دعا "هستدروت" الى استئناف العمل فورا خصوصا في المرافىء والسكك الحديد. وشمل الاضراب خصوصا الوزارات والبلديات والمستشفيات الحكومية والصناعات العسكرية والجوية وصناديق الضمان الصحي وشركات المياه والكهرباء والاتصالات والمحاكم وغيرها. وتكدس نحو 50 طنا من النفايات في الشوارع بسبب مشاركة عمال التنظيفات في الاضراب. كذلك تعطلت حركة الملاحة في مطار بن غوريون في تل ابيب بسبب توقف موقت عن العمل. وتضامن موظفو المطار مع زملائهم المضربين في القطاعات الاخرى رغم انهم سبق ان وقعوا اتفاقا مع السلطات تتعلق باجورهم. كما توقف موظفو المصارف في القطاع الخاص عن العمل لساعات عدة اول من امس لكنهم استأنفوا العمل كالمعتاد امس. خسائر واستنادا الى رئيس اتحاد الصناعيين الاسرائيليين دان بروبر، فان الاضراب تسبب في خسائر بلغت خمسة ملايين دولار يوميا. وانتهى الاضراب فيما تستعد اسرائىل لاحتفالات عيد الفصح اليهودي التي تبدأ غدا وتستمر اسبوعا. واتهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو المضربين بانهم بدأوا حركتهم بهدف عرقلة عمل الحكومة والحصول على مكاسب مهمة قبل شهرين من موعد الانتخابات العامة في 17 ايار مايو المقبل. يذكر ان بيريتز وجد نفسه في موقع حرج خلال التفاوض مع الحكومة، اذ كان يخشى ان يخسر الكثير من شعبيته في حال استمر الاضراب وافسد العيد. وكان بيريتز رشح نفسه للانتخابات على رأس الحزب الجديد للعمال "شعب واحد" خلال مؤتمر عقد مساء اول من امس. ونفى ان يكون دعا الى "اضراب سياسي"، مشيرا الى ان موظفي الدولة الكبار خصوصا الوزراء والنواب منحوا انفسهم اخيرا زيادات كبيرة في رواتبهم، فيما ابدى نتانياهو سخاء كبيرا مع حلفائه في اليمين المتطرف والمستوطنين والاحزاب الدينية. وقال ان "الامر كان نزاعا ناجما عن قضايا عمل، لقد اقرت احدى المحاكم ذلك وتم الحفاظ على حقوق العمال".