أعلنت "الجماعة الإسلامية" المصرية، أمس، التزامها مبادرة وقف العمليات المسلحة التي اطلقها القادة التاريخيون للتنظيم الذين يقضون عقوبة السجن في قضية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات. واصدر التنظيم بياناً أمس في مناسبة عيد الأضحى المبارك، حصلت "الحياة" على نسخة منه، أكد "أن الجماعة بكل وحداتها في الداخل والخارج واستجابة لنداء الدكتور عمر عبدالرحمن ملتزمة مبادرة وقف العمليات المسلحة التي اطلقها مشايخ الجماعة الأفاضل من سجن ليمان طرة"، وشدد على أن الجماعة "تثق ثقة كاملة في أنهم ما أطلقوا المبادرة إلا لمصلحة الإسلام والمسلمين". وكان القادة التاريخيون اصدروا المبادرة في تموز يوليو العام 1997 لكن قادة الجماعة المقيمين في الخارج، الذين يعتقد أنهم يديرون العمليات المسلحة، شككوا فيها في البداية. وأحدثت حادثة الأقصر التي وقعت في تشرين الثاني نوفمبر من العام نفسه تفاعلات شديدة داخل التنظيم بعدما تبنى مسؤول مجلس شورى الجماعة رفاعي أحمد طه العملية في حين نفى آخرون مقيمون في أوروبا على رأسهم مسؤول النشاط الإعلامي اسامة رشدي أن يكون منفذو العملية حصلوا على موافقة من قادة التنظيم للقيام بها. لكن التنظيم عاد وأعلن في شباط فبراير من العام الماضي أن الخلافات حلت وأن مجلس شورى الجماعة يدرس التعاطي بإيجابية مع المبادرة السلمية. ولم يصدر عن الجماعة منذ ذلك الوقت - أي موقف تجاه المبادرة. وتعد هذه المرة الأولى التي تعلن فيها "الجماعة الإسلامية" رسمياً وقفاً لعملياتها العسكرية منذ تأسيس التنظيم في منتصف السبعينات. وأجرى مراسل "الحياة" في القاهرة اتصالات مع أشخاص محسوبين على الجماعة للتأكد من أن البيان صادر عنها، وأكد هؤلاء أن ما جاء في البيان نال تأييد كل أعضاء مجلس الشورى. وحمل البيان عنوان: "في عيد التضحية والفداء، عهد ووفاء"، وكرر ما جاء في بيانات كان أصحاب المبادرة أصدروها من تأكيد على أن المبادرة "لا تعني بأي شكل من الأشكال تخلي الجماعة عن ثوابتها التي تحدد طريقها لنصرة الإسلام". وتناول البيان موقف زعيم الجماعة الدكتور عمر عبدالرحمن الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في أحد السجون الاميركية، وشدد على أن التنظيم "لم ولن ينسى عبدالرحمن المسجون ظلماً في اميركا"، وأكد أن "الجماعة ستسعى لاستنقاذه مهما طال الوقت، ومهما كلفها ذلك من تضحيات"، لكنه وجه دعوة الى المسلمين عموماً والعلماء خصوصاً "للقيام بدورهم في فك أسر العالم الجليل".