أكدت مصادر ليبية ان قمة رؤساء "تجمع الساحل والصحراء" التي تعقد قريبا في ليبيا ستشكل مناسبة للبحث في توسيع "التجمع" ليضم أعضاء جدداً من دون تحديد أسماء البلدان المرشحة للانضمام. ويعقد رؤساء "التجمع" الذي يضم كلا من السودان ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وليبيا وتشاد قمتهم السنوية الأولى في مدينة سرت العاصمة السياسية لليبيا 440 كيلومتراً شرق طرابلس برئاسة الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في الثالث والعشرين من الشهر الجاري. وأفادت المصادر ان القمة ستضع تقويماً شاملاً للخطوات المشتركة التي قطعتها البلدان المؤسسة ل "التجمع" وتطوير البناء المؤسسي في ضوء الثغرات التي كشفها العام الأول من وجود "التجمع"، الذي تأسس في مثل هذا الشهر من العام الماضي في سياق الاتجاه الافريقي الذي اعتمدته ليبيا بعدما قررت القمة الافريقية الأخيرة في واغادوغو عدم الامتثال للعقوبات التي قررها مجلس الأمن في حق ليبيا. وفيما رأى مراقبون مطلعون ان "التجمع" سيبقى خيمة للفقراء عدا ليبيا ما لم تنضم إليه بلدان كبيرة، شددت مصادر ليبية على أن استمرار "التجمع" والمواظبة على عقد المؤتمر السنوي في موعده يعكسان مراهنة القذافي على استبدال الخيار العروبي السابق بالخيار الافريقي. واستدلت على "صوابية الخيار الجديد بالعدد الكبير من الرؤساء الأفارقة الذين وصلوا الى ليبيا جواً في مبادرات متكررة لتكريس أمر واقع جديد يتجاوز العقوبات الدولية. وعبرت المصادر عن أمل ليبيا بأن تنضم الجزائر الى "التجمع" في وقت قريب كونها تطل على الصحراء الكبرى، إلا أن انشغال الجزائريين في الاعداد للانتخابات الرئاسية الشهر المقبل ارجأ البحث في الموضوع الى ما بعد انتخاب رئيس جديد ومعرفة خياراته المغاربية والافريقية. ورأى الليبيون ان التنسيق بين "التجمع" وخصوصاً ليبيا من جهة والجزائر من جهة ثانية ضروري كون الجزائريين سيستضيفون اجتماع وزراء الخارجية الأفارقة في حزيران يونيو المقبل وقمة منظمة الوحدة الافريقية الشهر التالي. ويرجح أن يبحث رؤساء البلدان الساحلية - الصحراوية خلال قمتهم المرتقبة في الصراعات في القارة الافريقية خصوصاً في منطقة البحيرات الكبرى وأنغولا والحرب بين أثيوبيا واريتريا، اضافة الى القضايا المطروحة على جدول أعمال القمة الافريقية. وأفادت مصادر مطلعة ان الليبيين يعتزمون اقتراح مناقشة تزايد النفوذ الأميركي في القارة منذ جولة الرئيس كلينتون في الربيع الماضي على عدد من العواصم الافريقية.