اصبحت المعارض تتلاحق وتتشابه فمنذ اشهر قليلة اقيم معرض ابل في احدى قاعات اوليمبيا في غرب لندن، وبما انه لم يستطع ملء القاعة شارك فيها معرض النشر الالكتروني الذي احتل نصفها الآخر. وهذا الاسبوع اقيم معرض ويندوز 99 في القاعة نفسها وبالكاد احتل الطبقة السفلية منها بفضل تباعد الاجنحة عن بعضها. ومن المعروف في لندن ان هذين المعرضين من اكبر معارض الكومبيوتر في المدينة. ولدى اقامتهما كانا يحتلان اكبر قاعات اوليمبيا بطبقتيها. ومنذ سنوات قليلة ماضية كانت معارض الكومبيوتر العامة التي تخلط بين البيئات والاجهزة هي الدارجة على الاقل في اوروبا الى ان جاءت المعارض المتخصصة وازاحتها عن مركزها الريادي فصرنا نشهد معارض تقتصر على بيئات معينة مثل ماكنتوش او ويندوز او يونيكس او تتخصص في تطبيقات معينة مثل النشر الالكتروني او قواعد البيانات او تطوير التطبيقات. ويبدو ان نجم هذه المعارض ايضاً بدأ بالافول بعد ما تبيّن من معرضي ابل وويندوز اللذين بالكاد احتلا جزءاً من قاعة في اوليمبيا. وقد يكون السبب في ذلك انتشار المعارض المتخصصة في شبكة انترنت وتطبيقاتها وخدماتها اذ صارت هذه المعارض تجذب اكبر عدد من المشاركين والزائرين. واذا نظرنا الى معرض ويندوز 99 الذي اقيم هذا الاسبوع من 16 الى 19 آذار/مارس في اوليمبيا، يظهر لنا سبب آخر لانخفاض الاهتمام بهذا المعرض. وعلى رغم صغر المساحة التي احتلها، راح اكثر من ثلثه حكراً على شركة مايكروسوفت إلى درجة انه صار بالفعل معرض مايكروسوفت وليس معرض ويندوز وتطبيقاته. فكيف يكون غير ذلك ومايكروسوفت احتكرت معظم التطبيقات الداعمة لهذه البيئة من تطبيقات مكتبية وادوات تطوير وتطبيقات تخدم شبكة انترنت؟ وتوزعت اجنحة مايكروسوفت الستة في كل ارجاء المعرض وكانت اكبر الاجنحة الموجودة وتخصص كل منها بنوع من المنتجات التي تقدمها الشركة العملاقة. فكان هناك جناح لويندوز ان.تي. واوفيس 2000 وآخر لويندوز سي.اي. المخصص للاجهزة المحمولة وثالث لادوات التطوير وابرزها فيجوال ستوديو 6 ورابع لما تقدمه الشركة لانترنت مثل شبكة مايكروسوفت msn وانترنت اكسبلورر وبرنامج موني 99 الذي صار يتعامل مع المعلومات المالية على نسيج العنكبوت اكثر من اعتناءه بإدارة الحسابات الشخصية للمستخدم. اما الجناحان الاخيران فكانا مخصصين لتوفير المعلومات عن الشركة وعرض خدمات شركاءها في توفير التدريبات. وفي هذا المجال لوحظ غياب اي عرض لويندوز 2000 مع ان رزمة اوفيس 2000 كان لها حضور لافت، وقد يعود ذلك الى المشاكل التي تعانيها مايكروسوفت في تطوير هذا النظام الذي قد يتأخر حتى عن سنة 2000. وظهرت سيطرة مايكروسوفت جلياً على تطبيقات ويندوز للذي اعتاد زيارة هذا المعرض في السنوات الماضية. ففي المعارض السابقة كان احد اهم الاجنحة مخصصاً لشركة بورلاند التي كانت تسيطر على ادوات تطوير التطبيقات من خلال سي. وسي. "" ودلفي - وهو نكهة من لغة باسكال وقواعد البيانات الشخصية من خلال برنامج بارادوكس وكانت لها حصة كبيرة في مجال الجداول الالكترونية من خلال برنامج كواترو برو. اما في معرض السنة الحالية فكان على الزائر البحث بالشمعة والفتيل على جناح انبرايز وهو الاسم الجديد لشركة بورلاند واذا وجده فيلاحظ انه لا يتعدى بالحجم الاجنحة الصغيرة التي تنتشر على جوانب المعرض وتبيع استهلاكيات الكومبيوتر من اقراص مرنة واشرطة طابعات وبساطات للفأرة. واقتصرت المنتجات التي عرضتها على نظام بناء سي. "" في اصداره الرابع ونظام يناء تطبيقات جافا. ومن مفارقات هذا المعرض ان اكبر جناح فيه بعد اجنحة مايكروسوفت طبعاً كان جناح شركة ادوبي التي كان بالكاد لها وجود في السنة الماضية او تلك التي سبقتها. ويدل ذلك على اهتمام هذه الشركة المتزايد ببيئة ويندوز، ويظهر ذلك للذي يتابع اخبارها اذ انها في السنتين الماضيتين لم تطرح اي برنامج جديد لبيئة ماكنتوش الا وتواكبه نسخة لبيئة ويندوز. واحياناً كانت نسخة ويندوز تسبق نسخة ماكنتوش كما حدث لبرنامج بيج ميل لتطوير صفحات نسيج العنكبوت. وقد يذكر بعض المستخدمين القدامى لاجهزة الكومبيوتر ان ادوبي كانت شركة رائدة في بيئة ماكنتوش فهي التي ثبتت اقدام هذه البيئة في مجال النشر المكتبي بفضل لغة بوست سكريبت وكانت برامجها تقتصر على هذه البيئة. اما اليوم فنلاحظ ان جناحها في معرض ويندوز اكبر منه في معرض ابل كما ان عدد العاملين في الجناح يتعدى ضعف هذا العدد في جناح معرض ابل. وتتبع ادوبي سياسة منطقية في هذا المجال اذ ان قاعدة مستخدميها في بيئة ماكنتوش ثابتة كما قال لي احد مديري الشركة، ويقتصر تعاملهم مع ادوبي بتحديث برامجهم من اصدار الى آخر. بينما توفر بيئة ويندوز للشركة مجالاً رحباً للوصول الى مستخدمين جدد لا يكتفون بتحديث برامجهم بل يقتنون ويشكلون اضافة صافية الى قاعدة المستخدمين. ومن اهم ما عرضته ادوبي في هذا المعرض، نسخة بيتا من اكروبات 4 الذي سيتوافر خلال الفصل الثاني من السنة الحالية. ومن المعروف ان رزمة اكروبات تتخصص في انشاء ما يسمى "الملفات المنقولة" PDF التي يمكن لأي مستخدم مشاهدتها كما صممت من دون الحاجة إلى وجود التطبيق الذي صممها او الخطوط المستخدمة فيها. اما الاصدار الرابع من هذه الرزمة فقد وسع تطبيقاته فلم يعد يقتصر على انشاء هذه الملفات ومعاينتها بل تعدى هذه المهمة ليربط هذه الملفات بنسيج العنكبوت بحيث يمكن تحميل صفحات من هذا النسيج وتحويلها تلقائياً الى ملفات منقولة او وضع روابط لمواقع على النسيج داخل هذه الملفات. والجدير بالذكر ان اكروبات 4 وسّع وظائفه المتخصصة بالنشر المهني بحيث الغى كل ما كان يعيق استخدام تنسيق بي.دي.اف. في معالجات ما قبل الطباعة وفي الطباعة نفسها على الطابعات الصورية. ونذكر في هذا المجال ان اكروبات 4 هو حالياً في طور التعريب من قبل شركة وينسوفت التي قد تطرح النسخة المعربة في الوقت نفسه الذي ستطلق فيه ادوبي النسخة الانكليزية او بعده بقليل. ومن المعروف انه كان في مستطاع المستخدم العربي انشاء الملفات العربية المنقولة بواسطة اكروبات، الا ان النسخة المعربة سوف تتيح لقارئ هذه الملفات نسخ النصوص العربية ولصقها في تطبيقات اخرى وامكان البحث عن كلمات عربية في المستند.