أجمعت اوساط المعارضة العراقية التي تتخذ من ايران مقراً على استمرار الصدامات امس في محافظات ومدن عراقية بسبب اغتيال المرجع الشيعي البارز آية الله العظمى محمد الصدر في النجف الجمعة الماضي. وقال السيد محمد باقر الحكيم رئيس "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" في العراق ان الصدامات التي شهدتها "مدينة الثورة" في بغداد أول من امس اسفرت عن سقوط 25 قتيلاً و50 جريحاً، واعتقال عدد كبير من الاشخاص. وشدد المجلس على ان المواجهات اسفرت منذ بدايتها عن مقتل 300 شخص. وفي مؤتمر صحافي عقده في مقره وسط طهران اعرب الحكيم عن اقتناعه بأن الأوضالاع في العراق تتجه الى "الانتفاضة والانفجار الشامل". وأوضح ان الاضطرابات لم تقتصر على المدن والمناطق ذات الكثافة السكانية الشيعية بل امتدت الى مدن يقطنها السنة، مشيراً الى معلومات تفيد ان "الاحتجاجات بدأت أيضاً في مدينة السامراء التي تقطنها غالبية من اخواننا العرب السنة". وتابع ان "المواجهات والاحتجاجات تجاوزت بغداد وطاولت مدن الناصرية والبصرة والعمارة والنجف وكربلاء والحلة، والنظام العراقي يقوم بعمليات قمع لا نظير لها، ويفرض تعتيماً اعلامياً كاملاً على عملياته القمعية". وجدد الحكيم اتهامه الحكومة العراقية بأنها وراء مقتل آية الله محمد الصدر "خصوصاً ان تقريراً جاءنا من الداخل في 15 الشهر الجاري اشار الى ان النظام قرر تصفية السيد الصدر". وذكر ان المعلومات "الاكيدة" التي بلغته عبر اللاسلكي من داخل العراق افادت ان الاجهزة الامنية العراقية عجزت عن مواجهة الاحتجاجات "فاستُدعيت قوات وقصفت مدينة الناصرية بالمدفعية الثقيلة، وأرسلت قوات خاصة من بغداد افرادها يرتدون زياً غير مألوف، وهم ليسوا من الجيش او فدائيي صدام". وأضاف ان "المواجهات المسلحة" استمرت امس في الناصرية والرفاعي والشطرة والبصرة والحلّة والمسيب والمحاويل وكربلاء والعمارة والمجر الكبير والكوت. وقال الحكيم انه بعث برسائل الى الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي والأمين العام لجامعة الدول العربية تطالبهم بپ"التدخل وإرسال بعثات لتقصي الحقائق في العراق، واتخاذ اجراءات تكفل الحماية المطلوبة للشعب العراقي والحوزة العلمية". وعن موقف ايران من مقتل الصدر، ودعوتها الحكومة العراقية الى معاقبة المسؤولين، واصدار مكتب مرشد الجمهورية الاسلامية بياناً وليس المرشد نفسه، قال الحكيم ان موقف ايران "كان افضل موقف يمكن ان تتخذه دولة لها علاقات رسمية مع العراق، خصوصاً ان بيان مكتب السيد القائد المرشد علي خامنئي دان النظام في شكل واضح". وعلم ان العراقيين المقيمين في ايران واللاجئين فيها سينظمون تظاهرة احتجاج وسط طهران اليوم، وقدم منظمو التظاهرة طلب ترخيص الى وزارة الداخلية، فسمحت لهم بالتظاهر والتجمع امام مقر الأممالمتحدة، ورفضت توجههم الى مقر السفارة العراقية شمال العاصمة الايرانية.