سجلت جلسة المحكمة العسكرية المصرية والتي تنظر في "قضية العائدون من البانيا" أمس، مفاجأة إذ كشف المتهم الرئيسي في القضية احمد ابراهيم النجار الذي تسلمته مصر من البانيا في حزيران يونيو الماضي ان اثنين من المتهمين في القضية ممن يحاكمون غيابيا سلما الى مصر أخيراً. وذكر انهما احمد سلامة مبروك ومحمد سعيد العشري. وقالت مصادر إسلامية إن العشري سلمته دولة عربية لمصر قبل أسابيع، بينما سلمت مبروك دولة من الجمهوريات السوفياتية السابقة في اسيا الوسطى. وجاء كلام النجار مفاجأة، إذ أن مبروك يعد الساعد الأيمن لزعيم "جماعة الجهاد" الدكتور ايمن الظواهري الذي يعيش في افغانستان. وجاء في لائحة الاتهام ان مبروك هو "أحد أهم قادة جماعة الجهاد ومسؤول عن لجنة التنظيم المدنية التي تتولى الاشراف على تجنيد العناصر والاختيار من بينهم لتنفيذ العمليات العسكرية"، وانه يتحرك بين دول عدة بأسماء حركية وجوازات سفر مزورة. وفي حال ثبوت صحة كلام النجار، فإن الأمر سيعد ضربة لجماعة "الجهاد"، ولم يحدد النجار الدولتين اللتين يعتقد انهما سلمتا مبروك والعشري إلى مصر، لكنه اوضح ان اجهزة الامن استدعته قبل ايام ووجهت إليه اسئلة عن نشاط الاثنين في الخارج، مؤكداً أنه اُبلغ انهما سقطا في قبضة السلطات المصرية وسيمثلان أمام المحكمة. وكان مبروك اتهم في قضية اغتيال الرئيس أنور السادات ويعد واحداً من مؤسسي تنظيم "الجهاد" القديم، وقضى في السجن سبع سنوات ثم غادر مصر الى احدى الدول العربية، ومنها الى افغانستان حيث اضطلع بدور بارز في نشاط "جماعة الجهاد". وأشارت أوراق "قضية العائدون من البانيا" إلى أنه تنقل بين دول عدة منها باكستان والسودان والبانياواذربيجان، وكان النجار ذكر في اعترافاته ان آخر دولة تواجد فيها مبروك هي اذربيجان. أما العشري فلم يتهم في قضية السادات واعتقل مرات قبل ان يغادر مصر نهاية الثمانينات. ولم يتسن الحصول على تأكيد او نفي لكلام النجار من مصادر امنية.