فجّرت قوات الاحتلال الاسرائىلي في جنوبلبنان امس ثلاثة منازل في بلدة أرنون التي كانت انتفاضة طلابية حالت قبل ثلاثة اسابيع دون نجاح اجراءات اسرائيلية لضمّها الى الشريط الحدودي المحتل. وجاء هذا التطور البارز، بعدما كانت الديبلوماسية الاميركية نقلت تهديدات اسرائيلية بنسف المنازل اذا لم تضمن الدولة اللبنانية عدم تسرّب رجال المقاومة عبر البلدة لتنفيذ عملياتهم. كما تزامن مع تطور آخر لافت قضى بفتح معبر كفرفالوس بين المناطق المحررة والمناطق المحتلة في جزين، امس، اذ جرى تثبيت بوابة العبور بين المنطقتين في بلدة روم التي تشرف على كفرفالوس وخمس قرى اخرى كان "جيش لبنانالجنوبي" الموالي لاسرائيل انسحب منها قبل نحو ثلاثة اشهر. وأدى هذا الى تكريس انسحاب "الجيش الجنوبي" من هذه القرى. والبوابة الجديدة تتوسط بلدة روم التي اصبح أقل من نصفها خارج المنطقة التي تسيطر عليها اسرائيل، على بعد 5 كيلومترات من بلدة كفرفالوس. وفتحت هذه الخطوة باب التساؤلات من جديد بعدما اتسعت المنطقة التي تفصل مواقع الجيش اللبناني وحواجزه عن مواقع ميليشيا لحد. وعلمت "الحياة" من مصادر أمنية ان عناصر الجيش اللبناني المرابطين بين بلدتي عين المير وكفرفالوس باقون في مواقعهم، ولم يتقدموا نحو القرى التي كان أخلاها "الجنوبي" وان عناصر الجيش لم تتغيّر طبيعة عملهم او التعليمات المعطاة اليهم. واستقدم احد فعاليات بلدة روم جرافة أزالت السواتر من حول البلدات التي شملها الاخلاء سابقاً في خطوة محلية وصفت بأنها تحريض من الاهالي للدولة على الصعود الى المناطق التي حصلت الانسحابات منها. كما ان عشرين شاباً من بلدة أنان سبق ان أعلنوا تمرّدهم على قيادتهم في "الجيش الجنوبي"، وأخلوا موقعاً لا يزالون في البلدة. وكان تمرّد هؤلاء سبباً رئيسياً لاقدام اسرائىل و"الجنوبي" على اقفال معبر كفرفالوس قبل 3 اشهر. واستبعد نائب جزين سمير عازار في اتصال مع "الحياة" ان تكون انسحابات الميليشيات من عدد من القرى نهائية مرجحاً تحويلها الى مناطق متاحة أمام الدوريات، خصوصاً ان الانسحابات لم تناقش في دوائر رسمية كلجنة تفاهم نيسان ابريل أو غيرها. وبعد ظهر امس أقدم "الجنوبي" على احتلال منازل خالية في بلدة روم وأسكن عناصره الذين استقدموا للعمل على المعبر الجديد فيها. أما المنازل الثلاثة التي نسفت في أرنون فذكر الاهالي ان انفجارات قوية دوت لحظة نسفها. ورجحت مصادر امنية ان يكون تم ذلك لاسلكياً بعبوات وضعت سابقاً. وتقدم مندوب لبنان لدى لجنة "تفاهم نيسان" بشكوى ضد اسرائيل لنسفها المنازل بعد ظهر امس. وينتظر ان تجتمع اللجنة اليوم في شكل عاجل للبحث فيها. ودهمت وحدة اسرائىلية - "لحدية" مشتركة بلدة ابل السقي في القطاع الشرقي، وفتّشت منازل في البلدة وعبثت بمحتوياتها، واعتقلت المواطن نصّار يوسف منذر واقتادته الى سجن الخيام. وتابع رئيس الجمهورية العماد اميل لحود الوضع في الجنوب على ضوء الانتهاك الجديد الذي قامت به قوات الاحتلال. واطّلع على الوضع الميداني في البلدة وأوضاع السكان هناك. ودان رئيس الحكومة وزير الخارجية الدكتور سليم الحص "القرصنة الاسرائىلية الجديدة ضد بلدة أرنون". واعتبر ما ارتكبته اسرائيل فيها اليوم "عدواناً همجياً يستوجب تدخلاً سريعاً وحاسماً من المجتمع الدولي عبر لجنة تفاهم نيسان". وقال ان "اقدام اسرائيل على تدمير ثلاثة منازل في بلدة أرنون بذرائع مختلفة هو اعتداء وقح ليس على لبنان وعلى بلدة آمنة فحسب، بل على الارادة الدولية التي رحبت لايام خلت بتحرير أرنون من الاحتلال الاسرائىلي واعادتها الى كنف الشرعية وحضن الوطن". ودعا الحص لجنة تفاهم نيسان الى "ادانته". وقال "نؤكد تصميمنا على الصمود في وجه العربدة الاسرائىلية ومقاومة ارهاب الدولة المنظّم، والعمل من اجل تحرير ارضنا من الاحتلال الاسرائيلي بجميع الوسائل المتاحة. ونؤكد ايضاً ان هذه الاعتداءات لا ترهب شعبنا ولا تضعف من عزيمة مقاومتنا، ولن يكون في امكانها ان تجعلنا نساوم على حقنا أو نتنازل عن ذرة تراب واحدة من ارضنا. ان قدرنا ان نقاوم الاحتلال، وقد قاومناه وسنظل نقاومه الى ان نحرر ارضنا من دنسه". وختم الرئيس الحص قائلاً "أما أرنون واهلها المقاومون الصامدون فلهم منا تحية الاكبار والاكرام والعهد على ان نكون معهم والى جانبهم في جميع الظروف والاحوال ونحن مع أهلنا جميعاً في المناطق المحتلة.