بدأ وزراء الخارجية العرب اجتماعهم في القاهرة امس، وخيّمت على المداولات الازمة العراقية فيما بدا ان وزير الخارجية العراقي السيد محمد سعيد الصحاف حرص على عدم التصعيد حيال السعودية والكويت، كما حصل خلال الاجتماع الوزاري العربي السابق. وتحفظ وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل عن اثارة موضوع منطقتي الحظر الجوي فوق شمال العراق وجنوبه، ودار سجال بينه وبين الصحاف في الجلسة المغلقة، لكن الوزير العراقي حرص على استخدام كلمة "اخواننا" في اشارة الى السعودية والكويت راجع ص 3. وعلّق الوزراء اجتماعهم بعد الجلسة، على ان يستأنف اليوم، وحض الامين العام لجامعة الدول العربية على وقف العمليات العسكرية ضد العراق، فيما شدد وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع على عدم شرعية منطقتي الحظر الجوي. ودعا وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى الى اجتماع تشاوري مساء امس في مقر الخارجية المصرية حضره وزراء خارجية سورية والسعودية والكويت وعُمان وقطر والمغرب وتونس والاردن والامين العام لمحاولة التوصل الى تصور موحد حيال منطقتي الحظر وبند المفقودين. وقالت مصادر ديبلوماسية مصرية ان الاجتماع غاب عنه الصحاف لمحاولة التوصل الى صياغة توفيقية بخصوص الموضوعين والحؤول دون خلافات في الجلسة الختامية لوزراء الخارجية العرب. وقال الشرع بعد جلسة امس، رداً على سؤال هل هناك اجماع على رفض منطقتي الحظر الجوي: "لا يوجد اجماع بالمعنى الكامل للاجماع. هناك توجه عام نحو مبدأ رفض اقامة مناطق حظر جوي، وعدم الاستمرار في ضرب العراق، لأن هذا يشكّل انتهاكاً لقرارات مجلس الامن ولنتائج الاجتماع التشاوري الوزاري العربي في 24 كانون الثاني يناير الماضي". وخلال الجلسة المغلقة قال وزير الخارجية السعودي: "العراق يسعى دائماً الى اثبات ان هناك مفقودين ولا وجود لأسرى كويتيين، ويزعم ان هناك مفقودين عراقيين، والنقطة التي اسجل اعتراضاً عليها هي مسمى البند، اذ ان ادبيات قرارات الاممالمتحدة وقرارات مجلس الامن تستخدم لفظة "الاسرى" وليس المفقودين". وتابع: "عندما طلبنا معلومات من العراق لم يتعاون، ونحن لم نعترض على دور الجامعة العربية في حل مشكلة الاسرى، ويجب ان يكون مسمى هذا الموضوع وفقاً لما جاء في القرار الصادر عن قمة القاهرة التي انعقدت في حزيران يونيو 1996". وكانت القمة اكدت ضرورة الحفاظ على وحدة العراق وطالبت الحكومة العراقية بعدم انتهاج "اي سياسية عدوانية تستهدف استفزاز جيرانها العرب"، واستكمال تنفيذ قرارات مجلس الامن وفي مقدمها اتخاذ الاجراءات الكفيلة بالافراج عن الاسرى والمحتجزين من الكويتيين ورعايا الدول الاخرى. وسجل الأمير سعود الفيصل اعتراضه ايضاً على ادراج العراق موضوع مناطق الحظر الجوي على جدول اعمال وزراء الخارجية، وقال: "مناطق الحظر موضوع يتعلق بالاممالمتحدة وليس الجامعة، والوزير العراقي يخلط دائماً بين مناطق الحظر العسكري والغارات العسكرية على العراق، سواء بقصد او عن غير قصد"، لافتاً الى ان "موضوع الاعتداء على العراق تناولناه في اجتماعنا السابق في الرابع والعشرين من كانون الثاني". ورد الصحاف بقوله ان "العراق لم يرفض مشاركة الجامعة في حل قضية المفقودين ولم يشارك في اجتماعات قمة القاهرة ليتمكن من الرد وتسجيل موقفه، والصياغة التي اقرتها القمة جاءت وفق آراء طرف واحد فقط". وتساءل "كيف ننحي ما يقوله اخواننا في الكويت والسعودية كي نصل الى صيغة يتفق عليها". ولوحظ ان الصحاف الذي انسحب من الاجتماع الوزاري قبل نحو شهرين بدا هادئاً وتحدث بلهجة غير عصبية عكس الاجتماع الماضي. وتابع: "اذا كانت اللجنة الدولية المعنية بملف المفقودين والاسرى تستخدم لفظ الاسرى فنحن موافقون واذا كانت تستخدم لفظ مفقودين نحن موافقون ايضاً". وتدخل سعود الفيصل قائلاً: "نريد ان تسمى الامور بمسمياتها في تقارير اللجنة الدولية التي سجلت عدم التزام عراقي بخصوص الاسرى". وعقب الصحاف: "لنحتكم الى مسميات اللجنة". وتدخل الامين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد محاولاً تلطيف الاجواء مقترحاً وقف مناقشة البندين وعقد لقاءات ثنائية وثلاثية بين وزراء الخارجية قبل عودتهم اليوم للاجتماع للتوصل الى صياغة تحظى بموافقة الجميع.