قالت مصادر عسكرية في معرض "ايدكس 99" الذي افتتح أمس في أبو ظبي إن دولاً خليجية أجلت إبرام صفقات دفاعية مع عدد من الدول المصنعة نتيجة الانخفاض الحاد في ايراداتها النفطية التي هوت إلى ما دون 60 بليون دولار العام الماضي مقابل نحو 90 بليون دولار عام 1996 و180 بليون دولار عام 1980. وأعلنت شركة "جيات" الفرنسية ان السعودية أجلت بت شراء نحو 150 دبابة قتالية من طراز "لوكليرك" بسبب انخفاض أسعار النفط. وقالت المتحدثة باسم "جيات" مارتين شاريغاز إنه كان من المقرر أن تبلغ الحكومة السعودية شركة "جيات" بقرار شراء 150 دبابة "لوكليرك" كدفعة أولى بعد اجراء تجارب ناجحة على الدبابة في الصحراء السعودية. وأشارت في تصريح ل "الحياة" خلال معرض "ايدكس 99" إلى أن الحكومة السعودية "أبلغتنا بقرار تأجيل البت في موضوع الشراء إلى أجل غير مسمى". وأضافت: "ولكنّي ما زلت متفائلة بأن السعودية ستشتري هذه الدبابات في وقت قريب ربما بعد تحسن أسعار النفط". وكشف مصدر دفاعي ان تأجيل الصفقات يشمل صفقة الفرقاطات للإمارات العربية المتحدة التي كان من المقرر أن يتم الاعلان عنها منذ فترة. وتتنافس خمس شركات غربية على هذه الصفقة التي تتضمن ما بين فرقاطتين إلى أربع فرقاطات بقيمة تصل إلى 5.1 بليون دولار. وقال مصدر: "اعتقد ان صفقة الفرقاطات ليست على جدول الأعمال الآن ويبدو ان الإمارات أجلت شراءها ربما لأسباب مالية وعسكرية، إذ سيتم التركيز على تدعيم سلاح الجو في المرحلة الحالية". أما بالنسبة لصفقة الدبابات الموقعة بين الإمارات وشركة "جيات" فهي لم تواجه أي عقبات، إذ تم تسليم نحو 240 دبابة من طراز "لوكليرك" حتى الآن وسيتم تسليم البقية تدريجاً بنهاية السنة 2000. وقالت المتحدثة باسم "جيات" إن قيمة الصفقة بلغت نحو 9.3 بليون دولار وتضمنت توريد 390 دبابة قتالية و46 عربة انقاذ طورت خصيصاً للإمارات. وفي ما يتعلق بصفقة مقاتلات "ميراج" الموقعة في نهاية العام الماضي، فإن تسليم هذه الطائرات سيبدأ قبل السنة 2001 ويستمر لعامين أو ثلاثة أعوام. وأشار سيرجي داسو، رئيس شركة "داسو" الفرنسية المصنعة ل "ميراج" الى ان الصفقة مع الإمارات شملت شراء 30 مقاتلة من طراز "9-2000" وتحديث 33 مقاتلة "ميراج 2000" تابعة لسلاح الجو الإماراتي لتحويلها إلى "ميراج 9-2000". وقال ل "الحياة" إن الصفقة شملت كذلك شركة "تومسون" التي ستقوم بتصنيع الرادارات للمقاتلات، وشركة "سنكما" التي ستصنع المحركات. وكشف مصدر دفاعي ان المقاتلات ستزود بصواريخ "جو - جو" من طراز "ميكا" بعيدة المدى، وصواريخ "جو - أرض" من طراز "بلاك شاهين" كانت الإمارات تعاقدت عليها مع شركة "ماترا" الفرنسية بقيمة تزيد على بليون دولار. وقال مدير قسم الإعلام في شركة "ماترا" فردريك اراغون إن الشركة "بدأت بتصنيع هذه الصواريخ لتجهيز مقاتلات ميراج بها، وأنها من أفضل الصواريخ الموجهة بأشعة الليزر في العالم". وذكر ان الإمارات ستكون البلد الأول في العالم الذي سيحصل على هذه الصواريخ التي يصعب اكتشافها بالرادار. وقال: "إن تجهيز مقاتلات ميراج الإماراتية بهذه الصواريخ المتطورة سيشكل تطوراً مهماً للغاية في عملية تعزيز القوات الجوية والقطاعات الدفاعية الأخرى في هذه الدولة". ويشار إلى أن نحو 850 شركة من مختلف دول العالم تشارك في معرض "ايدكس"، وهو أكبر معرض دفاعي بري في العالم، ما يعكس الاهتمام المتزايد في هذه المنطقة من النواحي الاقتصادية والعسكرية والسياسية. وزار المعرض في يومه الأول عدد من وزراء الدفاع الخليجيين ودول أخرى، إضافة إلى رؤساء أركان وقادة عسكريين رفيعي المستوى، من بينهم الجنرال زيني قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط. وتؤكد دولة الإمارات أهمية "ايدكس 99" باعتباره يقع ضمن سوق السلاح الرئيسية في العالم، وانعكس هذا الاهتمام فعلاً بحضور الشركات الرئيسية المصدرة للسلاح في العالم وحضور زبائن محتملين. وانعكس اهتمام الإمارات بهذا المعرض بافتتاحه رسمياً من قبل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والشيخ محمد بن راشد المكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع، والفريق ركن طيار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس أركان القوات المسلحة. وبرز بين الحضور عدد من وزراء الدفاع في عدد من الدول العربية والأوروبية والآسيوية. وتتوقع مصادر عسكرية ان يعلن في "ايدكس 99" عن صفقات عسكرية، واجراء اتصالات بين الشركات المصنعة وزبائن محتملين في المنطقة.