أكد رئيس صندوق النقد الدولي ميشال كامديسو أمس ان المملكة العربية السعودية "ليست مضطرة الى تعويم عملتها الريال". وقال انه تم احتواء الضغوط المالية والسيطرة عليها بوسائل أخرى منها خفض الدعم وتنويع مصادر الدخل، الأمر الذي سيعطي السعودية القدرة على تجاوز الأزمة حتى مطلع القرن المقبل. وأضاف كامديسو في تصريحات صحافية في ختام زيارة لدولة الامارات استمرت يومين، ان اقتصاد الامارات لم يتأثر كثيراً بانخفاض أسعار النفط، حيث نجحت في امتصاص الآثار السلبية لتلك الأزمة بفضل سياسة الحكومة في تنويع مصادر الدخل وبدء برنامج التخصيص. واجتمع رئيس صندوق النقد الدولي خلال زيارته الى الامارات مع الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رئيس دولة الامارات، ومع الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المال والصناعة في الحكومة الاتحادية. ووقع خلال وجوده في أبو ظبي اتفاقاً مع الدكتور جاسم المناعي رئيس صندوق النقد العربي يهدف الى تعاون الصندوقين العربي والدولي في مجالات التدريب والندوات وورش العمل في مجالات العمل المصرفي والموازنات الحكومية. وقال كامديسو ان انخفاض عائدات الدول العربية الخليجية من النفط يمكن تعويضه عن طريق الانضباط المالي وخفض مستويات المعيشة وتقليل النفقات واعطاء الأولوية للقطاع الخاص في عملية الاستثمار والتنمية. ولفت الى ان عائدات هذه الدول من النفط الخام انخفضت بنسبة 30 في المئة العام الماضي. وأضاف انه تم احتواء الأزمة المالية العالمية والآسيوية، مشيراً الى أن الاصلاحات الاقتصادية التي بدأت الدول المتضررة من الأزمة بتنفيذها، ستسفر عن "نتائج ممتازة" في الأمد الطويل. وفي ما يتعلق بمذكرة التفاهم التي وقعها الجمعة صندوق النقد الدولي وصندوق النقد العربي في أبو ظبي، فإنه يشمل انشاء برنامج تدريبي اقليمي لمدة ثلاث سنوات تبدأ من أيار مايو المقبل لتنظيم دورات تدريبية وحلقات عمل وندوات متخصصة في مسائل مختلفة. وتشمل هذه الدورات والندوات سبع أنشطة هي البرمجة المالية والسياسات الاقتصادية والأثر الاقتصادي الكلي للموازنة ومحاسبة المصارف والاحصاءات النقدية والمصرفية واحصاءات مالية الحكومة والعمليات النقدية وسياسات القطاع الخارجي. وقال المناعي بعد التوقيع ان مذكرة التفاهم هي "ترسيخ لعلاقة قديمة ومتينة" بين الجانبين خصوصاً في مجال التدريب وحلقات العمل. وقد انشأ صندوق النقد العربي في مطلع التسعينات معهدا متخصصاً بالندوات والدورات وحلقات العمل التدريبية أطلق عليه "معهد السياسات الاقتصادية". وتمكن المعهد في الأعوام العشرة الماضية من اقامة أكثر من 70 دورة شارك فيها ما يزيد على 1200 من الخبراء والمسؤولين من وزارات المال والمؤسسات المالية والمصرفية العربية. ولفت المناعي الى أن الوحدة الحسابية لصندوق النقد العربي، والدينار العربي الحسابي، مرتبطة بوحدة حقوق السحب الخاصة، وهي وحدة التعامل في صندوق النقد الدولي. وقال ان أهداف الصندوقين متماثلة في معظم الأحيان.