عمان، أنقرة، واشنطن، لندن - "الحياة"، رويترز - أعلنت واشنطن ان طائرات حربية أميركية قصفت أمس اهدافاً عسكرية في منطقة حظر الطيران في شمال العراق، ونفت إصابة أي طائرة أميركية أو بريطانية أول من أمس فوق شمال العراق أو جنوبه،. في الوقت نفسه ناشد أعضاء في الكونغرس الاميركي الرئيس بيل كلينتون وقف أو خفض كمية النفط التي يسمح للعراق بتصديرها بموجب اتفاق "النفط للغذاء" مع الاممالمتحدة. وأفاد بيان للجيش الأميركي ان "مقاتلات اميركية من طراز "اف 15" أسقطت قنابل موجهة بالليزر على عدة مواقع للمدفعية العراقية المضادة للطائرات شمال الموصل وشمال غربها، بعدما رصدت اجهزة رادار عراقية تعمل في المنطقة". ولم يذكر تفاصيل. وفي بغداد أعلن ناطق عسكري ان طائرات حربية اميركية وبريطانية هاجمت دفاعاته الجوية واهدافاً مدنية في شمال البلاد وان "وسائل الدفاع الجوي تصدت لتلك الطائرات واجبرتها على العودة". الى ذلك، نفى ناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية الكابتن مايكل دابلداي ليل الخميس - الجمعة إصابة أي طائرة اميركية او بريطانية أول من أمس فوق شمال العراق او جنوبه، فيما ذكر ناطق باسم وزارة الدفاع البريطانية ان "طائرات التحالف قامت بدورياتها في منطقتي حظر الطيران كالمعتاد". وكان ناطق عسكري عراقي أعلن ان الطائرات العراقية وأنظمة الصواريخ ارض-جو "تصدت لطائرات التحالف"، موضحا ان "الدلائل تشير الى احتمال اصابة احدى هذه الطائرات". الى ذلك، ناشد أعضاء في الكونغرس الاميركي الرئيس بيل كلينتون وقف أو خفض كمية النفط التي يسمح للعراق بتصديرها بموجب اتفاق "النفط للغذاء" مع الاممالمتحدة، بسبب "وجود أدلة متزايدة تشير الى ان البرنامج لا يخدم الهدف المنشود، وربما يقوض السياسة الاميركية تجاه العراق". وقال أعضاء مجلس النواب، وكثيرون منهم يمثلون ولايات تكساس وأوكلاهوما وكانساس المنتجة للنفط، ان هناك "أدلة دامغة" على ان العراق ربما يصدر بطريقة غير مشروعة ما يصل الى 100 ألف برميل من النفط يوميا خارج برنامج "النفط للغذاء". وأدت "أدلة" مماثلة الى قيام الولاياتالمتحدة بقصف أجزاء من مجمع لتكرير النفط في جنوبالعراق في كانون الاول ديسمبر الماضي. وعبر النواب عن اعتقادهم بأن الانتاج الزائد للنفط العراقي يمثل عاملاً في ما يبدو وراء "زيادة المعروض والسعر المنخفض للغاية حالياً". على صعيد آخر ذكر عبدالغني عبدالغفور ، عضو القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم في العراق ان بغداد "تدعو بجدية الى الحوار مع العرب" من دون ان يخفي خيبة امل بلاده من عمل "لجنة المراقبة" العربية. واشار عبدالغفور الى عزم بغداد على "اغلاق الملف الكردي عبر اتفاق مع الفصائل الكردية بإقرار قانون جديد للحكم الذاتي"، واكد "ان العراق غير قابل للتجزئة" على رغم ما يتعرض له الاكراد من ضغوط، على حد وصفه، تدفعهم للقبول بالانفصال عن العراق. واعتبر عبدالغفور اغتيال آية الله محمد صادق الصدر "محاولة لاثارة فتنة في العراق لكنها فشلت وستفشل مثيلاتها"، معتبراً "المرجعية الشيعية" قضية لها وسائل تحديدها وهي "خارج التأثير الحكومي". ووصف عمليات التدريب العسكري المكثف الذي يشمل ثلاثة ملايين عراقي بدأت اوائل الشهر الجاري بأنها "استعداد لحرب طويلة ضد من يتوقع انهيار نظامنا الوطني بسهولة". ولمح الى ان القيادة العراقية تأمل، بعد انجلاء الموقف مع الولاياتالمتحدة، اجراء تغييرات سياسية مهمة منها "الانفتاح على قوى سياسية عراقية دانت العدوان واتخذت موقفاً واضحاً منه".