استبعد رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية السيد فاروق القدومي ان تغير الانتخابات الاسرائيلية الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط في اتجاه حلحلة عملية السلام. وقال في مقابلة امس في الرباط مع "الحياة" ان السياسة الاسرائيلية سياسة استيطانية توسعية وان جميع البرامج السياسية التي تطرحها الاحزاب الاسرائيلية الصغيرة او الكبيرة لا تتبنى فكرة الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي الفلسطينية. واضاف: "كلهم يتنافسون على الرئاسة وعلى المقاعد النيابية داخل الكنيست ويتحدثون بلغة ملتوية كثيراً ما تخدع بعض الناس". وزاد قدومي ان وجود نحو 185 مستوطنة في الضفة الغربية وقطاع غزة والاستمرار في بناء المزيد منها وهدم البيوت الفلسطينية دليل واضح ان الاحزاب الاسرائيلية لا ترغب في السلام وتتخذ من المفاوضات السياسية وسيلة لكسب الوقت لاستيعاب الضفة الغربية. وقال انه كان من الخطأ الاستمرار في المفاوضات السياسية مع اسرائيل "وكان علينا وقف المفاوضات السياسة مباشرة بعد رفض رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو تنفيذ اتفاق الخليل واصراره على معاودة مناقشته". وأوضح ان الاستمرار في المفاوضات مع اسرائيل خطأ "لأننا اوهمنا العالم ان هناك تقدماً ملحوظاً في هذه المفاوضات العابثة". لكنه اضاف ان الضعف العربي والانشغال في قضايا اخرى اضطر السلطة الوطنية الفلسطينية الى الاستمرار في المفاوضات السياسية مع اسرائيل "ولم يكن من خيار غير الاستمرار في مفاوضات أدت في نهاية الأمر الى انهيار المسيرة السلمية على كل المسارات العربية بسبب التعنت الاسرائيلي والتردد الاميركي وسلبية الدول الأوروبية". وعبّر قدومي عن أسفه ان تجمع كل هذه الدول قواتها لضرب العراق من دون القيام بعمل واحد تضغط فيه على اسرائيل. وقال: "كان علينا ان نستمر في العمل كما كنا نعمل ولا زال رجال المقاومة اللبنانية يعملون لأن اسرائيل لا تعرف سوى هذا المنطق". وزاد ان الشرعية الدولية "تجيز لنا ان نستخدم كل الوسائل لتحرير ارضنا المحتلة، وقد قبلنا التسوية السياسية على اساس الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام. لكن اسرائيل تجاهلت هذه الأسس وتراخت الجهود الاميركية ففشلت التسوية السلمية". وانتقد المسؤول الفلسطيني امتناع الدول الاوروبية عن ممارسة ضغوط مادية على اسرائيل. وأكد ان تردد هذه الدول في القيام بأي اجراء مادي مثل تجميد الاتفاقات مع اسرائيل او فرض عقوبات اقتصادية جزئية عليها لم يدع امام السلطة الفلسطينية من خيار سوى الاستمرار في المفاوضات. وقال قدومي ان الولاياتالمتحدة والدول الاوروبية سعت الى اقناع السلطة الفلسطينية بالانتظار والترثيث بحجة ان اسرائيل ستنفذ التزاماتها. وأشار ان السلطة الوطنية الفلسطينية "اصبحت تعيش في غيتو مغلق عليها، ووضعتها أميركا واسرائيل امام خيارات صعبة وحملتها مسؤولية اعاشة الملايين من الفلسطينيين، كما جمدت اموال السلطة الفلسطينية لإثارة الفلسطينيين عليها". وعن مسألة اعلان الدولة الفلسطينية، قال قدومي ان الدولة الفلسطينية ليست في حاجة الى الاعلان "وقد اعلنت في 15 تشرين الثاني نوفمبر من عام 1988 في الجزائر واخذت منظمة الأممالمتحدة علماً بذلك وأخذت قراراً بهذا العلم في نفس العام". واضاف ان "الذي نحتاجه حالياً هو بدء ممارسة السيادة الكاملة على الاراضي الفلسطينية المحتلة، والسيطرة الفلسطينية على الأراضي والمعابر، وادارة شؤون الأراضي المحتلة من دون تدخل اسرائيل". لكنه اضاف ان اسرائيل لا تعترف "بحقنا في تقرير المصير او في اقامة دولة فلسطينية مستقلة، وتريد ان تخضع هذه المسألة الى مفاوضات سياسية وهذا أمر منافٍ للشرعية الدولية". وقال قدومي انه لا يجوز القول ان الدولة الفلسطينية يجب ان تمارس سيادتها على الارض الفلسيطينية من خلال المفاوضات السياسية. وقلل قدومي من نتائج الزيارة التي سيقوم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى واشنطن. وقال ان الولاياتالمتحدة صديق لاسرائيل، وفي كل عهود الرئاسة الاميركية تلتزم الولاياتالمتحدة باعطاء اولوية في سياستها الخارجية للحفاظ على أمن اسرائيل وسلامتها وتفوقها الكامل في المنطقة العربية من الناحية العسكرية. وزاد ان اسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تملك كل انواع اسلحة الدمار الشامل بما في ذلك السلاح الذري في وقت "تعمد فيه الولاياتالمتحدة لمدة تسع سنوات الى تشديد الحصار على العراق وممارسة الاعتداءات العسكرية عليه بحجة منعه من امتلاك اسلحة الدمار الشامل". وأكد ان سياسة اسرائيل في المنطقة "ستقود الى مزيد من النزاعات الاقليمية وربما تجر الى حرب باردة اخرى".