روما، واشنطن - أ ف ب، رويترز - جدد الرئيس الايراني محمد خاتمي في اليوم الثاني لزيارته ايطاليا امس تعهد بلاده مكافحة انتشار الاسلحة النووية "والارهاب وكل اشكال العنف" وطالب "بتعزيز التوازنات الاقليمية والدولية". وبدا في كلام الرئيس الايراني رسائل موجهة الى الغرب عموماً والى الولاياتالمتحدة خصوصاً. وكان الموقف الاميركي الذي لم ينتقد زيارة خاتمي لايطاليا لافتاً، بل سجل نوعاً من الحوار غير المباشر استجاب له خاتمي في تصريحاته امس واول من امس. وكان خاتمي اكد مساء اول من امس في مأدبة عشاء اقامها الرئيس الايطالي اوسكار لويجي سكالفارو تكريما له، ان ايران ستعمل من اجل مكافحة انتشار الاسلحة النووية وغيرها من اسلحة الدمار الشامل، وانها عازمة ايضاً على مكافحة كل اشكال العدوان ومنها الارهاب. وقال : "يمكن لايرانولايطاليا ... التعاون في ... مقاومة كل اشكال العنف والعدوان والارهاب والتمييز العنصري والعرقي وانتشار الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل". وكانت كلمته على ما يبدو موجهة ايضاً الي الولاياتالمتحدة التي تقول انها لن تقبل عودة ايران الي المجتمع الدولي الا اذا حسنت سجلها في حقوق الانسان ونبذت الارهاب وكل محاولات اقتناء قدرات نووية. وزاد خاتمي: "السلام والحرية لا يمكن بلوغهما الا من خلال الحوار الذي يحترم فيه كل جانب الجانب الآخر ويعتبره نداً له". واشنطن تحض روما وفي إشارة ذات مغزى، لم تنتقد واشنطن زيارة خاتمي لايطاليا لكنها حضت روما على اثارة المخاوف ذات الصلة بالارهاب والاسلحة النووية مع خاتمي. وشدد الناطق باسم وزارة الخارجية جيمس روبن في تصريح اول من امس على ان هدف الولاياتالمتحدة هو دعم اندماج ايران في المجتمع الدولي. واوضح، ان ذلك لا يمكن ان يتحقق الا في اطار متزامن مع تعديلات في السياسات والممارسات الايرانية ومنها دعم الارهاب والسعي الى اكتساب اسلحة دمار شامل. وقال "نحن نتوقع ومتأكدون ان الحكومة الايطالية ستنقل هذه المخاوف نفسها الى ضيفها الايراني ... نحن وحلفاؤنا الاوروبيون نريد ان نرى تحسينات في ذلك المجال. لقد تحقق البعض لكننا نعتقد انه ما زال هناك شوط طويل يجب قطعه". وزاد روبن ان الحكومة الاميركية تنظر الى الانتخابات البلدية الاخيرة في ايران علي انها "تطور ايجابي تمكن خلاله شعب ايران من التعبير عن نفسه بحرية". وقال خاتمي يوم وصوله الى روما الثلثاء في كلمة امام حوالي مئة من النواب واعضاء مجلس الشيوخ الايطالي في احدى قاعات مجلس النواب "في استطاعتنا ويجب علينا تعزيز التوازنات الاقليمية والدولية ووضع حد للضعف المتزايد للمنظمات الدولية مثل الاممالمتحدة". ودعا الى "سلام ثابت" مشيراً الى ان "العالم الموحد القائم على السلام والمساواة لا يمكن ان يكون عالما نواته تتشكل من السيطرة اللامحدودة للقوى الكبرى وتستمر فيه الانقسامات والاضطهادات". وتمنى حصول "تعاون متبادل" بين العالم الاسلامي واوروبا. واوضح ان العالم الاسلامي والشرق الاوسط يواجهان مشاكل "خطيرة وجدية كفلسطين وافغانستان والعراق اضافة الى وجود القوات الاجنبية في الخليج مما يؤدي الى تهديد السلام العالمي وينسف احتمالات بناء تعايش وسلام دائمين في المنطقة". واضاف خاتمي امام رئيسي مجلس النواب والشيوخ لوتشيانو فيولانتي ونيكولا مانشينو "لا غنى عن ايجاد حلول ضمن اطار التعاون الاقليمي والدولي مع الدول التي تعارض الاقرار بضياع الحقوق بمرور الزمن وترفض الحرب وتحترم حقوق الشعوب". احتجاجات واعتقالات وفي إطار الاحتجاجات على زيارة خاتمي، ذكر مصدر في الشرطة الايطالية ان قوات الامن اوقفت امس في روما 13 شخصاً رشقوا سيارة الرئيس الايراني بعبوات محشوة بالدهان عند مرور موكب وسط العاصمة الايطالية. واضافت الشرطة انها تستجوب هؤلاء الاشخاص الذين لم تكشف جنسياتهم وتمكنوا من اصابة سيارة خاتمي بعبوتين محشوتين بالدهان الاصفر، على الاقل. كما تجمع ما بين اربعة وخمسة الاف شخص من المعارضين الايرانيين في المنفى امس في روما احتجاجاً على الزيارة. ووضعت روما تحت مراقبة مشددة، واغلق عدد من محاور الطرق الرئيسية امام حركة السير وحلقت المروحيات فوق عناصر الشرطة الذين انتشروا باعداد كبيرة. واعتقل 3 ايرانيين امس امام النصب التذكاري للجندي المجهول قبل ان يضع خاتمي عليه باقة من الزهور. وكان الثلاثة يرفعون لافتات كتبت عليها شعارات معادية للرئيس الايراني، كما اوضحت الشرطة. فلورنسا والفاتيكان وغادر خاتمي روما امس اثر محادثاته مع داليما الى فلورنسا حيث القى خطاباً امام جمهور من المثقفين من المعهد الجامعي الاوروبي. ويبدأ اليوم زيارة تاريخية للفاتيكان حيث يجتمع مع البابا يوحنا بولس الثاني. ويتوقع ان تكون الزيارة رمزية في مضمونها. وقال كبير الاساقفة روميو بانسيرولي مبعوث الفاتيكان لدي طهران ل "وكالة انباء الفاتيكان" ان "الاجتماع بين الرئيس الايراني والبابا له اهمية كبرى اذ انه يمثل الحوار بين الاسلام والمسيحية". وزاد: "ايران من زعامات العالم الاسلامي ولها نفوذ كبير في الشرق الاوسط". واشار الى ان خاتمي سيصبح اول رئيس لمنظمة المؤتمر الاسلامي التي تضم 55 دولة يجتمع مع البابا.