نظراً لاتباع جامعة الكويت نظام المقررات أو الساعات في نظامها التعليمي، وهو ما يعني اختيار الطالب بشكل ذاتي اسماء من يقومون بتدريسه ومواد لائحة تخرجه المواد المطلوب استيفاؤها للتخرج، يجد بعض الطلاب في مقرر دراسي معين مساحات زمنية بين المحاضرة والمحاضرة التي تليها قد تصل أحياناً لثلاث أو أربع ساعات متتالية. وهذا الوقت يعتبر بالتأكيد ثميناً إذا تم إهداره وعدم الاستفادة منه بالشكل المطلوب. من هنا جاء سؤالنا: أين يقضي طلاب جامعة الكويت فراغهم بين المحاضرات؟ داخل الجامعة أم خارجها؟ وهل تساعد وسائل الترفيه من ملاعب واستراحات طلاب الجامعة على البقاء فيها وقتاً أطول؟ "الحياة" قامت بجولة داخل إحدى كليات جامعة الكويت وحملت معها السؤال، وكانت الحصيلة التالية: الطالب محمد مال الله يقول: "عندما كنت طالباً مستجداً كنت أقضي وقت فراغي خارج الجامعة لعدم تأقلمي في جوها ولجهلي بأغلب الأماكن في كليتي. أما الآن وبعد ثلاث سنوات من الدراسة الجامعية فأصبحت أقضي اغلب وقتي داخل أسوار كليتي، اما لتبادل الحديث مع زملائي أو لقراءة الكتب والصحف في المكتبة". ويضيف: "لدي نشاط يساعدني كثيراً في البقاء داخل كليتي، هو العمل التطوعي النقابي، لأنه يساهم في تطوير شخصيتي، وهو بالتأكيد أفضل من أي نشاط آخر قد لا يعود عليّ بمنفعة مماثلة". ورأى محمد ان المرافق داخل أي كلية تزيد من أهمية بقاء الطالب فيها مثل مختبرات الكومبيوتر والمكتبات والحدائق والاستراحات، شرط أن تكون واسعة ومسلية في آن واحد. الطالبة عهود الكندري تقول: "أنا من الطالبات اللائي يفضلن قضاء أوقات فراغهن داخل أسوار الجامعة، لأنني أرى فيها مجتمعي الخاص الذي يجب أن أعطيه حقه كاملاً، وهو الذي منحني العلم والمعرفة وأكسبني الزمالات الجديدة والخبرات التي سأستفيد منها بالتأكيد في حياتي العلمية المقبلة، ومن أهمها الاعتماد على النفس وتنمية القدرات الذهنية والعقلية في التعامل والفهم". وتؤكد عهود على أهمية وجود وسائل الترفيه والجذب داخل الجامعة لضمان بقاء الطالب فيها أطول فترة ممكنة واحتكاكه مع زملائه، وهو بالتأكيد يساعد على تهيئته اجتماعياً وإكسابه القدرة على التكيف مع أي مجتمع قد ينتمي إليه، ناهيك عن حب الطالب وارتباطه بمكان دراسته. الطالب فيصل الغربللي ارجع أسباب قضائه وقت الفراغ داخل أسوار الجامعة لنقطتين: الأولى، ان يكون لديه اختبار مهم، والثانية وجود أصدقائه كاملين معه. أما غير ذلك فهو يخرج إلى أحد المطاعم أو المقاهي حتى يحين موعد المحاضرة المقبلة. وأرجع فيصل عدم رغبته في البقاء في الجامعة إلى "... انني لا أجد المكان المناسب للبقاء فيها، ففي الجامعات الأخرى في العالم نجد الحدائق الكبيرة والملاعب وكل ما يوفر للطالب الراحة والاستفادة من وقت فراغه، بعكس جامعة الكويت التي تشكو من قلة الاهتمام بمرافقها، وإذا ما توافرت هذه الأشياء في المستقبل، فلا أتصور نفسي أو غيري من الطلاب سيغادر أسوار الجامعة". الطالبة أمينة علي تقول: "إن قضاء وقت الفراغ بين المحاضرات في الجامعات أفضل من قضائه خارجها، فالجامعة تنشط عقول الطلاب وتساعدهم على استيعاب الجديد من العلم وما يجري في المنطقة من أحداث عن طريق الحوارات والمناقشات. وأنا ضد من يقول إن البقاء في الجامعة أمر غير ضروري". أما بالنسبة إلى أدوات الترفيه والتشويق، فتقول أمينة: "إنها مهمة وتمنح الطالب الحيوية والقوة، فالحدائق مثلاً تساعد على التجديد والاستذكار، ومن ثم بقاء الطالب داخل أسوار الجامعة، والإدارة الجامعية مطالبة بتوفير مثل هذه الأشياء". الطالب خالد الساير أشار إلى أنه يقضي وقت فراغه بين المحاضرات إذا كان طويلاً في المكتبة أو في مختبرات الكومبيوتر، أما للدراسة أو لإنهاء بعض التكاليف. ورأى خالد ان البقاء داخل الكلية أفضل "حتى تتسنى للطالب الاستفادة من فرصة الاحتكاك مع باقي زملائه في الدراسة، وهذا الشيء لن يكتمل في ظل الأوضاع الحالية في جامعة الكويت، حيث يندر فيها وجود المكان المناسب لتجمع الزملاء، ومثل هذه الاماكن وغيرها من وسائل الترفيه المفيدة مطلب جميع الطلاب والطالبات في جامعتنا.