أبناء الشخصيات البارزة ثقافياً أو سياسياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً، هل يحملون رسالة مماثلة لرسالة آبائهم أو أمهاتهم وللبيوت التي نشأوا فيها؟ أين يتشبهون وأين يستقلون؟ وكيف يرون المستقبل؟ الواقع؟ هذا ما نحاول تلمّسه مع عادل علي عسيران 18 عاماً، طالب في السنة الثالثة "ثانوية عامة"، فرع الرياضيات. ما هي هواياتك؟ - سماع الموسيقى على أنواعها، الرسم والتلوين وكل ما يتعلق بمجال الفن، كذلك الرياضة. وأهوى أيضاً علم الرياضيات. هذه الأيام بدأت أنشغل بالكومبيوتر خصوصاً أني دخلت الى عالم الانترنت. ماذا تتابع على الأنترنت؟ ألا تعتبرها وسيلة لهو؟ - أهتم بأبواب كثيرة، لكني إجمالاً أحاول الاستفادة من المواقع التي تحوي معلومات تساعدني في دراستي، بالنسبة للهو كل شيء ممكن أن يسببه كالتلفزيون مثلاً، ومن يريد الاستفادة عليه ألا يضيع وقته في السخافات بل متابعة آخر ما توصل اليه العلم. هل تكتب الشعر؟ - بالعربية لم أحاول، لكن، لدي محاولات سابقة باللغة الإنكليزية. لمن تقرأ؟ - تتركز قراءاتي حول المسرح والرواية: شكسبير، برنارد شو. إضافة الى الأدب العربي: "جبران، ميخائيل نعيمة. والكتابات الشعرية: سعيد عقل، نزار قباني. ما هو مجال الدراسة الذي تتطلع اليه؟ - في البداية أرغب بدراسة الرياضيات، ومن ثم العلوم الاقتصادية كاختصاص نهائي. أركز على الرياضيات بداية لأنها أساس لعلم الاقتصاد الذي أحبه وأشعر أنه يفتح أمامي مجالات متعددة للعمل، علماً بأنني أطمح أن أدخل عالم المال من بابه الواسع وأحلم أن أكون يوماً حاكماً للمصرف المركزي. ما هو الدور الذي يلعبه والدك من ناحية اختيار مجال الاختصاص؟ - الاختيار الأساس يعود إليّ لجهة دراسة العلوم الاقتصادية، لكن الوالد يوجهني لدراسة الرياضيات قبلها، لأن أساس الاقتصاد هو الرياضيات كما ذكرت، كذلك فإنها تسهل أمامي الدراسة، وتؤسس لإنسان متعمق في مجاله. أنت ابن عائلة سياسية عريقة "جدك من زعماء الاستقلال" وأبوك نائب حالياً، هل ترى في نفسك استعداداً لاستكمال هذا الخط السياسي؟ - لا شيء يمنع، لكن ما يهمني أولاً هو متابعة اختصاصي في المجالات التي ذكرتها، وأعتبر أني أحقق نفسي بتحصيلها، بعدها ممكن أن أدخل عالم السياسة الذي أحبه، لكن لا يمكنني تحديد وقت لدخولي هذا المعترك، بل أترك الأمر للزمن وأعطي القضية وقتها الكافي وقد تلعب الظروف دوراً ما. ماذا أخذت من علي عسيران؟ وبم تشبهه؟ - هو والدي الذي أحب، علمني كيف أجعل الناس تحترمني، أن أكون إنساناً بكل ما للكلمة من معنى، أعتقد أني أشبهه بحبي للعدالة والحرية والديموقراطية ومعاملة الناس كأخوة، كذلك في حمل قضية الوطن وجعلها فوق كل اعتبار. هل تلعب والدتك دوراً في حياتك؟ بمقدار دور والدك؟ - أمي هي المشجع الأول، استشيرها في جميع أموري، تساعدني على اتخاذ القرارات، كذلك أستفيد من حكمتها ونظرتها للأمور. وهي تعطيني الحنان والأمان والراحة، وتسهر على توجيهي وحل مشكلاتي. كذلك والدي يلعب دوراً مهماً يتعلق أكثر بالشق الخارجي من حياتي: علاقاتي. لذلك أشعر أنهما يتقاسمان الأدوار في شكل عادل. ما رأيك بتوارث السياسة، ابن النائب نائب - ابن الوزير وزير؟ - هذا الكلام ليس خاطئاً، شرط أن تُترَك للأبناء حرية الاختيار، لا أن يدخلوا المجال السياسي بناءً لرغبة أهلهم فقط وهذا ينطبق على جميع المجالات. يجب أن تكون لدى الإنسان مؤهلات تخوله الدخول في أي مجال عمل وإلا لن يجد الراحة ولن ينجح. وعلى الإنسان أن يوجه حياته بإرادته، وأن يأخذ القرار بنفسه في هكذا أمور. هل تشعر أن انشغال الوالد بالسياسة، لا يمكنه من إعطاء الوقت الكافي لمعالجة مشكلاتك؟ - أبداً لأن السياسي مثل أي شخص آخر يعمل، أو عنده مشاغل، يجب أن يخصص الوقت اللازم للعائلة مهما كانت الظروف، والدي بقربي دائماً أستشيره في جميع مشكلاتي، أحياناً نتهاتف إذا لم أتمكن من رؤيته، وأحياناً نلتقي إلى الغداء، وهو يومياً يكون بقربي في المساء، وأعتقد أن أعمار اخوتي الصغيرة نسبياً تلزمه البقاء قريباً، حيث أنهم يحتاجون أكثر مني للرعاية والتوجيه. هل لك صداقات من خارج مستواك الاجتماعي؟ أم أن هناك حواجز تشعر أنه لا يمكنك تخطيها؟ - ما يهمني في علاقاتي أن يكون الشخص جيداً وطيباً وإنساناً، بغض النظر عن موقعه الاجتماعي والطبقة التي ينتمي اليها، فهذا لا يعنيني، والدليل أن لي صداقات مع جميع الفئات التي يتعامل معها والدي. وللأسف أن هناك أناساً من طبقات عالية لكنهم عديمو الثقافة ويقتلهم الغرور، وهذا ما يزعجني وما أحاول دائماً الابتعاد عنه. أحب أن أكون صديقاً لكل الناس، كذلك أحب التعارف، الانترنت ساعدني كثيراً على ذلك. لمن يريد الاتصال للتعارف هذا هو رقمي: Salem o a Cyberia. net. Ib