أكد رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير فاروق القدومي أبو اللطف أن العلاقات الأردنية - الفلسطينية ستبقى مميزة بعد رحيل الملك حسين، ونفى وجود مؤامرة على السلطة الوطنية الفلسطينية، مؤكداً أن زيارة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إلى دمشق ما تزال مؤجلة. وقال في تصريحات أدلى بها ل "الحياة" في تونس أمس إن العلاقات الفلسطينية - الأردنية "تستند إلى قرارات المجلس الوطني في جميع دوراته وعززتها التجربة المعززة بالوحدة بين الضفتين الشرقية والغربية لسنوات طويلة". وأضاف: "هناك ترابط مصيري بين الأردنيين والفلسطينيين، ولذلك فأي مساس بأمن الأردن أو تهديد لاستقراره يقلقنا". وسُئل عن تصريحات الرئيس عرفات ل "الحياة" في دافوس في شأن خلافته على رأس السلطة الفلسطينية، فشدد على أن الخلافة "لا تتم سوى في إطار مؤسسات منظمة التحرير بعدما يتفق عليها الجميع". وأوضح ان المجلس الوطني برلمان المنفى "هو الذي يختار أعضاء اللجنة التنفيذية التي تعتبر أعلى سلطة في المنظمة وهي تنتخب في دورها رئيسها". وأشار إلى أن قرار ترؤس عرفات السلطة الفلسطينية اتخذ في تونس قبل انتقال القيادة من المنفى إلى منطقة الحكم الذاتي وقبل تزكيته شعبياً في انتخابات عامة. وأضاف ان هذا الوضع موقت ولا يعكس سوى مشاركة الفلسطينيين في الضفة والقطاع، وأن جميع المؤسسات القائمة ترتدي طابعاً انتقالياً. وأكد ان زيارة عرفات إلى دمشق "ما زالت مؤجلة" في ضوء المحادثات التي أجراها أخيراً في سورية مع مسؤولين سوريين، وأوضح ان اتصالاته مع فصائل المعارضة المقيمة في دمشق لم تسفر عن تقدم في الحوار بين السلطة الفلسطينية والمعارضة. ونفى في شدة وجود مؤامرة إيرانية على السلطة الفلسطينية، وحمّل إسرائيل مسؤولية الصدامات الأخيرة بين عناصر الشرطة الفلسطينية وأعضاء في "حماس" وجناحها العسكري "كتائب عزالدين القسام". وكان رئيس الأمن الوقائي الفلسطيني العقيد جبريل الرجوب اتهم إيران بالضلوع في مؤامرة تستهدف السلطة الفلسطينية بعد موجة الاعتقالات الأخيرة في صفوف "حماس". وحض على مراجعة شاملة للمسيرة الفلسطينية "بعدما ثبتت صحة مواقف الاقلية التي رفضت الموافقة على اتفاقات أوسلو". وقال: "دخل الاخوة إلى منطقة الحكم الذاتي في إطار مغامرة أقرتها الأكثرية في المجلس المركزي، لكن بعد المأزق الحالي ومحاصرة السلطة من كل جانب ينبغي اجراء مراجعة نقدية من القيادات الفلسطينية بجميع فصائلها للمسار السلمي". ورأى أن الفرق بين الأحزاب الإسرائيلية المتنافسة في الانتخابات المقبلة "يقتصر على الصيغ التي تطرح فيها الأحزاب برامجها وهي تتفق على رفض الانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران يونيو العام 1967 ومعارضة عودة اللاجئين بعد حرب العام 1967 والنازحين بعد حرب العام 1948، وهكذا فهي ترفض جميعاً الأسس التي قامت عليها المسيرة السلمية". وأكد ان الإقدام على إعلان الدولة الفلسطينية في الرابع من أيار مايو المقبل طبقاً لاتفاقات أوسلو يحتاج لدعم عربي ودولي لردع إسرائيل عن اتخاذ اجراء معاكس. وتوقع ان يحصل صدام بين السلطة والقوات الإسرائيلية "إذا لم تتوافر الشروط الضرورية لملء الفراغ بعد انتهاء فترة السنوات الخمس الانتقالية التي لحظتها اتفاقات السلام". واعتبر ان "الجماهير الفلسطينية بدأت تفقد ثقتها في عملية السلام بسبب الفشل في تحقيق الأهداف المتوخاة منها".