حصيلة مؤلفات شيخ الأدب الشعبي في لبنان الأديب سلام الراسي، حتى الآن، أمدّ الله بعمره أربعة عشر كتاباً وصفها النقّاد بأنها من مخزون الأدب الشعبي الذي جمعه المؤلف وقدمه للمكتبة العربية في أظرف الحلل وأكثرها طرافة. وعندما بلغ ال86 أحيا منتدى حرمون الثقافي حفلة تكريم اتفق الخطباء فيها على "تحريض" سلام الراسي، وتشجيعه على تقديم كتاب جديد يضاف الى سلسلة الكتب التي نشرتها له "مؤسسة نوفل". وتحت عنوان "من كل وادي عصا" أصدر الراسي كتابه الأخير الذي يضم مختارات من الأقوال، وحكايات لها أبطال بينهم: لويس الحاج، الشيخ نجيب علم الدين، الدكتور نقولا فياض، فرح أنطون، الشيخ عبدالله العلايلي، ميشال أبو جودة، عبدالله القصيمي، أمين الريحاني، أميل بستاني، خالد بكداش، سعيد تقي الدين، عجاج المهتار، سعيد عقل، ميخائيل نعيمة، أسد رستم. واختار الراسي شخصية السفير الراحل فريد حبيب ليروي نبذة عن دوره الاستثنائي يوم عُين قائمقاماً في مرجعيون عام 1939. وروى بأسلوبه المشوق حكاية الصراع الفرنسي عبر حكومة فيشي ضد القوات البريطانية، وكيف نجح فريد حبيب في إنقاذ الاهلين وتحييد القرى من مسرح المعارك الضارية. واختار المؤلف بعض الأحاديث ليثبت قناعاته، بينها حديثه مع المؤرخ أسد رستم الذي رسم له صورة سياسية عن الشعب اللبناني مفادها: هذا الشعب، مثله مثل سائر شعوب الشرق الأوسط، لا يحكم إلا بملك أو أمير أو حاكم عسكري وفقاً لقول الشيخ جمال الدين الأفغاني القائل "لا يصلح الشرق إلا حاكم مستبد عادل". ومن أمتع مؤلفات الراسي: من الزوايا خبايا، حكي قرايا وحكي سرايا، الناس بالناس، وشيح بريح ... وقد راجت شعبياً، نظراً الى ظرفها وسلاسة اسلوب كاتبها الذي يجمع إلى الفصحى نكهة العامية اللطيفة