- 1 - ... وماذا إذا طرْتُ؟ سوف يصير انتظاريَ أصعبَ، لن يجريَ الوقتُ فوق المحيطِ، سيغدو كسيحاً كرجليَّ إذْ تجثمان أمامي مكبَّلتيْنِ وصاغرتيْنِ، ألا لعن الله من صمَّم الطائراتِ ولم ينتبهْ للمسافات بين المقاعدِ، من كان؟ كم طولُهُ؟ من أبوهُ، ومن أمُّهُ؟ ليتني أتفرَّغُ فوق المحيط لخوفي من الطيران، وأنسى المشقّاتِ في جلستي وأنا لستُ أطولَ من لاعبي كرةِ السلَّةِ، اعترضوا أيّها اللاعبون، عسانا نُخفِّفُ أهوال بعض الصناعاتِ، ما أجمل الخوف فوق المحيط، إذا كان لي أنْ أُمدِّدَ رِجْلَيّ - 2 - بهذا، ببعض الهموم وبعض الأماني، أُداعبُ وقتي هنا في المطار الكئيب، أداعبُ وقتي. ولكنّه مُثْقَلٌ جامدٌ كالغيوم التي أطبقتْ في الفضاء القريب، وألقتْ على الأرض أطرافها أتطلَّعُ عبْر الزجاج السميك، فلا أُبصر الضوءَ، ضوءَ الصباح، إذنْ، أيّ شمسٍ ستوقظ ليلَ الرهينةِ؟ أيّ انتظارْ؟ تُرى، كيف لي أنْ أُبدِّدَ هذا النهارْ؟ - 3 - الى أين يتّجهُ الراحلون؟ ومن أين ينبثقُ القادمون؟ هُمُ العابرون الذين يمرّون، لا يُبطئون ولا ينحنون، يمرّون في سرعةٍ، وأنا القادمُ الراحلُ العابرُ المنتظِرْ لا أرى في الشتاء سوى ضحكة العابرين، التي تتّقي خوفيَ المنْهَمِرْ الى أين أمضي إذنْ؟ والمحطّاتُ تُنكرني دائماً كيف أمضي؟ وليس هنالك إلا الظلالُ التي خيَّبتْني سيُنكرني حين أخطو هنالك ضوءُ النجومِ، وضوءُ الشوارعِ، والشجرُ المتكاثِفُ، والطيْرُ في جوِّهِ المتلبِّدِ، والنهرُ، خيْطُ البحيْراتِ، والزرقةُ المدْلهمّةُ عند الغروبِ، ولكنْ، لعلّي هنالك أُنكِرُ ليل الدروب، وأُنْكِرُ وجْه المياه، وأدعو النجوم لتومض كالشكِّ في خطوتي - 4 - يطول انتظاري، وماذا إذا طرتُ؟ سوف يصير انتظاريَ أطولَ، ما أجمل الخوف فوق المحيط، إذا كان لي أنْ أُمدِّدَ رِجليّ