القدس المحتلة - أ ب - بدت 15 الف وثيقة جمعها جهاز الاستخبارات السوفياتي "كي جي بي" قبل 22 سنة لادانة ناتان تشارانسكي وزير التجارة الاسرائيلي حالياً بالتجسس اشبه بسجل قصاصات عائلي عندما سُمح له بتصفحها في موسكو الاسبوع الجاري. وقال ان الكثير من المواد مضجرة، لكن بعض الصفحات تضمن شهادات ادانة ادلى بها اصدقاء عدة ومنشقون من رفاقه بعدما تعرضوا الى الابتزاز على ايدي "كي جي بي". وكان تشارانسكي امضى 9 سنوات في معسكرات اشغال شاقة سوفياتية قبل اطلاقه في صفقة لمبادلة سجناء عام 1986. وصرح تشارانسكي 51 عاماً في مقابلة اُجريت معه في مكتبه بعد عودته من موسكو بان العرض الذي تلقاه للاطلاع على الملفات جاء من فلاديمير بوتين رئىس "جهاز الامن الفيديرالي" الذي خلف "كي جي بي". وكان الاثنان يحضران اجتماعاً الاسبوع الجاري في لوبيانكا، المقر السابق ل "كي جي بي، للتباحث في مخاوف اسرائيل من نقل تكنولوجيا عسكرية روسية الى ايران. وعاد تشارانسكي في اليوم التالي للاطلاع على بقية الملفات، ولاحظ، مستمتعاً بسخرية الاقدار، انه كان يراجع سجلات الماضي في المكتب القديم ليوري اندروبوف الرئىس السابق لجهاز الاستخبارات السوفياتي الذي تولى حينها الاشراف على ملاحقته. واضاف انه جلب معه صورة له وهو يراجع الملفات في مكتب اندروبوف. وقال ان معظم ما قرأه كان مألوفاً. وكان تشارانسكي يتولى في ذلك الحين التنسيق بين الناشطين في مجال حقوق الانسان والهجرة اليهودية، كما كان ناطقاً معروفاً. وتضمنت الملفات معلومات مفصلة عن المراسلين الاجانب من اصدقائه. لكن بعضها زُيّف ليتماشى مع خيالات "كي جي بي". وقال تشارانسكي انه كان واضحاً انه حتى المحققين لم يكونوا مقتنعين بانه جاسوس يعمل لمصلحة وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي أي". وهي التهمة التي حكم بسببها عليه بالسجن 13 سنة عام 1977. لكن ال "كي جي بي" بدا مقتنعاً بان جماعة تشارانسكي كانت مسؤولة بشكل مباشر عن السياسات الاكثر تشدداً التي تبنتها واشنطن تجاه السوفيات. واضاف: "بدا كل شيء مصطنعاً تماماً. كان عليهم ان يحولوا نشاطنا العادي في مجال حقوق الانسان الى مؤامرة ... كانت بعض الاشياء مضحكة فعلاً". وزاد: "أسفت حقاً لان اندروبوف لم يستطع ان يعود للحظة من قبره ليرى هذا كله".