شن رئيس الوزراء التركي بولند اجاويد امس حملة جديدة على اليونان، وقال ان سلوكها في قضية الزعيم الكردي عبدالله أوجلان "لا يغتفر". فيما اتهمت الفتيات الثلاث مساعدات أوجلان اللواتي لجأن الى اليونان اثينا بخيانته وقلن انهن، والشعب الكردي، لن ينسين انها سلمت اوجلان الى تركيا. واستمرت أمس تظاهرات الأكراد في العواصم الأوروبية وفي المدن التركية احتجاجاً على اعتقال أوجلان. فيما اعلنت محاميته ان المحكمة الأوروبية اقرت وثائق الدعوى التي رفعتها مع محامين آخرين ضد الحكومة التركية وتتهم فيها انقرة بسوء معاملة الزعيم الكردي. ونقلت وكالة انباء "الأناضول" عن اجاويد قوله في بيان اذاعه امس ان قرار اثينا منح ثلاث من مساعدات اوجلان حق اللجوء السياسي دليل آخر على ضلوعها في ايواء الارهابيين. وأضاف ان "هذا السلوك لا يغتفر فقد اصبحت اليونان مأوى ومركزاً لتدريب الارهابيين وتحريضهم من اجل تقسيم تركيا. هذه جريمة ضد الانسانية". من جهتها قالت احدى مساعدات أوجلان اللواتي لجأن الى اثينا ان دور اليونان في تسليم اوجلان الى تركيا لن ينساه الشعب الكردي. وقالت ديلان شمش كيليتش في مؤتمر صحافي عقدته امس في اثينا "لن ننسى مطلقا أن رسميين يونانيين سلموا زعيمنا". وأضافت انها ورفيقتيها حاولتا اقناع أوجلان بتغيير رأيه والبقاء في السفارة اليونانية لكن وزير الخارجية اليوناني الذي عزل من منصبه بسبب هذه القضية "أكد لنا ان أوجلان سوف ينقل الى أوروبا". جرحى في اسطنبول من جهة اخرى، جرح ثلاثة اشخاص في هجوم بالقنابل اليدوية على مقهى في اسطنبول ليل الجمعة الماضي في ما يبدو احتجاجاً على اعتقال الزعيم الكردي. وحسب وكالة انباء "الأناضول" شبه الرسمية القى مجهول قنبلتين داخل مقهى "هارفرد" في ضاحية ايتلير الراقية من القسم الأوروبي من المدينة ما ادى الى جرح فتاتين وشاب في المقهى، وتم نقلهم الى المستشفى. وأضافت الوكالة ان المهاجم لاذ بالفرار في سيارة بعدما اطلق النار. وفي القسم الآسيوي من اسطنبول القيت قنابل كوكتيل مولوتوف على ثلاثة بنوك ما ادى الى اشتعال النار فيها. وفي برلين اعلنت الشرطة وفاة كردي صباح امس متأثراً بجروح اصيب بها في 17 شباط فبراير في فناء القنصلية الاسرائيلية اثناء تظاهرة قتلت خلالها الاجهزة الامنية الاسرائيلية ثلاثة أكراد. وأوضحت الشرطة في بيان ان الشاب الكردي 26 عاماً توفي متأثراً بپ"اصابته بالرصاص". وفي باريس تظاهر حوالى الف كردي بعد ظهر امس مطالبين بالافراج عن أوجلان. ورفع المتظاهرون اعلاماً كردية ولافتات وصوراً للزعيم الكردي المعتقل ورددوا "افرجوا عن أوجلان" و"تضامنا مع عبدالله اوجلان". واحتل النساء والاطفاء الصفوف الامامية من التظاهرة وحملوا صور أوجلان. ودعا اتحاد الجمعيات الكردية في فرنسا لتنظيم هذه التظاهرة ودعمها عدد من الجمعيات الفرنسية. وفي ستراسبورغ امهلت المحكمة الأوروبية لحقوق الانسان، الحكومة التركية حتى الثامن من آذار مارس المقبل لتقديم الوثائق التعلقة بمحاكمة أوجلان. وقالت بريتا بويلر، محامية أوجلان ل "الحياة" ان المحكمة أقرت وثائق الدعوى التي رفعها المحامون ضد الحكومة التركية وتضمنت اتهامات بسوء معاملة موكلهم وحرمانه من حقوقه الأساسية وتعريضه لأنواع مختلفة من الضغوط والتهديدات. وأكدت بويلر ان المحكمة اتخذت في 22 شباط فبراير الجاري قرارها بالسماح بالنظر في الشكوى التي قدمتها مجموعة محامي زعيم حزب العمال ضد انقرة. وشددت في تصريحها الى "الحياة" على ان ثمة اشارات قوية الى ان أوجلان "واقع تحت تأثير مخدرات وعقاقير غير معروفة تجعله غير قادر على التماسك وتضعف مقدرته على الكلام وتناول الطعام". ودعت بويلر المجتمع الدولي الى التحرك لتأمين محاكمة عادلة لأوجلان، ووجهت دعوة خاصة الى الدول العربية وإيران "للعمل على اقناع الحكومة التركية بالأبعاد الخطيرة للنهج الذي اعتمدته حتى الآن في تعاملها مع القضية الكردية من خلال ابرز ممثليها أوجلان.