تسود مدينة خانيونس ومخيمها، حالة من التوتر الشديد في اعقاب كشف هوية منفذ جريمة اغتصاب طفل في الخامسة من عمره. وجرت امس مسيرة جماهيرية حاشدة انطلقت من "الحارة" التي تقطنها عائلة الطفل المغتصب سائد إياد أبو شمالة في مخيم خانيونس للاجئين، وجابت شوارع المدينة احتجاجاً على هذه الجريمة. وردد المواطنون هتافات عبرت عن سخطهم واستيائهم، وطالبوا السلطة الفلسطينية بإعدام الجاني. وكان مقرراً ان تعقد المحكمة العسكرية جلسة لها في تمام الساعة الثامنة من مساء امس للنظر في القضية ضد المتهم بجريمة الاغتصاب أحمد أبو مصطفى 50 عاماً الذي يعمل في القوات الحدودية برتبة عقيد. وعملت القوى الوطنية والاسلامية ووجهاء مدينة خانيوس على احتواء آثار الجريمة التي هزت قطاع غزة، خوفاً من اندلاع أحداث عنف بين عائلتي الجاني والمجني عليه، وبين الجماهير الغاضبة ورجال الشرطة الفلسطينية. وكان مقرراً ان يُعقد لقاء يحضره وجهاء المدينة في بلدية خانيونس مساء امس، فيما أعلنت عائلة أبو مصطفى براءتها من الجاني في الصحف المحلية أمس. تفاصيل الجريمة ووقعت الجريمة ظهر الجمعة الماضي عندما كان الطفل يسير قرب منزله في مخيم خانيونس، اذ اقترب منه المتهم بسيارته البيضاء وضربه وأجبره على الصعود الى السيارة. وتوجه إلى مرآب في شارع المدينة قرب حي الأمل حيث اغتصبه قبل ان يعيده الى المكان الذي خطفه منه. وقال والد الطفل انه لا حظ ان ابنه يعاني من وضع صحي متردٍ، وعند سؤاله أخبره بما حدث معه، ففحص الأب طفله بنفسه، وسعى جاهداً بصحبة ابنه الى التعرف على مكان الجريمة من دون جدوى. ولم يقم بإبلاغ الشرطة لاعتقاده ان هذه الجريمة تمس شرف العائلة، إلا أنه غادر بعد يومين وأبلغ الشرطة التي استجوبت الطفل وعرضته على الطبيب الشرعي الذي أكد وقوع الاغتصاب. وتعرف الطفل على مكان الحادث بعد يومين من البحث في شوارع المدينة وأحيائها وأزقتها كافة. وحتى يتأكد والد الطفل من أن طفله تعرف على المكان فعلاً، طلب منه ان يخبره بالموجودات داخل المرآب. وبعد دقائق حضر العقيد المتهم ليضع سيارته في المرآب، فتعرف عليه الطفل. وعلم في وقت لاحق ان الاستخبارات العسكرية اعتقلت الجاني واستدعت الطفل الذي تعرف عليه من خلال "طابور تشخيص" ثلاث مرات. وأصدرت عائلة أبو شمالة بياناً صحافياً استنكرت فيه الجريمة وطالبت السلطة والرئيس ياسر عرفات بتنفيذ عقوبة الاعدام بحق المتهم. كذلك أصدر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان بياناً صحافياً امس دعا فيه السلطة الى تقديم الجاني الى محاكمة علنية، وإعمال القانون بحقه من دون تأخير. ممارسات سابقة وقالت مصادر موثوقة ان هذه الجريمة ليست الأولى التي يرتكبها المتهم، مشيرين الى انه سبق ان اغتصب طفلاً، وكذلك احدى قريباته المحرمات شرعاً. يُذكر ان والد المجني عليه كان أحد أبرز ناشطي الانتفاضة في سنواتها الأخيرة، وعمل في مجموعات "أحمد أبو الريش"، أحد أذرع حركة "فتح" العسكرية، وقُطعت أصابع احدى يديه وأصيب على يد جنود الاحتلال، وسمى ابنه سائداً تيمناً بأحد شهداء الانتفاضة.