أكد المدير العام لقوى الامن الداخلي اللبناني اللواء عبدالكريم ابراهيم ان لبنان "اصبح بلداً شبه نظيف" من المخدرات زراعة وتصنيعاً. وأضاف ان "الحشيشة والخشخاش لم يعودا يزرعان في اراضيه ومخزون الحشيشة المكون من الاعوام السابقة تلف بعامل مرور الزمن اضافة الى ما ضبطه وأتلفه مكتب مكافحة المخدرات، ومخزون الافيون ضئيل ولا يستطيع احد من التجار التصرف به بحرية، وأكبر دليل انعدام تسجيل اي عملية ضبط للحشيشة او الهيرويين مهربة من لبنان في اي دولة من دول العالم". وفي مؤتمر صحافي عقد في بيت الاممالمتحدة، امس، لإعلان التقرير السنوي للهيئة الدولية لمراقبة المخدرات، اوضح ابراهيم ان معلومات الاجهزة الامنية عن عمليات تهريب "قد تتم بكميات ضئيلة لا تتجاوز المئة غرام ونحن في صدد ملاحقتها اضافة الى ما يتم ادخاله الى لبنان وبكميات ضئيلة ونادرة من مادة الهيرويين والافيون عبر تركيا وسورية". وأضاف "اما مادة الكوكايين التي كانت تستورد من دول أميركا اللاتينية بمعدل 500 كلغ سنوياً فأصبحت تدخل لبنان بكميات ضئيلة، بواسطة البلح او الخوابير او البريد السريع او على اجساد المسافرين الوافدين من تلك الدول. اما بقية المواد ولا سيما المؤثرات العقلية والمستحضرات الطبية الممنوعة فهي غير معروفة في لبنان". وفي المقابل اعترف ابراهيم بأن لبنان "وإن نجح في القضاء على زراعة النباتات المخدرة في ارضه، لم ينجح في اجتثاث هذه الفكرة من رؤوس المزراعين الفقراء وجميع الذين كانت زراعة النباتات المخدرة تشكل لهم مصدر رزق". ولفت الى عدم وفاء المجتمع الدولي بالتزاماته ولا سيما توقف تنفيذ المرحلة الثالثة من مشروع الزراعات البديلة والذي تقدر قيمته ب35 مليون دولار تصرف على حفر آبار ومشاريع زراعية وشق طرق زراعية. واعتبر ان "اقفال مكتب البرنامج الدولي لمكافحة المخدرات في بيروت يعيق جهود الحكومة اللبنانية في مجال المكافحة". وبعدما عرض جدولاً بعمليات الضبط والاتلاف للمواد المخدرة في لبنان منذ العام 1994، قال "خلال العام 1997 لم يتم اكتشاف زراعات ممنوعة وأتلفت في العام 1998 مساحة 23.3 مليون متر مربع مزروعة حشيشة وألفي متر مربع خشخاشاً". واذ ابدى تقرير الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات عن العام 1998 قلقه حيال عدم اعتماد عدد كبير من بلدان غرب آسيا تدابير فاعلة لمحاربة غسل الاموال وخصوصاً البلدان التي ترتفع فيها معدلات فوائد الاستثمار وتزداد احتمالات استغلالها في غسل الاموال مثل اسرائيل ولبنان وعدد من بلدان الخليج، اوضح ابراهيم ان "لبنان يعمل على ازالة هذا القلق لكن الغاء السرية المصرفية قد يؤذي مجالات كثيرة في قطاع المال". وكان ممثل برنامج الاممالمتحدة غوالتييرو فولكيري تلا رسالة رئيس الهيئة الدولية حميد القدسي عن التقرير. وأوضح رداً على سؤال يتعلق بتأخر استكمال برنامج الزراعات البديلة ان "زراعة المخدرات كانت تعود على اصحابها بالاموال الكثيرة ولا يمكن تأمين مثل هذا المردود المالي للمزارعين، وما يحصل محاولات لجعلهم يجنون نتاجاً محدوداً... ولا تتوقعوا النتائج غداً".