تسلم رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود امس رسالة من نظيره العراقي صدام حسين، نقلها الىه وزير الخارجية العراقية محمد سعيد الصحاف الذي يزور بيروت من ضمن جولة عربية لشرح موقف بلاده من مسألة العقوبات الدولية المفروضة عليها. وكان يفترض ان يزور الصحاف ايضاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري، فاعتذر الاخير عن عدم استقباله "بسبب انشغالاته" التي لم يوضح طبيعتها، الا ان اوساطاً نيابية لم تستبعد ان يكون الاعتذار مرتبطاً باغتيال المرجع الشيعي آية الله محمد صادق الصدر ونجليه قبل ايام في العراق. وكان الصحاف الذي وصل ليل اول من امس الى بيروت، آتياً من دمشق، وصف اغتيال الصدر ب"الفاجعة". وسئل عن الجهة التي اغتالته، اجاب "لا نستطيع استباق الامور، وانما اياً تكن هذه الجهة، داخلية ام خارجية، فالجريمة بشعة". ومن المقرر ان يلتقي الصحاف رئيس الحكومة سليم الحص الذي عاد مساء امس من القاهرة، على ان يعقد الثالثة بعد ظهر اليوم مؤتمراً صحافياً في أوتيل "بريستول" قبل مغادرته بيروت. الى ذلك، سئل السفير الاميركي في لبنان ديفيد ساترفيلد، خلال جولة امس على عكار، عن طلب الحكومة الاميركية من لبنان عدم استقبال الصحاف، اجاب "اننا نقوم بواجبنا في هذا المجال لتبيان اعمال العراق العدوانية وعدم تطبيقه القرارات الدولية خصوصاً ان التهديدات العراقية لا تزال مستمرة لبعض الدول المحيطة، الكويت والسعودية، وما نقوم به هو لمصلحة المنطقة ككل". وفي مقابل اعتذار بري عن عدم استقبال الصحاف، اجتمع النائب محمد عبدالحميد بيضون من كتلة بري في مبنى البرلمان مع وفد من ابناء الجالية العراقية المعارضين المقيمين في لبنان، عرض له ما يعانيه الشعب العراقي. وأوضح الوفد ان "عملية اغتيال الصدر وولديه تأتي في اطار مشروع منظم من النظام العراقي للقضاء على المعارضة العراقية". وعن اتهامات بغداد للولايات المتحدة بتنفيذ الاغتيال لإثارة الفتن في العراق، اوضح المتحدث باسم الوفد محمد مهدي الصدر ان "عملية الاغتيال نفذت في منطقة عراقية تقع تحت اشراف السلطات العراقية ولا وجود اجنبياً فيها". وفي مؤتمر صحافي في البرلمان، طالب النائب عبدالله قصير "حزب الله" المسؤولين اللبنانيين بأن "يثيروا مع الصحاف قضية ثمانية لبنانيين معتقلين في العراق منذ سنوات هم: العلاّمة الشيخ علي جعفر ونجله ابراهيم والشيخ طالب الخليل وهادي ومهدي مفيد الفقيه وصادق محمد رضا الفقيه وريان جلول ومحمد أحمد الخليل"، داعياً الى "مطالبة السلطات العراقية بإطلاقهم واعادتهم الى عائلاتهم". كذلك طالبت لجنة الشؤون الخارجية النيابية المسؤولين بإثارة هذا الموضوع مع الصحاف.