ارتبطت حلقات الرقص على موسيقى "الرانغو" بأصحاب البشرة السمراء في مصر من ابناء النوبة وذوي الجذور السودانية ولكن اصبح لهذا الفن التراثي رواده من اصحاب البشرة البيضاء، والذين ينافسون اصحاب هذا الفن رقصاتهم المجهدة والسريعة والصاخبة والتي تتطلب مجهوداً كبيراً للاستمرار فيها. ومن يشاهد حلقات رقص "الرانغو"- لاسيما تلك التي تقام في افراح ابناء النوبة وغيرهم- يشعر انه يحضر احد احتفالات اعراس افريقيا. ورغم بساطة آلة الرانغو الا ان موسيقاها صاخبة وسريعة، وكلما زادت دقات الرانغو زاد معها ايقاع الراقصين والراقصات. وآلة "الرانغو" عبارة عن مجموعة من الطبل مصنوعة من القرع، والخشب الزان، وعادة تتكون هذه الآلة من خمس وحدات قد تزيد الى عشر في حالة العازف المتمكن. وقد وصل الرانغو مصر في العشرينات من هذا القرن. وكان الملك فاروق يولي اهتماماً خاصاً. وبرع في هذا الفن عدد من العازفين المصريين، وكان اولهم حسين لقمان يعقوب. ويقول حسن برجموه- احد القليلين جدا في مصر ممن يمتلكون آلة الرانغو ويعزف عليها، ان الرقص على الرانغو لا يحتاج الى آلة موسيقية مصاحبة له، لكنه يحتاج فقط الى ايقاعات بسيطة مثل "الشخليل" والطبلة وبعض الدفوف لتقوية صوت آلة "الرانغو" ويردد الجميع الاغنيات التي تشتهر بها النوبة. وعن كيفية العزف على آلة الرانغو، يقول برجموه إن العازف على هذه الآلة الحساسة يجب ان يمتلك دقة ومهارة خاصة، اذ ان الآلة مصنوعة من ورق دقيق جدا وتستخدم للدق فوقها اربع عصي يمسكها العازف بيديه، وتعزف كل عصا منها نغمة منفردة، عن الاخرى. وعن كيفية تصنيع الآلة يقول إنها تصنع يدوياً، لكن صناعتها تتطلب فهماً دقيقاً ومفصلاً لفن الرانغو، ما جعل عدد الافراد العازفين عليها معدوداً على الأصابع رغم جمهورها الكبير. وعن طقوس حفلات "الرانغو" يقول حسن برمجوه انها تبدأ بصياح "رانغو.. رانغو"، ويكون الراقصون من الجنسين الذين يشكلون حلقة ويجلس بينهم عازف الرانغو وعازفا الايقاع. ويزيد من حماسة الراقصين مشاركة عدد من اعضاء الفرقة الموسيقية لهم الرقص بالملابس الافريقية، وهي عبارة عن حزام يوضع على منطقة الوسط للرجال، ويتدلى منه ريش الحيوانات المطعم بأنيابها واسنانها فتصدر اصواتاً خاصة تزيد من جو الإثارة الذي لا تخلو منه رقصات الرانغو. ويقول برمجوه إن الفرقه تقدم عروضاً في مصاحبة فرقة "الطنبوره" - وهي ايضا من الفنون التلقائية، مشيرا الى انه سافر غير مرة للخارج لتقديم عروض الرانغو في دول اوروبية عدة، كما قدم عددا من العروض في دار الاوبرا المصرية، بالاضافة الى المشاركة في احتفالات منطقة القناة بأعياد سيناء.