تسلمت الامانة العامة للامم المتحدة رداً خطياً من وزير خارجية ليبيا السيد عمر المنتصر تضمن الاستفسارات الشفوية التي نقلها السفير ابو زيد دورده الى الامين العام كوفي أنان في شأن الاجراءات والتفاهمات المعنية بمثول المواطنين الليبيين المشتبه بتورطهما في تفجير طائرة "بان اميركان" فوق لوكربي امام المحكمة، وما يترتب عليه من "تجميد" ثم "رفع" للعقوبات المفروضة على ليبيا. واكدت مصادر الامانة العامة انها تنوي التقدم بالايضاحات المطلوبة من ليبيا، ومعظمها يتعلق بناحية العقوبات. وقالت مصادر اخرى في الامانة العامة ان الامين العام يعتزم تقديم تقرير الى مجلس الامن قبل يوم الجمعة، موعد المراجعة الدورية للعقوبات المفروضة على ليبيا، يتضمن نتيجة الجهود المبذولة. وحددت الولاياتالمتحدة يوم الجمعة، 26 الشهر الجاري، موعداً نهائياً لتجاوب ليبيا بالكامل مع جهود مثول المواطنين الليبيين امام المحكمة في لاهاي بموجب القضاء الاسكتلندي. وانذرت بأنها تنوي التقدم باقتراحات في مجلس الامن هدفها تعزيز وتوسيع نظام العقوبات المفروضة على ليبيا اذا فشلت طرابلس في التجاوب او ماطلت عبر عملية الاستفسارات. وتباين تقويم الامانة العامة بين التفاؤل بحل القضايا العالقة قبل يوم الجمعة، والتمكن من معالجة هذه القضايا حتى يوم 26 الجاري، والتشاؤم من سقوط الجهود على المسائل المعلقة، وابرزها يتعلق بضمانات واجراءات "رفع" العقوبات، وذلك بسبب قلق ليبيا من "اجندة خفية" لدى الولاياتالمتحدة تؤدي بها الى اعادة فرض العقوبات تحت ذريعة او اخرى. وتريد طرابلس التأكد من ان واشنطن ولندن لن تعترضا على "رفع" العقوبات عندما يقدم الامين العام تقريره الى مجلس الامن في غضون 90 يوماً من "تعليقها". فحسب التفاهمات، يتم "تعليق" العقوبات لدى وصول المواطنين الليبيين الى لاهاي للمثول امام المحكمة. والخلاف يتعلق بپ"الرفع" الكامل للعقوبات وليس بتعليقها. وتعتبر الولاياتالمتحدة وبريطانيا ان اعادة فرض العقوبات بعد تعليقها شبه مستحيل بسبب ما تتطلبه اعادة فرض العقوبات من قرار رسمي يصدر عن مجلس الأمن، يتطلب بدوره دعم 9 دول وعدم استخدام اي من الدول الخمس دائمة العضوية حق النقض. اما ليبيا فترى ان الاشارة الى الصعوبة الموضوعية لاعادة تفعيل العقوبات لا يضمن لها عدم اعتراض الولاياتالمتحدة وبريطانيا على رفع العقوبات بحجة ان طرابلس لم تف بكل المطالب الواردة في القرارات، او ان التعويضات لأسر الضحايا لم تسدد، او ان هناك شكوكاً بدعم ليبيا للارهاب. لكن واشنطن لا تريد الالتزام بأكثر من "تعليق" العقوبات والاستشهاد بأن استحالة اعادة فرضها هو "ضمان الامر الواقع". وعلمت "الحياة" ان الأمين العام ينوي اجراء لقاء اثناء وجوده اليوم او غداً في واشنطن مع كل من مبعوث رئيس جنوب افريقيا نلسون مانديلا جاكس غيرويل، ومبعوث المملكة العربية السعودية سفير المملكة لدى واشنطن الأمير بندر بن سلطان اللذين يقومان بمساع حميدة لتسهيل حل ازمة لوكربي.