الكتاب: فن العطاء في القانون والأدب والتراث المؤلف: القاضي انطوان الشدياق الناشر: شركة الطبع والنشر اللبنانية من المتعذر على القارئ تحديد المضمون الاساسي الذي يتألف منه كتاب القاضي اللبناني انطوان الشدياق. انه كتاب جامع يضم في صفحاته المئتين شيئاً من القانون، وشيئاً من تاريخ العدالة، وشيئاً من البحث والتحليل، وشيئاً من أدب القصة، وشيئاً من التاريخ والجغرافيا، وشيئاً من المواد الفكرية المتعلقة بجبران خليل جبران. لذلك كان من الصعب تصنيفه في قائمة الرواية، او القصة، علماً ان حكاية "مقام الست شعوانة" تندرج تحت هذا اللون الادبي. كما انه من الصعب تصنيفه في قائمة الدراسات والابحاث والاجتهادات، علماً ان الباب الاول من الكتاب المتعلق بالقانون والادب والفلسفة، يتطرق الى هذه النواحي. ويبدو ان المؤلف تنبه الى ضرورة نسج روابط بين الابحاث والمقالات بدليل انه قسّمها الى ثلاثة ابواب، فاعطى تجربته الشخصية، كقاض الباب الاول المتعلق بالقانون، مع تسجيل امثلة حية عن اختباراته، اما الباب الثاني فجعل منه الفصل المركزي الذي يشير الى عنوان الكتاب، وفيه يتحدث عن أدب جبران ومفهومه لفن العطاء، اضافة الى معلومات جديدة عن مريانا جبران، ومعلومات مكررة عن جبران ونيتشه وجبران وماري هاسكل. والطريف ان المؤلف اختار بعض المقالات لدعم وجهة نظره في المواضيع المطروحة مثل مقال الدكتور علي شلق ومقال يوسف مارون. الباب الثالث من الكتاب خصصه المؤلف للحديث باسهاب عن بلدته حدشيت شمال لبنان وعن الاسطورة التي رافقت تاريخها القديم، والشخصيات التي اطلعتها من امثال: البطريرك دانيال الحدشيتي والمقدم الشدياق فرج الحدشيتي، والبروفسور غوستافو خوري، والسناتور سركيس يونس، والاميرال انطونيو يونس فنزويلا. وفي هذا الباب يروي الكاتب قصتين او حادثتين تعتبران مادة صالحة لحكاية موسعة شبيهة بحكاية "سقوط ملاك" للشاعر الفرنسي لامارتين التي ترجمها الياس ابو شبكة. رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور اسعد دياب كتب مقدمة الكتاب واثنى على المؤلف بقوله: "القاضي الاستاذ انطوان الشدياق تأثر بجبران خليل جبران، فأحب ان يشرح حياته ومواقفه كقاض ضمن دوائر ثلاث: القاضي والقانون… القاضي وأدب جبران… القاضي والتراث. والابرز في ما تأثر به عبارة جبران المشهورة: تعطون القليل حين تعطون من مقتنياتكم، اما حين تعطون من ذاتكم تعطون حقاً. وهكذا رغب المؤلف ان يعطي من ذاته فكان هذا الكتاب الذي يزخر بابراز القيم التي نحن احوج اليها اليوم اكثر من أي يوم آخر".