اعرب الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان عن امله "بوضوح ما يحدث" لجهة مثول المواطنين الليبيين المشتبه بتورطهما في تفجير طائرة "بان اميركان" فوق لوكربي اسكوتلندا امام المحكمة في هولندا بموجب القضاء الاسكوتلندي "في غضون اسبوع". وقال ان الاممالمتحدة على اتصال مع الليبيين وكذلك مع الاميركيين والبريطانيين "ونحن في مرحلة حساسة، نجري المباحثات وافضل الا ادخل في التفاصيل". والتزم أنان بالغ الحذر في تناوله ملف "لوكربي" متمسكاً بالديبلوماسية الهادئة البعيدة عن الترويج والصخب الاعلامي. كما حرصت الديبلوماسية البريطانية والاميركية على تجنب كل ما يمكن ان يبدو تصعيداً او تعكيراً للاجواء الايجابية والتقدم الذي يحرز في هذه الازمة. ونقلت وكالة "رويترز" عن ديبلوماسيين في نيويورك ان الامين العام للأمم المتحدة وعد الليبيين في اتصالاته معهم لتسوية ازمة لوكربي، ان الادعاء في محاكمة المتهمين لن يحاول ان يورّط الحكومة الليبية في تفجير الطائرة الاميركية. ونسبت الى احد الموفدين الذين يفاوضون لانهاء ملف لوكربي "ان فريق الادعاء لن يستطيع ان يضع هدفاً له النيل من النظام الليبي". وامتنعت الديبلوماسية الليبية ايضاً عن التعليق على ما يحدث باستثناء البيان الذي صدر عن طرابلس وتعمدت الابتعاد عن الاعلام. وعلمت "الحياة" ان الدائرة القانونية في الاممالمتحدة اوشكت على الانتهاء من صياغة رسالة ينوي الامين العام ارسالها الى الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي تنطوي على الاجراءات المترتبة على مثول المواطنين الليبيين امام المحاكمة، ومن ضمنها تعليق العقوبات المفروضة على ليبيا، كذلك التفاهمات في شأن مكان وظروف قضاء العقوبة في حال ادانة المشتبه بهما. وأكدت مصادر بريطانية ان الامانة العامة اجرت مشاورات مع البريطانيين في الايام القليلة الماضية في شأن تفاصيل العرض الاميركي - البريطاني والايضاحات والتطمينات والتفاهمات "لكننا لسنا على اطلاع على رسالة الامين العام" الى العقيد القذافي. وعلمت "الحياة" ان الامين العام يرغب في تسلم رد من الرئيس الليبي، يتضمن موعداً محدداً لنقل المواطنين الليبيين الى هولندا. وهو يتمنى ان يتسلم هذا الرد قبل نهاية الاسبوع. ولم يكن مستبعداً ان يبعث أنان رسالته امس او اليوم. وحسب مصادر الامانة العامة فان "الامور تسير الآن على ما يرام لكن هذا لا يعني ان المسألة انتهت". ولفتت المصادر الى اهمية فحوى وتوقيت الرد الليبي على رسالة أنان. ولفتت المصادر البريطانية ايضاً الى اهمية الرد الليبي وتعمدت القول "اننا من جهتنا لن نطلع على النص" باعتبار ان الرسالة موجهة من الامين العام الى الزعيم الليبي، "فالمسألة الآن بين الامين العام وطرابلس". وأكدت هذه المصادر "رغبتنا في نتائج ايجابية". وقالت "لا نريد الخوض في ديبلوماسية مكبرات الاصوات. ولا نريد معركة صراخ علني. اننا حقاً نريد النجاح" للجهود المبذولة. وقال الناطق باسم الامين العام فرد اكهارت ان أنان "يشعر بأننا نقترب من حل، وهو يريد تجنب كل ما من شأنه ان يقوّض النتائج او يعرقلها". وتجنب اكهارت تحديد 26 الشهر الجاري موعداً اخيراً لاعلان نجاح الجهود القائمة. وأشار الى ان هذا هو موعد اجراء المراجعة الدورية في مجلس الامن للعقوبات المفروضة على ليبيا. وكان متوقعاً ان يبحث الامين العام في مسألة ليبيا وملف لوكربي مع وكيل وزيرة الخارجية الاميركية السفير توماس بيكرنغ اثناء اجتماع لهما ليل الثلثاء لعرض مختلف الملفات العالقة.