الكويت، أبو ظبي، الرياض، مكسيكو سيتي - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - نددت الكويت أمس بتهديد العراق بقصف قواعد عسكرية في دول مجاورة له بسبب انطلاق طائرات أميركية وبريطانية منها، لفرض حظر على تحليق الطيران الحربي العراقي في أجواء منطقتي حظر في جنوبالعراق وشماله. وفي وقت اعتبرت صحف سعودية ان التهديد يعكس حال "الهزيمة" التي يشعر بها الرئيس صدام حسين، كررت واشنطن تحذيرها بغداد من مغبة أي تهديد لجيرانها. ووعدت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت مساء أول من أمس في المكسيك بأن الطائرات الاميركية "سترد بشكل سريع ومؤكد" على اهداف عراقية في حال تعرضت بغداد للقوات الاميركية او لجيرانها في الخليج. وقالت اولبرايت التي رافقت الرئيس بيل كلينتون في زيارة استمرت 24 ساعة للمكسيك: "لقد حذرنا بكل وضوح انه في حال تعرض قواتنا او الدول المجاورة للعراق لأي هجوم فإن ردنا سيكون سريعاً ومؤكداً". وجددت بغداد مساء الاثنين تهديداتها بضرب دول مجاورة لها بعد الاعلان عن مقتل خمسة اشخاص في الغارات التي شنتها الطائرات الاميركية والبريطانية في جنوبالعراق، وواصلت الصحف العراقية أمس حملتها. وفي الكويت، وصف مصدر مسؤول في وزارة الخارجية التهديدات العراقية بأنها "سافرة وخطيرة" و"تعكس مجدداً نيات نظام بغداد العدوانية حيال جيرانه وتمثل استمراراً لعدوانه على الكويت عام 1990". ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن المصدر في وزارة الخارجية ان التصريحات العراقية "تضمنت تهديداً مباشراً وخطيراً لأمن دولة الكويت وسيادتها". وطالب المصدر المجتمع الدولي ب "ادانة السلوك العدواني العراقي والزام العراق تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة كافة من أجل استتباب الأمن والاستقرار في المنطقة". وأضاف ان التهديدات تمثل "اصرار العراق على تجاهل الارادة العربية التي عبر عنها البيان الصادر عن الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب في القاهرة في 24 كانون الثاني يناير الماضي". وفي أبو ظبي، رفضت دولة الامارات العربية المتحدة التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس التعاون الخليجي، الاثنين "التهديدات" العراقية. وقال وزير الخارجية الاماراتي راشد عبدالله النعيمي في تصريح الى وكالة الانباء الاماراتية ان "هذه التهديدات مرفوضة تماماً". وكان وزير خارجية دولة الامارات اعرب خلال اجتماع وزاري خليجي عقد في جدة في 15 كانون الثاني يناير الماضي عن "صدمة دول مجلس التعاون" ازاء تصريحات لمسؤولين عراقيين آنذاك تضمنت "استفزازاً وتنصلاً من التزامات بغداد العربية والدولية وذهبت الى حد التشكيك بحدود وسيادة دولة الكويت". وفي الرياض، ردت الصحف السعودية امس على التهديدات العراقية. وقالت صحيفة "الندوة" ان "العلاج الوحيد لهذه الشيزوفرينيا او انفصام الشخصية في الخطاب السياسي بتهديد المملكة والكويت هو قطع رأس الافعى وطرد العصابة التي تحكم العراق بالحديد والنار وتصر على بث الفرقة في المنطقة". من جهتها وصفت الرياض التهديدات العراقية بأنها "جوفاء". وقالت ان هذه التهديدات هي "من بين طوفان جنون الرئيس العراقي صدام حسين ودليل على فقده توازنه العقلي حيث ان فكرة ان تكون في حوزة صدام ما سيرد به على ما يزعم به تبقى في نطاق المهازل السياسية التي احترف ان يطلقها ولا يصدقها الا المحيطين به". واضافت: "اذا كان الرجل قد عجز ان يخترق ذيل طائرة تقتحم حدود بلده ... فهو بالتأكيد يعيش لحظات الهزيمة الذاتية". أما صحيفة "عكاظ" فإنها حذرت النظام العراقي من الاستمرار في سياسة تهديد السعودية والكويت. وقالت: "ان الرد على هذه التهديدات سيكون حاسماً والمملكة لن تدخر جهداً في اتخاذ كل ما من شأنه حماية اراضيها وشعبها، ولديها القدرة الكافية على تلقين النظام العراقي درساً جديداً لن يستوعب آثاره الا بعد مضي زمن طويل ان هو غامر هذه المرة واقدم على حماقة جديدة".