قدمت تسع شركات أميركية تعمل في مجال الطاقة عروضاً للحكومة السعودية لتنمية قطاعي النفط والغاز والصناعات المرتبطة بهما، بعد أيام من زيارة وزير الطاقة الاميركي بيل ريتشادرسون الى السعودية. وزارت السعودية اخيراً وفود من شركات أميركية وأوروبية عدة، من بينها "شيفرون" الاميركية و"توتال" الفرنسية و"رويال داتش شل" البريطانية - الهولندية، وتباحثت مع مسؤولين سعوديين في وزارة البترول في شأن الاستثمار في قطاعي النفط والغاز في السعودية، وفي سبل التعاون في هذين المجالين. وقالت مصادر في عدد من الشركات ان العروض المقدمة ركزت على مجال التكنولوجيا، إضافة الى حجم الاستثمارات الممكنة، الأمر الذي سيجعل من السهل على الحكومة السعودية المفاضلة بين شركة وأخرى. واضافت المصادر أنه لا يوجد تمييز بين شركة وأخرى فيما يتعلق بجنسيتها، مشيرة الى أن زيارة وزير الطاقة الأميركي بيل ريتشاردسون الى السعودية مطلع الاسبوع الجاري لن تؤثر في قرار السعودية اختيار شركات أميركية أو أوروبية، إذ أن ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز أكد على فتح السعودية الباب أمام الجميع لتقديم العروض المناسبة ومن ثم ترك الخيار للدولة لاختيار الأفضل من بينها. ويشار الى ان زيارة وزير الطاقة الاميركي للسعودية يومي السبت والاحد الماضيين جاءت عقب لقاء ولي العهد السعودي مع ممثلي ست من كبرى الشركات الاميركية المتخصصة في مجال النفط اثناء زيارته الى الولاياتالمتحدة في ايلول سبتمبر الماضي، حيث اعلن للمرة الاولى ان السعودية مستعدة لفتح قطاعات استراتيجية في مجال النفط امام الاستثمار الاجنبي. ووقع الطرفان في اليوم الاول من زيارة ريتشاردسون اتفاقاً لزيادة التعاون بينهما في قطاعي النفط والغاز. وكشف وزير النفط السعودي علي النعيمي عقب توقيع الاتفاق عن تباين في المحادثات بين السعودية والشركات الأميركية، قائلاً ان "الشركات الاميركية تبحث عن الاستثمار في المنبع الاستكشاف والانتاج، لكننا لا نرغب ذلك، بل نريد من هذه الشركات الاستثمار في المصب التكرير والتسويق".وافاد الى انه "تم الاتفاق على التعاون في مجال التقنية صناعة النفط". وعلى رغم تأكيد النعيمي على انه "لا حاجة للاستثمارات الاجنبية في عمليات استكشاف واستخراج النفط في السعودية على الرغم من جاذبية هذا القطاع وتعاظم هوامش الربح فيه"، إلا أن مصدراً مطلعاً في صناعة النفط العالمية قال ل "الحياة" أنه يمكن للشركات الاجنبية الاستثمار في مجال استكشاف واستخراج الغاز، وهو القطاع الذي ما زال يحتاج إلى تنميته نظراً لكونه حديثاً بعض الشيء. من ناحية ثانية يبدأ مشروع البتروكيماويات المشترك بين "المجموعة السعودية للاستثمار" مساهمة مغلقة وشركة "شيفرون" الأميركية انتاجه في النصف الثاني من السنة الجارية بطاقة انتاجية تبلغ 480 ألف طن من البنزين و220 ألف طن من الفايكلوهيكسين، وهي مواد أولية تدخل في بعض الصناعات الكيماوية. ويتخذ المشروع من مدينة الجبيل الصناعية شرق السعودية مقراً له وبلغت تكاليفه نحو 650مليون دولار. ويتوقع أن يُوجه جزء من إنتاج المشروع من البنزين الى الاسواق المحلية فيما تُصدر الكمية كلها من الفايكلوهيكسين.