كان نايف حواتمه الأمين العام للجبهة الديموقراطية، نجماً لمفاجأة سياسية ثانية، بعد المفاجأة السياسية الأولى التي تصافح فيها مع الرئيس الاسرائيلي عازار وايزمان، وذلك حين اجتمع امس في عمان، وبعد انتهاء مراسم التعزية بالملك حسين، مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وهو لقاء أول يتم بينهما بعد قطيعة متصلة منذ اتفاق اوسلو، وقد تسفر عن مفاوضات ثنائية لاحقة باتجاه تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية المتعثرة حالياً. وقال حواتمه لپ"الحياة" في اتصال هاتفي، ان البحث تركز حول قضية اعلان الدولة الفلسطينية في 4 ايار مايو القادم، وانه أي حواتمه شجعه على ضرورة ان يتم هذا الاعلان في موعده. وقال عرفات نقلاً عن حواتمه في اللقاء، ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو جمد تنفيذ اتفاق واي ريفر، وجمد اعادة الانتشار، ووضع شروطاً جديدة، وانه يتعرض حالياً لضغوط كبيرة من اسرائيل ومن الادارة الاميركية لتأجيل اعلان الدولة يوم 4/5/1999. وقال حواتمه انه ابلغ عرفات بلغة واضحة، ان موعد الرابع من أيار مايو المقبل هو فرصة ذهبية واستثنائية، ويجب الاصرار عليها، لأن الانحناء امام الضغوط سيتيح لنتانياهو القول ان سياسة الضغط على الفلسطينيين سياسة ناجحة، فها هم ينحنون للضغوط، وان ذلك سيعطيه مكاسب جديدة في الانتخابات الاسرائيلية يوم 17 ايار مايو. وقال حواتمه ان البحث تطرق بشكل اساسي ايضاً الى مسألة بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية، "حيث ابلغت عرفات ان الوضع اصبح يتطلب خطوات لبناء الثقة من جانبه هو، وقلت: طالما يجمد نتانياهو اعادة الانتشار يستطيع عرفات تجميد التزاماته الامنية، وإيقاف التفاوض الامني، واطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين، حتى يدرك نتانياهو ان تهربه له ثمن". وأوضح حواتمه ان عرفات لم يرد على النقاط التي طرحها بشأن موعد الرابع من أيار مايو، ولا على النقاط المتعلقة بالرد على سياسة نتانياهو، واكتفى بالقول: "هذه قضايا تحتاج الى حوار وبحث، وأنا جاهز لذلك في اي وقت، وفي اي عاصمة عربية". من جهة اخرى، تعرض وايزمان الى هجوم عنيف من قبل اقطاب اليمين الاسرائيلي وفي مقدمهم وزير الخارجية ارييل شارون في اعقاب المصافحة والحوار الخاطف الذي اجراه مع حواتمه. ونقلت مصادر اسرائيلية عن شارون قوله ان وايزمان تجاوز رجال الدين المتواجدين في القاعة وتوجه الى حواتمة وصافحه وحاوره. وعلى الرغم من امتناع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عن ادانة المصافحة التي تمت بين وايزمان وحواتمه بشكل واضح، الا انه قال انه "غير مستعد لمصافحته". ولم ينس نتانياهو ان يذكر انه وخلال انخراطه في الجيش الاسرائيلي عمل على محاربة الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين بالتحديد. ورد وايزمان على الانتقادات التي وجهت اليه قائلاً: "ان من شارك في محادثات واي ريفر صافحوا وتحدثوا مع رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية امين الهندي الذي كان من مدبري قتل الرياضيين الاسرائيليين في ميونيخ" في اشارة واضحة الى شارون ونتانياهو معاً. ونفى متحدث باسم الرئيس الاسرائيلي ان يكون وايزمان هو الذي بادر الى مصافحة حواتمه على وجه الخصوص. وأشار المتحدث ان وايزمان صافح عددا من اعضاء الكنيست العرب الذين تواجدوا في ذات الغرفة التي جلس فيها حواتمه. وفي رامات غان وعد نتانياهو بالتوصل إلى اتفاق سلام مع سورية ولبنان قبل نهاية العام الجاري. وقال للصحافيين: "أعد بالتوصل إلى اتفاق سلام جديد قبل العام ألفين". ولم يحدد مع من ستوقع إسرائيل هذا الاتفاق، لكن أحد مساعديه المقربين قال إنه يتحدث عن سورية ولبنان. وأضاف نتانياهو: "سأكون سعيداً جداً لمعاودة المفاوضات مع سورية ولبنان في أي وقت كان".