لندن، انلونغ فينغ كمبوديا - الحياة، رويترز - انضمت الفلول الاخيرة لثوار الخمير الحمر الى صفوف الجيش الكمبودي رسميا امس الثلثاء، ما اعتبره المراقبون مؤشرا الى عودة السلام الي بلاد عصفت بها الحرب لاكثر من 30 عاما. كان الملك نورودوم سيهانوك اميرا عندما اطلق لقب "الخمير الحمر" في اواخر الستينات على مجموعة من المقاتلين يقودهم متشددون شيوعيون فرنسيو الثقافة. وسرعان ما استولى هؤلاء على الحكم ليغرقوا البلاد في حمّام دم فاقت ضحاياه المليون وسبعمئة الف قتيل. امس، وقف وزير الدفاع الكمبودي تي بان ليرحب بانضمام حوالي 1700 مقاتل من "الخمير الحمر" الى صفوف الجيش ليقسموا يمين الولاء للملك سيهانوك. و في احتفال اقيم بهذه المناسبة في مقر قيادة سابق للثوار في انلونغ فينغ على بعد نحو 300 كيلومتر من العاصمة الكمبودية فنوم بنه، قال تي بان: "اود ان ارحب باخواننا واخواتنا الذين انضموا الينا اخيرا منهين بذلك حرباً استمرت اكثر من عقدين". واضاف: "من الآن فصاعدا، سيحل السلام في انحاء البلاد. وانا واثق من انه لن يكون هناك قتال بعد الآن ولا خمير حمر". وتعمد وزير الدفاع الكمبودي التقليل من اهمية تا موك الزعيم الوحيد في الخمير الحمر الذي لم يستسلم بعد. واعتبر انه لم يعد يشكل خطورة على السلام في كمبوديا. واضاف ان تا موك "مختبىء ولا نستطيع العثور عليه". وفي رده على كلام الوزير، اكد قائد المجموعة المستسلمة خيم نغون ان "لا شيوعية ولا ثوار بعد الآن ... كل شيء انتهى. اننا نحب الديموقراطية ونحتاج اليها". وسارع رجاله بعد ذلك الى التخلي عن ثيابهم العسكرية الرثة المرقطة بالاحمر وارتدوا الثياب الخضراء للجيش الكمبودي. وتعتبر هذه المجموعة الاخيرة من مقاتلي الخمير الحمر التي تخرج من الادغال لتنضم الى صفوف الجيش0 وكان رفاق لهم بدروا بالاستسلام في اواخر العام الماضي. ولا يعرف احد بالتأكيد عدد الذين يتبعون قيادة تا موك المنشق عن الفصيل الرئيسي للخمير في اطار سلسلة انشقاقات متوالية على الزعيم التاريخي للثوار بول بوت الذي توفي العام الماضي. وكانت توبة اثنين من مساعدي بول بوت هما خيو سامفان ونون شيا، اخيرا، مؤشراً الى انتهاء الخمير الحمر.