أحيا لبنان امس عيد مار مارون شفيع الطائفة المارونية، ورفعت الصلوات في مختلف المناطق، وأقيم احتفال في الجميزة شرق بيروت شارك فيه ممثلون للرؤساء الثلاثة، وآخر في بكركي ترأسه البطريرك الكاردينال نصرالله صفير، وأكد خلاله ان "لبنان لم يصل الى السلم الكامل لأن المواطنين لم يشعروا بعد بالكرامة الوطنية وبانهم اصبحوا أسياد أمرهم". ففي كنيسة مار مارون الجميزة، ترأس المطران بولس مطر صلاة شارك فيها ممثلو رؤساء الجمهورية الوزير ميشال المر والمجلس النيابي النائب عبداللطيف الزين والحكومة الوزير نجيب ميقاتي بعدما جرت العادة على ان يحضر الرؤساء الثلاثة شخصياً هذه المناسبة اضافة الى جمع من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين والشخصيات. وأعرب المطران مطر عن الامل في عهد الرئيس لحود، مشيداً بما تضمنه خطاب القسم، خصوصاً لجهة بناء الدولة وتحصينها واعلاء شأنها لتنهض بالوطن في وجه التحديات "بعدما وجد الوطن نفسه واستعاد سلمه الاهلي ورسم خياراته الصحيحة على كل صعيد". واضاف "اننا نفخر بالرئيس الجديد، المنطلق من زهد وترفع يذكر بالمؤسسين الكبار في حياة الشعوب"، داعياً الى تطوير المؤسسات وتحصينها. ودعا الى ايجاد الحلول لمشكلات الديون وعودة المهجرين، مناشداً الجميع العمل يداً واحدة "في زمن طوارىء ومتغيرات، وفي وقت ما زال الاحتلال جاثماً على الجنوب". وفي بكركي، احتفل صفير بالمناسبة في حضور الرئيس السابق الياس الهراوي، وخاطبه في عظة القداس "نعرب لكم عن شكرنا لنقلكم لبنان، وانتم في السلطة، من حال الحرب الى حال السلم، ولو انه سلم لم يستوف بعد كل مقوماته، ما دام لم يستعد الوطن ما يصبو اليه ابناؤه من كرامة وطنية تشعرهم بأنهم اصبحوا أسياد أمرهم وانهم بالتالي اصبحوا مسؤولين وحدهم عن مصيرهم، من دون أي شريك". وتمنّى "تحقيق أمانينا بالاستقلال والسيادة والحرية". وسأل "هل بغير المحبة والتضحية والتضامن يمكن ان نبني وطن؟ وكلما تنافر وتناحر ابناء وطن واحد، حلّت في ساحتهم المصائب والنكبات، وانتشر بينهم الفقر والجوع، ومزقّ الخراب والدمار مجتمعاً يعيشون فيه، وطمع بهم الطامعون، وأملوا عليهم ارادتهم، وهانت كرامتهم الوطنية. أفليس هذا ما خبرناه من جراء ما دار على أرضنا من حروب؟ الأمثولة كانت قاسية، ونأمل بان نكون أفدنا منها لرص الصفوف، وتنقية القلوب، والتمسك بالايمان بالله والتضحية في سبيل الله والناس، واعلاء القيم التي تساعد على بناء الذات والوطن". وتلقى صفير اتصالات تهنئة بالعيد ابرزها من الرئيس لحود ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني والقائم مقام شيخ عقل الطائفة الدرزية بهجت غيث والعميد ريمون إده.