تبرع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بمبلغ مليوني ريال لتغطية تكاليف "ندوة ومعرض عمارة المساجد" التي افتتحها السبت الماضي نيابة عنه وزير التعليم العالي في المملكة العربية السعودية الدكتور خالد العنقري بحضور الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الرئيس الفخري لجمعية علوم العمران السعودية، وتنُظمها كلية العمارة والتخطيط في جامعة الملك سعود بمشاركة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في المملكة وتستمر حتى الاربعاء المقبل وتواكب الاحتفالات بالذكرى المئوية لتأسيس المملكة. وتواصلت امس فعاليات الندوة التي تهدف الى القاء الضوء على عمارة المساجد عموماً والحرمين الشريفين خصوصاً، وابراز الجوانب العمرانية والمعمارية لتوسعة الحرمين الشريفين. وتشجيع واثراء الابحاث والدراسات العلمية عن عمارة المساجد. كذلك التعريف بتطور عمارة المساجد في المملكة. وتركز الندوة على عدة محاور: الأول "توسعة الحرمين الشريفين ويتناول استعراض عمارة الحرمين الشريفين، واستعراض الجوانب المعمارية والجمالية للتوسعة، والجوانب التقنية والبيئية للتوسعة وتأثيرها على البيئة العمرانية المحيطة. والمحور الثاني: "التطور التاريخي والعمراني للمساجد ويتناول تاريخ عمارة المساجد، وتطور عمارتها. اما المحور الثالث فيركز على "التصميم العمراني والمعماري للمساجد" ويتناول علاقة المسجد بالبيئة المحيطة، والأنماط والطرز المعمارية للمساجد، وتأثير استخدام نماذج التصميمات المتكررة للمساجد. و يركز المحور الرابع على "المعايير التخطيطية والتصميمية لعمارة المساجد" ويتناول المحور الجوانب الوظيفية والسلوكية، والتحكم البيئي مثل الصوتيات والإضاءة والتهوية والتقييس لعناصر المسجد، والخدمات والعناصر المساندة. ويتناول المحور الخامس "الدراسات التوثيقية لعمارة المساجد"، بينما يتناول المحور السادس "الضوابط الشرعية لتصميم المساجد". اما المحور السابع فسيكون حول "انشاء وصيانة وترميم المساجد". إلى ذلك قال الامير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز ان الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران المفتش العام وافق على رعاية "برنامج الامير سلطان للعناية بالمساجد". وقال ان اهمية هذا البرنامج تتجلى في كون المساجد شواهد تاريخية ومعمارية لها اهميتها الكبيرة خصوصا عند الحديث على تاريخ المملكة وحضارتها الاسلامية العريقة. ويسعى البرنامج الى ابراز الدورالريادي لما تقوم به السعودية في عمارة المساجد وحصر المساجد التراثية واحيائها بعد ترميمها بإعادة استخدامها للصلاة واقامة الدروس والمحاضرات الدينية والندوات العلمية، الى جانب توثيق العناصر التي تلعب دوراً رئيسياً في انماط تخطيط المساجد وانشائها. وفي حفلة الافتتاح قدمت جوائز الندوة للفائزين وتمّ تكريم مجموعة بن لادن السعودية ومعماريي الحرم المكي والحرم النبوي. كذلك افتتح المعرض الدولي عن عمارة المساجد الذي يقام على مساحة 2500 متر مربع داخل البهو الرئيسي للجامعة ويشارك فيه عدد من المؤسسات المتخصصة في المجال المعماري. ويحتوي المعرض على قاعتين إحداهما للحرم المكي والأخرى للمدني تحوي كُل منهُما مجسمين تفصيليين ومعلومات تعرض للمرة الأولى عن التوسعة السعودية الكبرى، ويضم المعرض كذلك قاعة ثالثة للمسجد الأقصى، إضافة إلى قاعة تعرض أعمال خادم الحرمين الشريفين الحالية في عمارة بيوت الله داخل المملكة وخارجها، وكل ذلك بجانب مجموعة من الصور التاريخية النادرة للحرمين الشريفين التي يزيد عُمرها عن مئة عام. وتعرض وزارة الحج والأوقاف الأهلة التي كانت تعتلي منارات المسجد الحرام منذ العام 1250ه، ويبلغ طولها حوالي خمسة أمتار وهي مصنوعة من النحاس بطريقة فنية رائعة.