ساهم الإقبال الشديد الذي لاقته الدراما السورية من محطات التلفزيون الفضائية العربية في تشجيع المستثمرين السوريين والعرب على توظيف أموالهم في مجال الانتاج التلفزيوني ما أدى إلى الانتشار الواسع لشركات الانتاج التلفزيوني الخاصة في سورية، خصوصاً في السنوات العشر الاخيرة. ويعتبر افتتاح "مدينة الفارس الذهبي التلفزيونية" تلبية لحاجة العاملين في مجال الانتاج الى وجود قاعدة مادية لإقامة صناعة تلفزيونية بتقنيات عالية تتماشى مع الامكانات الفنية الموجودة. وقال المدير العام للشركة السيد فيصل مرعي إن المدينة "نواة حقيقية لتجربة رائدة نأمل ان تتوسع في سورية وتتجه نحو حقيقة واحدة هي تقديم فن حقيقي من خلال صناعة تلفزيونية متقنة". واقيمت المدينة في منطقة الصبورة قرب دمشق بموجب ترخيص المجلس الاعلى للاستثمار في سورية عام 1994 بكلفة تقدر بنحو 150 مليون ليرة سورية، من قبل شركة سورية - سعودية مشتركة استهدفت "اقامة مدينة تلفزيونية سينمائية غايتها انتاج الاعمال الفنية والارتقاء بالمستوى التقني للمسلسلات والبرامج التلفزيونية المتنوعة وتقديم الخدمات التلفزيونية الكاملة للمنتجين العرب والأجانب كافة". وتشهد المدينة حالياً تصوير مسلسل سوري - سعودي تحت عنوان "اي بني" لمناسبة الذكرى المئوية لتوحيد المملكة اضافة الى أعمال أخرى. وتغطي المدينة مساحة 40 ألف كيلومتر مربع وتحتوي على ثلاثة استوديوهات ضخمة للتصوير الداخلي والخارجي، مجهزة بالمستلزمات الفنية والهندسية كافة بما في ذلك انظمة العزل الصوتي الكامل والتكييف المركزي وشبكات الاضاءة. وتشمل المدينة ساحات وازقّة وشوارع وواجهات محلات وبيوت متنوعة وقرى تراثية متعددة الاوصاف بما فيها من أسواق وبيوت وجوامع، بالاضافة الى حدائق متعددة للتصوير وغابة لأشجار الصنوبر وأخرى للأشجار المثمرة ومزرعة للخضر. وهناك قسم اداري لمتابعة الاعمال الادارية والتنفيذية المطلوبة ضمن المركز وقسم الورشات الذي يقوم بما يضمه من فنيين وحرفيين متميزين بتصنيع كافة انواع الديكورات المطلوبة للأعمال الفنية ضمن او خارج حرم المدينة. ويضم القسم ورشات النجارة والحدادة والدهان والخياطة والجبصين. وتشمل المدينة ايضاً قسم الزراعة الذي يشرف على الحدائق المتعددة للتصوير والغابات، إضافة الى قسم أمن المنشأة وقسم الآليات والمطاعم والصيانة والفندق بما يضمن العمل في المدينة التلفزيونية على مدار 24 ساعة. وصممت "مدينة الفارس الذهبي" للانتاج التلفزيوني والاعمال السينمائية على حد سواء لتكون مركزاً للانتاج التلفزيوني، إذ تحتسب ساعة العمل بمدة قدرها 30 دقيقة كما يمكن انتاج اعمال عدة في وقت واحد بالتصوير الداخلي والخارجي. وأوضح السيد مرعي الذي "يحلم بهوليوود عربية" ان المدينة صممت لتكون وحدة متكاملة بما فيها من مطاعم وفندق للإقامة بالاضافة الى الورش المتعددة الخاصة بأعمال الديكور، بما في ذلك النجارة والحدادة والدهان والصيانة وورش الجص، إضافة إلى مستودعات للاكسسوارات والملابس. وتضمن المدينة التلفزيونية وجود قاعدة مادية للانتاج الدرامي في شكل عام وتأتي في المنزلة بعد مصر لجهة المدن التلفزيونية والاستوديوهات. وهناك كم انتاج درامي سوري حالياً يحتاج الى مخبرية الاستوديوهات والتقنية العالية في الصناعة التلفزيونية. ويذكر ان محطات التلفزيون الفضائية العربية بثت خلال رمضان الماضي ما لا يقل عن 15 مسلسلاً سورياً بلغ متوسط كلفة كل منها نحو 300 ألف دولار.