"مدهشة وآسرة وفائقة الاتقان" هي العبارة التي جرت على ألسن معظم من شاهدوا فرقة "الباليه القيصري الروسي" على مسرح "فوروم دو بيروت" ليل أول من أمس، في أولى ثلاث حفلات، آخرها ستكون مساء اليوم. وعرض الباليه الكلاسيكي هذا هو الثاني بعد عرض فرقة موريس بيجار المودرن وسيتلوهما عرض في أيار مايو المقبل للفرقة اليابانية "سانكاي جوكو" التي تحيي رقصاً عمره 2000 عام بطرق وتقنيات حديثة جداً. ويقف وراء هذه المناسبات التي تقدم الى الجمهور في لبنان فرصاً للاطلاع المباشر على أنواع عدة من الرقص الراقي في العالم، "مؤسسة الفترياديس". أربع لوحات قدمتها الفرقة الروسية التي تضم أربعين من أفضل الراقصين والراقصات الناشئين الروس، اضافة الى ثمانية "نجوم"، وبإشراف احدى أعظم راقصات القرن، التي تميزت طويلاً ضمن فرقة "البولشوي" مايا بليستسكايا. الفصل الأول تضمن ثلاث رقصات: المشهد الثالث من "كسارة البندق" موسيقى تشايكوفسكي، وتصميم فاينونن، و"البجعة" موسيقى سان - ساينس، وتصميم فوكين، و"جيزال" موسيقى آدم، وتصميم بيتيبا، والثاني خصص ل"شهرزاد" كورساكوف تصميم فوكين، وسط ديكور متحرك جميل شكل خلفية معبرة لمضمون الرقصات. والى الروح الجماعية التي طبعت أعمال الفرقة الروسية، تميز الراقصون الذين أدوا منفردين خصوصاً جيديمناس تارندا وناديا وأولغا بافلوفا، وخطفوا الاعجاب، خصوصاً في رقصة "البجعة" التي احتلت المسرح خلالها راقصة واحدة. وإذ تميزت "كسارة البندق" بتنويع في المشاهد واللباس والرقصات، فإن "جيزال" و"شهرزاد" جسدتا بحق، فلسفة "جمال القبح"، إذ أن الجميع انتظر كيف يتحول الموت أو الانتحار لوحة جميلة جديرة بالمشاهدة. وعرض الفرقة الروسية الذي شاهده جمهور كبير، تقدمته السيدة اندريه اميل لحود، كان أحد أجمل الأكاليل التي توجت هامة بيروت، كونها عاصمة ثقافية.