رفض وزير الخارجية السوري فاروق الشرع اي اتهام لبلاده وتحميلها مسؤولية غياب التنسيق بين الاطراف العربية. وقال: "سورية لم تكن منذ مؤتمر مدريد سبباً في فصل عرى التنسيق بين اطراف عملية السلام". وزار الشرع القاهرة، امس، بصورة مفاجئة وسلم رسالة من الرئيس حافظ الاسد الى الرئيس حسني مبارك تتناول الموقف السوري في المفاوضات مع اسرائيل في ضوء الجولة الأولى والاستعداد للجولة المقبلة. وحمّل المسؤول السوري الفلسطينيين مسؤولية عدم التنسيق عربياً بسبب اتفاق اوسلو ومحادثاتهم السرية مع الاسرائيليين. وأوضح الشرع انه اطلع الرئيس مبارك على موقف سورية من مجريات عملية السلام والمستجدات فيها وما تتوقعه من الجولة المقبلة للمفاوضات السورية - الاسرائيلية التي ستعقد في الولاياتالمتحدة. وقال الشرع: "في هذه الجولة سنمتحن باراك لأنه اظهر جدية في الجولة الأولى. هذه الجولة هي امتحان حتى نتأكد ان الجانب الاسرائيلي راغب فعلاً في السلام". كما شدد على "اهمية تحقيق السلام العادل على كل المسارات وفق قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الارض مقابل السلام". ولفت وزير الخارجية المصري عمرو موسى الى ان زيارة الشرع تأتي في اطار العلاقة المتينة بين سورية ومصر التي وصفها بأنها "دعامة كبيرة للعمل العربي ولعملية السلام". وبالنسبة الى التنسيق المصري - السوري إزاء عملية السلام لفت الشرع الى ان لقاءاته وموسى "لم تنقطع والتشاور مستمر"، مشيرا الى زيارة موسى اخيراً لدمشق ولقاءاته والمسؤولين السوريين. وتحدث عن استمرار التنسيق بين القاهرة ودمشق. وقال: "لا حاجة لتأكيد التنسيق والدلائل تشير الى ان سورية لم تكن ابداً في أي وقت من الاوقات ومنذ انعقاد مؤتمر مدريد سبباً في غياب التنسيق بين الاطراف العربية المنخرطة في عملية السلام بل على العكس نحن بقينا الى آخر لحظة نؤكد حرصنا على التنسيق بين الاطراف العربية". وبالنسبة الى استمرار اسرائيل في بناء مستوطنات في هضبة الجولان المحتلة شدد على ان "الاستيطان عمل غير شرعي سواء في الجولان او في الضفة الغربية او في اي مكان على الارض العربية ويشكل عقبة في طريق السلام ويكشف عن ان النيات الاسرائيلية غير صادقة في التوجه نحو السلام". وتطرق الشرع الى المسار اللبناني فقال: "القيادة السياسية في لبنان رأت ان يتم اختبار النيات الاسرائيلية خلال المفاوضات بين سورية واسرائيل"، واستند الى مواقف الرئيس اللبناني اميل لحود ورئيس الوزراء سليم الحص اللذين "اعلنا تفضيلهما عدم الانخراط في المفاوضات او استئنافها مع اسرائيل الا بعد التأكد ان الطريق اصبح ممهداً ومفتوحاً باتجاه تحقيق السلام بين سورية واسرائيل وكذلك بين لبنان واسرائيل من جهة اخرى". وشدد على ان سورية "لن توقع اتفاقاً من دون لبنان، هذه قناعتنا واتفاقنا مع الاشقاء اللبنانيين". وكرر الشرع ان الوفد السوري خلال الجولة الجديدة للمفاوضات مع اسرائيل سيمتحن الجدية التي تحلى بها ايهود باراك في الجولة الاولى للمفاوضات. وقال "هذه الجدية في حاجة الى امتحان ولا بد من وضعها على المحك لنتأكد من ان الجانب الاسرائيلي راغب في السلام فعلاً كما هي الحال بالنسبة الينا".