القدس المحتلة - رويترز، أ ف ب - أفرجت اسرائيل أمس عن سبعة معتقلين فلسطينيين من القدسالشرقية، في اول خطوة من نوعها منذ توقيع اتفاقات اوسلو عام 1993، وذلك تنفيذاً لاتفاق شرم الشيخ الموقع في 5 أيلول سبتمبر. وهذه هي المرة الثانية خلال يومين تطلق فيها اسرائيل سجناء فلسطينيين بعدما رفضت المحكمة العليا الاسرائيلية دعوى "رابطة ضحايا الارهاب" التي تعارض الافراج عن فلسطينيين سجنوا في ما يتصل بأعمال عنف ضد اسرائيليين. وقالت ناطقة باسم ادارة السجون الاسرائيلية ان "سبعة سجناء خرجوا من السجن في طريقهم الى القدس". وغادر ستة سجن شطه قرب العفولة في شمال اسرائيل، واستقلوا باصاً توجه الى سجن حشرون تل ابيب لنقل فلسطيني سابع افرج عنه. وينتمي ستة الى حركة "فتح" والسابع ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين". وهذه هي المرة الاولى التي تفرج فيها اسرائيل عن معتقلين فلسطينيين من القدسالشرقية منذ بدء عملية السلام في 1993، إذ كانت ترفض اطلاق فلسطينيين من القدس ضمن السجناء المفرج عنهم بموجب الاتفاقات مع الفلسطينيين، معتبرة ان الاتفاقات لا تنطبق على القدس بوصفها "عاصمتها الموحدة". واستفاد السبعة الذين تعتبرهم اسرائيل مواطنين لها، من عفو خاص اصدره الرئيس الاسرائيلي عازر ويزمان وتعهدوا خطياً الامتناع عن شن اي عملية ضد الدولة العبرية. وقال وزير الدولة الفلسطيني زياد ابو زياد ان الافراج عن السجناء كان يجب ان يحدث بعد اتفاقات اوسلو، وأضاف: "نرفض التمييز بين مقاتلينا من القدس ومقاتلينا من باقي اجزاء وطننا لان القدس من الاراضي المحتلة ولا يمكن اقرار سلام من دونها". وقال فيصل الحسيني المسؤول المكلف ملف القدس في منظمة التحرير الفلسطينية "هذا يعكس جدية التغيير في موقف اسرائيل بشأن القدسالشرقية" التي ضمتها الدول العبرية في 1967. واضاف "نحن راضون عن عملية الافراج هذه المطابقة لترتيبات السلام ونأمل ان يعني ذلك ان صفحة ستطوى لان الكثير من اخواننا لا يزالون في السجن". وقال "في السابق حصلت عمليات افراج مماثلة لكن بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء اليميني السابق وضع حداً لها وما حصل اليوم يظهر التغيير في الاتجاه الذي اعتمده ايهود باراك" رئيس الوزراء الحالي. لكن الاذاعة الاسرائيلية بثت أمس تصريحاً لمسؤول امني اسرائيلي كبير شدد فيه على ان "عمليات الافراج هذه لا تعيد النظر بأي شكل من الاشكال بسيادة اسرائيل على القدس وتشكل فقط بادرة انسانية بمناسبة شهر رمضان". وبين المعتقلين السبعة الذين أُفرج عنهم، قاصر في السابعة عشرة من عمره حكم عليه في 16 تشرين الثاني نوفمبر الماضي بالسجن 16 شهراً بعد ادانته بتهمة رشق حجارة. اما المعتقلون الستة الباقون فمحكوم عليهم في عمليات أخطر. فقد حكم على احدهم ويدعى مازن حجازي رشيد في العام 1990 بالسجن ثلاثين عاما بعد ادانته بتهمة المشاركة مع مجموعة تضم 24 عنصراً في محاولة اعتداء فاشلة على مسبح جنوب تل ابيب. واوضح رشيد ان "ثمانية من هؤلاء المقاتلين اختفوا والآخرون افرج عنهم في اطار اتفاق شرم الشيخ". وقال رشيد 40 عاماً قبل توجهه الى الحرم القدسي للصلاة "انا سعيد. لقد عادت اليّ الحياة". كما حكم في العام 1989 على معتقل آخر هو خالد العموري بالسجن 25 عاماً لوضعه قنبلة في محل بقالة اسفر انفجارها عن جرح ثلاث فتيات اسرائيليات. أما الاربعة الآخرون وهم واصف علاء محمود امين ومراون محمود ونسيم محمود توفيق وبلال ابو ابراهيم فكان يفترض ان يمضوا عقوبات بالسجن تزيد عن 17 عاماً بعد ادانتهم بمحاولات قتل او عمليات تفجير. ووصف النائب من تكتل "ليكود" المسؤول الثاني سابقاً في جهاز "شين بيت" جهاز الامن الداخلي جدعون عزرا في مقابلة مع الاذاعة الاسرائيلية "الافراج عن معتقلين من القدسالشرقية" بأنه "رسالة الى السلطة الفلسطينية" في اشارة الى استعداد باراك للقيام بتنازلات محتملة في شأن المدينة المقدسة في اطار تسوية دائمة مع الفلسطينيين. ويرفض رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك الافراج عن فلسطينيين "ايديهم ملطخة بالدماء" وهو الوصف الاسرائيلي لسجناء قتلوا اسرائيليين. وانتقدت منظمة التحرير قلة عدد المفرج عنهم وعدم التشاور معها في شأن اسمائهم واعدادهم. ويقول مسؤولون ان 1624 فلسطينياً ما زالوا في السجون الاسرائيلية.