سياتل - رويترز - تمكن وزراء التجارة من احراز بعض التقدم في اتجاه التوصل الى اتفاق لتحرير التجارة العالمية بعد ان اخلت شرطة مكافحة الشغب وسط مدينة سياتل، حيث تجري اجتماعات منظمة التجارة الدولية، من المتظاهرين. وقال الوزراء الذين اذهلتهم المظاهرات انهم احرزوا تقدماً في المهمة الصعبة المتعلقة بوضع جدول اعمال للجولة الجديدة من محادثات خفض الحواجز التجارية. وقالت ممثلة التجارة الاميركية شارلين بارشيفسكي التي ترأس المؤتمر ان الوزراء توصلوا مساء أول من أمس وامس الى تقليص خلافاتهم في شأن التوصل الى تسوية بخصوص نص يتعلق بالزراعة. واضافت ان "درس مشروع النص الذي تقدمت به رئاسة مجموعة العمل في شأن الزراعة التي تتولاها سنغافورة، سيؤدي الى تقليص المزيد من هذه الخلافات" رافضة مع ذلك الدخول في تفاصيل المناقشات الجارية. واوضحت ان الوزراء سيجتمعون امس لتقويم الحالة العامة للمفاوضات ومناقشة وسائل حل الخلافات التي ما تزال قائمة. وعلى رغم ان التقدم كان محدوداً، الا ان بارشيفسكي قالت انها مقتنعة بامكانية توصل الدول الاعضاء وعددها 135 دولة الى اتفاق في شأن القضاء على المزيد من الحواجز التجارية بحلول نهاية المؤتمر اليوم. وكان من أهم مجالات احراز التقدم الحصول على تنازل من جانب الاتحاد الاوروبي بتعهده بتشكيل مجموعة عمل لمناقشة التكنولوجيا الحيوية وهو مطلب رئيسي للولايات المتحدة في اطار جهودها لبيع المواد الغذائية المعالجة وراثياً فيما لا يرحب الاوروبيون بشرائها. واحرز تقدم كذلك في ما يتعلق بتعريفات قطاع التجارة الالكترونية الوليد وايضا في شأن خلاف على ادراج قوانين مكافحة الاغراق الاميركية في جولة المحادثات الجديدة. واحرز بعض التقدم كذلك في مجال الزراعة. ولكن لم يتم احراز اي تقدم في الخلاف الدائر في شأن ما اذا كان من الملائم استخدام حقوق العمال كحاجز امام التجارة الحرة وهو احد اهم اسباب المظاهرات المعارضة للمؤتمر وقضية مهمة بالنسبة للرئيس الاميركي بيل كلينتون، اذ تشكل الاتحادات العمالية جزءاً كبيراً من ناخبيه. وقال كلينتون: "اعتقد ان على المنظمة ان تتأكد من ان التجارة الحرة ستحقق فعلاً ارتفاعاً في مستوى المعيشة... وتحترم معايير العمل الاساسية وهي مهمة ليس فقط في ما يتعلق بحقوق العمال بل بحقوق الانسان". وقال ديبلوماسيون ان ادراج معايير العمل في مفاوضات التجارة قد يسفر عن انحراف جولة المحادثات عن مسارها. ويعترض العديد من الدول النامية على ذلك لان حقوق العمال ستحرمهم من واحدة من اهم ميزاتها وهي العمالة الرخيصة. وقال وزير التجارة التايلاندي سوباتشي بانيشباكدي الذي يفترض ان يصبح المدير العام لمنظمة التجارة الدولية سنة 2002: "نحن بحاجة الى حوار حول التجارة والعمل... لكن هذا الحوار يجب ان يكون بطريقة غير رسمية بمشاركة منظمات مثل منظمة العمل الدولية ومنظمة التجارة الدولية. لكن يجب الا يتم في اطار اجتماع تنظمه منظمة التجارة الدولية لتحديد معايير العمل الالزامية". واضطرت الدول الصناعية الى تقديم تنازلات الى الدول النامية لجعلها تؤيد اطلاق جولة جديدة من المفاوضات التجارية معروفة باسم "جولة الالفية" يفترض ان تطلق خلال مؤتمر منظمة التجارة الدولية في سياتل. وتتردد دول نامية كثيرة في دعم اطلاق جولة جديدة قبل ان تطبق اتفاقات جولة اوروغواي كلياً. وتعتبر هذه الدول ان التحرير لا يزال بطيئاً في قطاعات مثل النسيج والجلود. وترفض الدول الغنية حتى الان خفض التعرفة الجمركية على واردات افقر 40 دولة في العالم او فتح اسواقها بشكل اكبر على السلع النسيجية. ويدعو مشروع اعلان وزاري اعده الاتحاد الاوروبي وتدعمه اليابان الى اتخاذ "اجراءات ايجابية بغية التأكد من ان الدول النامية تستفيد ايضا من التبادل الحر". ولا يشير النص الى رفع الحواجز الجمركية امام صادرات اقل الدول تطورا لكنه يدعو الى "احراز تقدم لتحقيق هذا الهدف".