لندن، الكويت - "الحياة"، رويترز - تذبذبت اسعار خام القياس "برنت" في العقود الآجلة امس ارتفاعاً وهبوطاً في المعاملات المبكرة بعد تصريح وزير النفط الكويتي الشيخ سعود ناصر الصباح عن ان تمديد اتفاق خفض الانتاج بعد آذار مارس المقبل لا يزال الخيار المطروح وتصريحات من وزير الطاقة والمناجم الجزائري يوسف اليوسفي بان المنتجين يؤيدون استمرار خفض الانتاج بعد آذار وبعد وضع آلية تتيح سيطرة افضل على نظام حصص الانتاج. وارتفع سعر البرميل، في عقود كانون الثاني يناير التي جرت في بورصة النفط الدولية، الى 24.22 دولار بارتفاع 19 سنتاً. وقال متعاملون ان الاسعار تراجعت بعدما سجلت أعلى مستوياتها في الجلسة الصباحية عند 24.38 دولار متأثرة بعمليات جني أرباح. وكان الوزير الكويتي نفى تقريراً بأن أعضاء منظمة "أوبك" سيبحثون في زيادة الانتاج اذا استقرت أسعار النفط عند مستويات معينة من العرض والطلب وشدد على ان تمديد العمل بخفوضات الانتاج الحالية الى ما بعد آذار لا يزال خياراً قوياً. وقال الوزير لرويترز: "امكانات تمديد خفض الانتاج الى ما بعد آذار السنة 2000 اصبحت واقعاً الان وانا اؤكد على الواقع العالمي". وكان الشيخ سعود، وهو مدافع قوي عن استمرار اتفاق خفض الانتاج المقرر ان ينتهي العمل به في آذار المقبل يرد على تصريحات مندوب بارز لدى "أوبك" الاربعاء أفادت ان منتجي "أوبك" سيبحثون في زيادة الانتاج اذا بقي سعر خام غرب تكساس الوسيط الاميركي عند مستوى 25 دولاراً او اعلى وفقاً لاساسيات السوق وليس للمضاربات. وقال: "إنني انفي تماماً هذا التقرير ومثل هذه الافتراضات واؤكد مجدداً موقف اوبك والمصدرين من خارجها في شأن الخفض المتفق عليه". وأكد الوزير، الذي عاد من قمة الرياض، على ان المنتجين من "اوبك" ومن خارجها اتفقوا على مراجعة ظروف السوق خلال اجتماع المنظمة المقرر عقده في 27 آذار المقبل وقال: "سنأخذ في الاعتبار مستويات المخزونات والأسعار في ذلك الوقت". وأبلغ مسؤول حكومي مقرب من الوزير "رويترز" في وقت لاحق ان احتمالات زيادة الانتاج بعد ارتفاع الاسعار "لم يبحث اساساً اثناء وجود الشيخ سعود في السعودية". وكانت الكويت أعلنت في وقت سابق انه سيكون من الخطأ زيادة الانتاج في بداية موسم الصيف في النصف الشمالي من الكرة الارضية الوقت الذي يتراجع فيه الطلب عادة. وأكد الشيخ سعود مراراً في الاسابيع القليلة الماضية ان اعضاء "اوبك" وغيرهم من المنتجين اعربوا عن تأييدهم لامكانات تمديد خفض الانتاج فترة غير محددة. وناقش وزير النفط السعودي علي النعيمي مع الشيخ سعود ظروف سوق النفط في اواخر تشرين الثاني نوفمبر الماضي خلال زيارته للكويت مع نظيره الفنزويلي علي رودريغيز. ونسبت وكالة انباء "أوبكنا" الى اليوسفي قوله "ان المنتجين من داخل المنظمة وخارجها يرغبون في مواصلة خفض الانتاج الى ما بعد آذار المقبل". وقال اليوسفي "ان المنتجين أوفوا بتعهداتهم التي اتفقوا عليها في لاهاي في آذار الماضي ويرغبون في مواصلة هذه التعهدات بعد آذار المقبل". وأضاف: "ان خفوضات الانتاج ساعدت على اضفاء توازن على سوق النفط". وأشار الى التراجع الكبير في مخزونات الدول المستهلكة خلال الربعين الثالث والاخير من 1999 موضحاً ان هذا التراجع ساعد في تحقيق التوازن بين العرض والطلب في سوق النفط. وأعرب الوزير عن توقعه ان يستمر هذا التوازن خلال الشهور المقبلة. وقال: "اعتقد ان أوبك ستنجح في وضع آلية في آذار تتيح سيطرة أفضل على نظام الحصص في السنة 2000 بما يؤدي الى توازن حقيقي في السوق". وأفاد ان لجنة تحضيرية من خبراء جزائريين تعد مقترحات لطرحها في اجتماع آذار