استبعد السيد محمد بحر العلوم ان يكون التصريح المنسوب الى المرجع الاعلى آية الله علي السيستاني بخصوص الابتهال الى الله "ليحفظ صدام" صحيحاً. وقال بحر العلوم في تصريح الى "الحياة" امس انه "لم يعرف عن السيستاني تصديه للشؤون السياسية، خصوصاً ان وضعه غير مريح بسبب الضغوط التي يتعرض لها كل العلماء في العراق لانتزاع مواقف مؤيدة للنظام". واضاف: "ان التجارب الماضية علمتنا كيف يخترع الاعلام الصدامي اقوالاً ينسبها للمراجع بما يستفيد منها غير مبالٍ بصدقيته تجاه ما ينسبه لهولاء المراجع الذين يرفضون التطرق الى الامور السياسية ويتحاشون مدح السلاطين". واعتبر بحر العلوم ان "اقوال العلماء المؤيدة للنظام، اذا صدرت، يجب ان تؤخذ بلحاظ حالة القمع والاضطهاد التي يعاني منها كل العراقيين". الى ذلك، وصف السيد عبدالمجيد الخوئي، الامين العام ل"مؤسسة الإمام الخوئي" في لندن، التصريح المنسوب الى السيد السيستاني وفيه يبتهل الى الله تعالى "ان يحفظ العراق وشعبه وقائده صدام حسين" بأنه "كاذب ولا أساس له من الصحة" لأن السيستاني "يعيش بحكم الاقامة الجبرية في منزله منذ سنتين". وذكر الخوئي في حديث الى "الحياة" انه "لم يعهد لمراجع الدين العظام في النجف الاشرف اطلاق تصريحات سياسية على رغم الضغوط والاجراءات التعسفية الكثيرة التي يمارسها النظام ضدهم، وذلك في محاولات مستمرة لانتزاع تصريح او اصدار بيان او فتوى لمصلحته". واوضح: "وقد بدا ذلك واضحاً خلال الحرب العراقية - الايرانية وحرب غزو الكويت من قبل النظام، الذي لم يتمكن طوال تلك الفترة من الحصول على بيان او فتوى او تصريح لتأييده من قبل الإمام ابو القاسم الخوئي وانما كانت الفتاوى تصدر بتحريم الحرب وعدم جواز مقاتلة المسلم وكذلك عدم جواز التصرف بيعاً وشراءً للاموال المنهوبة من الكويت، حتى اعتقل الإمام مع اسرته في اعقاب انتفاضة آذار مارس 1991، واجباره على لقاء صدام حسين". واوضح ان "تلفزيون النظام بث لقطات مبتورة من حديث معه، في محاولة لاظهار تأييد العلماء له، او على الاقل عدم مخالفتهم له في ما يرتكبه من جرائم بحق الناس". جريمة اخرى وقال الخوئي "ان ما نُقل على لسان المرجع الاعلى السيد علي السيستاني اخيراً "الحياة" 23 كانون الاول/ ديسمبر الحالي لم يكن الا في السياق ذاته. فانه لم يتدخل في الشأن السياسي لا من قريب ولا من بعيد". واعتبر "التصريح المنسوب الى سماحته من قبل اجهزة النظام لم يكن إلا جريمة اخرى من جرائم النظام بحق الحوزة العلمية لاظهارها مؤيدة لمواقف النظام، مع العلم بأنه المسؤول المباشر عن اعدام المئات من علماء الدين واغتيال العشرات في الداخل والخارج من رجالات الحوزة والأسر العلمية المعروفة من آل الحكيم وبحر العلوم وآل الخلخالي وغيرهم من ابناء الشعب، وجاءت محاولة النظام هذه المرة بمناسبة مرور السنة التاسعة على اعتقاله 105 من كبار علماء الدين وأساتذة الحوزة العلمية وطلابها من اصحاب وتلاميذ وعائلة الإمام الخوئي منذ عام 1991". واوضح الخوئي انه "منذ سنتين من تكرار الاغتيالات الاجرامية التي ارتكبها النظام بحق مراجع الدين في النجف الاشرف، فان السيد السيستاني لم يخرج من بيته … حتى لإلقاء الدرس او اداء صلاة الجماعة، ويعيش بحكم الاقامة الجبرية في منزله مما يجعلنا اكثر تأكيداً بأن التصريح المنسوب اليه كذب ولا اساس له من الصحة ، وانما هو من أكاذيب النظام".