} عادت الحركة شبه طبيعية الى العاصمة العاجية ابيدجان، بعدما احكم الانقلابيون العسكريون قبضتهم على البلاد، متجاهلين نداءات افريقية وعالمية لاعادة الحكم الدستوري الى البلاد. وتعهد مسؤولو النظام المخلوع التعاون مع قائد الانقلاب الجنرال روبير غيي وذلك من اجل مصلحة البلاد، فيما استعد الرئيس المخلوع هنري كونان بيدييه للمغادرة الى فرنسا. لندن، ابيدجان، نيروبي - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - فتحت المخابز والمتاجر ابوابها في ابيدجان امس الاحد. وعادت سيارات الاجرة وحافلات النقل العام الى حركتها المعتادة في مختلف احياء المدينة. وكان الوضع هادئاً ايضاً في سائر المناطق والارياف. ولم يسجل اي انتهاك لحظر التجول المفروض في العاصمة كما لم تسجل اعمال نهب، بعدما امر قائد الانقلاب الجنرال روبير غيي بپ"اطلاق النار من دون سابق انذار" على المشاركين في هذه الاعمال. واستدعى الجنرال غيي وهو رئيس سابق للاركان نصب نفسه رئيساً ل "اللجنة الوطنية للانقاذ الشعبي"، مسؤولين كباراً في الوزارات وعقد معهم اجتماعاً في مقر الجيش. وتضم اللجنة تسعة اعضاء واصبحت بمثابة مجلس عسكري حاكم. وقال بيان اذاعي ان "رئيس البلاد استدعى مديري العديد من الوزارات ومديريين اداريين ومختصين بالشؤون المالية لحضور اجتماع في ثكنة غاليني". وافيد ان كثيراً من المسؤولين المحسوبين على الرئيس المخلوع هنري كونان بيدييه تعهدوا التعاون مع العسكر، حفاظاً على مصلحة البلاد. ومعلوم ان الجيش احتجز العديد من الوزراء في الحكومة المعزولة. واوردت الاذاعة الفرنسية أن الوزراء في حكومة ساحل العاج السابقة أعلنوا تأييدهم للحكم العسكري الجديد. ويحظى غيي ايضاً بتأييد قوات الجيش والشرطة. اما بيدييه فانتظر في قاعدة عسكرية فرنسية قرب مطار ابيدجان الدولي استكمال الترتيبات لسفره، بعد اعلان غيي ان في امكان الرئيس المعزول مغادرة البلاد. وقال غيي: "هذا بلد التسامح. لذا اطلب من جميع افراد الشعب في ساحل العاج ان يكونوا متسامحين. ولنتركه بيدييه يرحل". وانحسرت الفوضى بعدما كشف غيي عن اجراءات لاعادة النظام اثر موجة من عمليات النهب على نطاق واسع عشية عيد الميلاد. وكان غيي قال: "طلبنا من الجنود الذين يحملون السلاح العودة الي ثكناتهم"، مضيفاً ان اوامر صدرت لوقف اعمال النهب التي طاولت الممتلكات بينها متاجر وبعض المنازل وشارك فيها جنود ومدنيون. وقوبل الانقلاب العسكري الاول من نوعه في ساحل العاج، بادانة دولية واقليمية، خصوصاً من قبل نيجيريا وجنوب افريقيا المجاورتين. ومعلوم ان البلاد حصلت على استقلالها عن فرنسا عام 1960. وفي وقت لاحق، اعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية ان بيدييه غادر امس بلاده متوجها الى لومي عاصمة التوغو على متن طائرة فرنسية. وقالت الناطقة آن غازو-سوكريه ان "الرئيس بيدييه، وبناء على طلبه، غادر قاعدة بور-بوييه العسكرية الفرنسية الواقعة في اراضي ساحل العاج متوجها الى لومي على متن طائرة وضعتها فرنسا تحت تصرفه". وردا على سؤال حول امكان انتقال بيدييه الى فرنسا، قالت: "اذا اراد فإن بامكانه ان يفعل". واشارت الى انها تجهل اذا كان الرئيس المخلوع يريد البقاء في توغو او الانتقال الى وجهة اخرى يختارها. واضافت ان "السلطات الفرنسية سهرت على ان تحاط مغادرة بيدييه بالظروف الامنية الملائمة والكرامة".